الطبيب الليبي المعالج للطفل الهولندي يشكك في صحة إجراء حوار صحافي معه

قال لـ«الشرق الأوسط»: لم يكن الحديث معه ممكنا

TT

شكك الدكتور الصديق بن دلة، الطبيب الليبي الذي عالج روبن فان اشوف، الطفل الهولندي الناجي الوحيد من حادث تحطم طائرة «الخطوط الجوية الأفريقية» يوم الأربعاء قبل الماضي، في قصة الصحافة الهولندية بشأن إجراء حوار صحافي مثير للجدل مع الطفل قبل عودته إلى هولندا.

وأبلغ الطبيب الليبي «الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من العاصمة الليبية طرابلس، التي عاد إليها قبل يومين، بعدما رافق الصبي الهولندي على متن طائرة إسعاف ليبية، أن تحقيقا داخليا أجراه بنفسه لم يسفر عن التأكد من صحة المعلومات التي أفادت بأن أحد أعضاء الطاقم الطبي المعالج للصبي الهولندي أعطاه هاتفه الجوال ليجري حديثا مقتضبا مع إحدى الصحف الهولندية.

وأردف قائلا «حققت في هذا الكلام ولم أجد أي شيء إيجابي، ولم يؤكد لي أي طبيب أنه أعطى الصبي هاتفا جوالا للحديث إلى إعلاميين».

وزاد قائلا «الطفل خلال الفترة التي أمضاها لدينا لم يكن الحديث معه ممكنا، لذلك أشك في هذا الكلام، أعتقد أن هذه مجرد طفرات إعلامية من بعض الأشخاص الذين يريدون تحقيق السبق الصحافي».

وذكر بن دلة أنه والطاقم الطبي المعاون له ليسوا طرفا في هذه القصة، وتساءل «هل هذا معقول أن يتم حوار كهذا من خلالنا؟». قبل أن يضيف «ليس في علمي، ولم نجد شخصا أكد قصة الهاتف هذه».

وحول الوضع الصحي للصبي، قال بن دلة إن وضعه الآن ممتاز جدا، وعائلته والسلطات الهولندية راضون جدا عما تم اتخاذه من إجراءات في سبيل علاجه.

وردا على سؤال حول ما إذا ذكر الصبي الهولندي أي معلومات عن كيفية تحطم الطائرة، قال «ليس لي علم بذلك»، مشيرا إلى أن أسرته أبلغت الصبي بملابسات الحادث وفقدانه والديه وشقيقه.

وعلى الرغم من أن الصديق بن دلة رفض التكهن بموعد استعادة الطفل لحياته الطبيعية قبل الحادث، فإنه أكد أن الصبي يستطيع أن يمشى على قدميه، بعد انتهاء فترة النقاهة والتئام كسوره.

وكانت صحيفة «دي تليغراف» الهولندية أعلنت في وقت سابق أنها أجرت مقابلة هاتفية قصيرة مع الطفل روبن خلال وجوده في المستشفى، وهو ما أثار لاحقا انتقادات بشأن الوضع الأخلاقي للعمل الإعلامي في مثل هذه القضايا.

وطالبت هولندا بوضع قيود على الاتصال بالطفل الناجي في أعقاب تزايد الانتقادات لقيام الصحيفة بإجراء تلك المقابلة، حيث قال متحدث حكومي إنه لا يصح أن يدخل الصحافيون والمصورون إلى حجرة الطفل.

وخضع الصبي الذي لقبته وسائل الإعلام الهولندية بـ«المعجزة» لعمليات لتثبيت ومعالجة الكسور الخارجية والداخلية التي أصيب بها لدى تحطم الطائرة لدى محاولتها الهبوط بمدرج مطار طرابلس الدولي، مما أسفر عن مصرع جميع ركابها البالغ عددهم 103 أشخاص باستثنائه.

وكان روبن فان اشوف، وهو من جنوب هولندا، في رحلة سفاري في جنوب أفريقيا مع شقيقه انزو (11 عاما) ووالدته ترودي (41 عاما) ووالده باتريك (40 عاما).