انتخابات صيدا تستنهض القواعد الشعبية استعدادا للمنازلة في صناديق الاقتراع

سعد لـ «الشرق الأوسط»: ثنائي السنيورة - الحريري أفشل مبادرة بري

سفيرة الولايات المتحدة لدى لبنان ميشيل سيسون تسير مع قائد قوى الامن الداخلي أشرف ريفي في احتفال أقيم أمس في ضبيه (أ.ف.ب)
TT

ما إن سقط التوافق على الانتخابات البلدية في عاصمة الجنوب صيدا، حتى انصرفت الماكينات الانتخابية للائحتين المتنافستين على الفوز بجميع مقاعد المجلس البلدي، وهما لائحة «الوفاء للإنماء» التي يترأسها محمد السعودي المدعومة من تيار المستقبل والجماعة الإسلامية ولائحة الإرادة الشعبية برئاسة عبد الرحمن الأنصاري المدعومة من رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب السابق أسامة سعد إلى استنهاض القواعد الشعبية استعدادا ليوم المنازلة في صناديق الاقتراع يوم الأحد المقبل، وباتت حماوة المواقف الصادرة عن اللائحتين والقوى السياسية التي تقف وراءهما تنذر بأن معركة صيدا ستكون معركة سياسية ساخنة، مما استدعى انسحاب المرشح المقرب من حركة أمل من لائحة السعودي بعد فشل كل مساعي التوافق وآخرها مسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي بدا أكثر المستائين من هذا الواقع.

وفي هذا الإطار أكد النائب السابق أسامة سعد لـ«الشرق الأوسط» أن «التوافق في صيدا كان يسير بخطى ثابتة عندما قدم المهندس محمد السعودي نفسه كمرشح مستقل، وأيدنا مبادرته بتشكيل لائحة مستقلة فيها توازن سياسي واجتماعي، وعندما فشل في تحقيق ذلك تحول إلى مرشح لتيار المستقبل وهذا جوهر المشكلة». وأبدى ثقته بفوز اللائحة التي يدعمها «لأن المعادلة اليوم هي أفضل من التي كانت قائمة في انتخابات 2009 النيابية، إذ إن هناك تراجعا لمشروع الحريري وجماعة أميركا في لبنان نتيجة تعثر المشروع الأميركي في المنطقة وهم جزء منه، كما تغيرت نظرة هذا الفريق إلى العلاقة مع سورية، والحكومة التي يرأسها سعد الحريري أقرت بحق المقاومة، فضلا عن انحسار الشحن المذهبي الذي استخدموه في 2009، ويبقى سلاح المال والسلطة الذي يستخدمونه سنرى كيف نواجهه». واتهم سعد تيار المستقبل بأنه «بدأ بحجز الطائرات لنقل الناخبين والعاملين في شركات آل الحريري من دول الخليج إلى صيدا للمشاركة في الانتخابات، وإن هذه الطائرات ستبدأ بالوصول اعتبارا من اليوم (أمس)». وأكد أن «ثنائي السنيورة - الحريري أوصل مبادرة الرئيس نبيه بري إلى الحائط المسدود.

وتعليقا على انسحاب المرشح الشيعي على لائحة السعودي في صيدا أحمد صفي الدين، أوضح المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل أن «هذا الانسحاب مرده إلى فرط عقد التوافق في صيدا» وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «منذ البداية كنا حريصين على التوافق في صيدا وإبعادها عن المعركة الانتخابية.. وعندما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه أصبحنا خارج الموضوع»، مؤكدا أنه «لن يكون لنا أي مرشح على اللائحتين المعلنتين». بدوره أعرب رئيس بلدية صيدا الحالي عبد الرحمن البزري لـ«الشرق الأوسط» عن أسفه «لسقوط التوافق في المدينة رغم أنه كان قريب المنال»، وحمل كل الأطراف مسؤولية فشل الائتلاف، وقال: «نحن كطرف سياسي غير مشتركين لا في هذه اللائحة ولا في تلك، صحيح أن لنا مقربين في اللائحتين لكن بخياراتهم لأن علاقتنا جيدة مع رئيسي اللائحتين، ولذلك فإن مناصرينا لم يحددوا بعد أين سيصوتون». وأضاف: «لا شك أننا نتحالف سياسيا مع الدكتور أسامة سعد، لكن النظرة الانتخابية بيننا كانت مختلفة، وأنا شخصيا كنت أطمح بمشاركته في البلدية من خلال الحوار والإجماع على رئيس البلدية والأعضاء وليس من منطلق الاختلاف السياسي بيننا وبين تيار المستقبل». وعن السبب الحقيقي لفرط التحالف أوضح البزري أن «الدكتور أسامة سعد كان يشكك بنوايا الآخرين في الوصول إلى اتفاق، ويرفض التدخل في أسماء مرشحيه في اللائحة (التوافقية) وبالنتيجة لم نصل إلى النهاية السعيدة».

أما رئيس لائحة الوفاء للإنماء في صيدا المهندس محمد السعودي فدعا أهالي المدينة إلى المشاركة الكثيفة في الانتخابات الأحد المقبل والتصويت لمن هو مناسب يصلح لصيدا كائنا من كان وقال: «وصلنا إلى مرحلة فيها تحد وأنا قبلت التحدي». ورأى أن «النائب السابق أسامة سعد لا يريد الوفاق من الأساس، لأنه عرض 4 أسماء للدخول إلى اللائحة وطلب منه تغيير اسم بسبب انتمائه إلى التيار الناصري ولم يقبل». واعتبر أن «المواجهة في صيدا ستتحول إلى سياسية»، مؤكدا أن «العمل البلدي لن يكون كذلك». من جهته، قال مقرر اللجنة الخماسية في تيار المستقبل أحمد الحريري إن «التوافق الذي طرحناه (لانتخابات صيدا) كان طرحا تقدميا لأننا فزنا بالانتخابات النيابية في 2009 ولكننا سعينا للتوافق لإيجاد فريق يخدم المدينة»، وسأل: «لو كان الفريق الآخر هو الفائز في الانتخابات النيابية هل كان ليطرح التوافق؟»، مضيفا أن «علاقتنا مع رئيس لائحة الوفاق للتنمية المهندس محمد السعودي توطدت في السنة والنصف الماضية وكان طرحنا لاسمه كمرشح توافقي لأنه مستقل». واستبعد الحريري أن «يكون هناك دعم مباشر من حزب الله للائحة المقابلة، وأن المعركة صرف صيداوية». وأعلن أنه «مرشح لعضوية بلدية صيدا وليس لنيابة الرئاسة». وكان المرشح التوافقي عن المقعد الشيعي على لائحة محمد السعودي لانتخابات المجلس البلدي، أحمد صفي الدين (المقرب من حركة أمل) أعلن انسحابه، مؤكدا في بيان أن «ترشيحه كان منذ البداية من أجل تزكية التوافق في عاصمة الجنوب صيدا ضمن صيغة تحقق إجماع كافة فاعليات المدينة السياسية والروحية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية».