النواب البريطانيون الجدد يبدأون إجراءات القسم

جددوا لرئيس المجلس رغم بعض الاعتراضات.. وكاميرون يخص ألمانيا بأول زيارة خارجية

كاميرون يرأس لقاء «المجتمع الكبير» في 10 داونينغ ستريت، أمس، وبدت إلى يساره مؤسسة جمعية تعنى بمساعدة الأطفال (رويترز)
TT

عقد النواب البريطانيون أمس أول جلسة لهم في مجلس العموم منذ انتخابهم في السادس من مايو (أيار) الحالي، فيما أعلن أن رئيس الوزراء الجديد ديفيد كاميرون خص ألمانيا بأول زيارة رسمية خارجية، سيؤديها إليها يوم الجمعة المقبل.

وعمد النواب أمس، إلى التجديد لرئيس مجلسهم، المحافظ جون بركو الذي كان اختير في يونيو (حزيران) الماضي في ظل الحكومة العمالية، فيما يتوقع أن يبدأوا اليوم الأربعاء بأداء القسم، في إطار إجراء يتوقع أن يستمر حتى بداية الأسبوع المقبل.

وسيكون رئيس المجلس أول البادئين في أداء اليمين، يتبعه أعضاء الحكومة في «حكومة الظل» المعارضة، ثم الوزراء وبعدهم النواب تبعا لأقدميتهم في مجلس العموم. وأمامهم الخيار بأن يؤدوا القسم على الإنجيل أو التوراة (بالعبرية أو الإنجليزية)، أو المصحف أو كتاب غرانث (الكتاب المقدس لدى السيخ).

وتأتي هذه الإجراءات الأولية قبيل بدء البرلمان الجديد أعماله رسميا في 25 من الشهر الحالي مع خطاب للملكة إليزابيث الثانية، ستقرأ فيه برنامج الحكومة الحافل بالبنود. وستلي هذه القراءة مناقشة برلمانية ثم تصويت على الثقة. وأعلن داونينغ ستريت أمس أن البرنامج التشريعي ستطغى عليه مواضيع «الحرية، والعدالة، والمسؤولية»، و«سيعكس أولويات الحكومة في مجال خفض العجز والإصلاحات السياسية والخدمات العامة».

وعبر رئيس الوزراء الجديد عن سعادته بإعادة انتخاب جون بركو، بفضل أصوات النواب المحافظين. وتم التجديد لبركو بعد اعتراض البعض ومحاولة نايجل فاراج من حزب يوكيب (حزب الاستقلال) الترشح للمنصب. وفي افتتاح الجلسة، تحدث كاميرون أمس عن وجود الكثير من النواب الجدد، بمن فيهم أعداد أكبر من النواب السود والآسيويين. وأضاف كاميرون مازحا فيما كان نائبه، زعيم الديمقراطيين الأحرار، نيك كليغ جالسا إلى جانبه: «الأمر يبدو فعلا مختلفا. الكثير منا يجلس أمام أشخاص لم يجلس إلى جانبهم من قبل».

ودخل النواب البريطانيون، وبينهم أكثر من 200 نائب من الوجوه الجديدة، أمس، إلى مجلس عموم تغيرت تشكيلته تماما إثر الفوز الانتخابي الذي حققه المحافظون المتحالفون مع الديمقراطيين الأحرار، وإثر موجة استقالات مرتبطة بفضيحة نفقات. وإثر فوزه في الانتخابات بـ306 مقاعد من أصل 649 (هناك انتخابات جزئية مرتقبة يوم 27 مايو للمقعد الأخير بسبب وفاة مرشح أثناء الحملة)، انتزع حزب المحافظين حق الجلوس في المكان المخصص لحزب الغالبية إلى يمين رئيس مجلس العموم بعد 13 عاما أمضاها في المعارضة.

وجلس ديفيد كاميرون ونائب رئيس الوزراء نيك كليغ جنبا إلى جنب، الذي شكل معه أول ائتلاف حكومي منذ الحرب العالمية الثانية. وبات أكثر من ثلث أعضاء مجلس العموم من الوجوه الجديدة (226 من أصل 649) في سياق فضيحة النفقات الطائلة التي اندلعت في مايو 2009. وتطال هذه الفضيحة نحو 400 نائب، ومن بين التجاوزات التي اشتملت عليها دفع ثمن أفلام خلاعية وصنع ملجأ عائم للبط وتنظيف خزانات أو فوائد لقروض عقارية وهمية.

وأدت هذه الفضيحة إلى استقالة الكثيرين وفي طليعتهم رئيس المجلس مايكل مارتن، كما دفعت نوابا كثيرين إلى عدم الترشح لولاية جديدة. وجرب البعض حظهم من دون نجاح أمام الناخبين، على غرار وزيرة الداخلية السابقة جاكي سميث.

في غضون ذلك، أعلن متحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن رئيس الوزراء البريطاني الجديد كاميرون سيتوجه يوم الجمعة المقبل إلى برلين في أول زيارة رسمية يقوم بها للخارج منذ توليه مهماته الأسبوع الماضي، وذلك لإجراء مباحثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وأضاف المتحدث في بيان أن مباحثات ميركل وكاميرون ستركز خصوصا «على قضايا الساعة السياسية الاقتصادية والمالية إضافة إلى قضايا ثنائية وقضايا السياسة الأوروبية والدولية». ومن المقرر أن يعقد الجانبان مؤتمرا صحافيا مشتركا. وفي لندن، رفض المتحدث باسم كاميرون التعليق على مشاريع رحلات رئيس الوزراء البريطاني.