أوباما يجتمع بأعضاء كونغرس يهود ليؤكد لهم التزامه بأمن إسرائيل

بحث معهم المحادثات غير المباشرة مع الفلسطينيين.. والملف الإيراني

الرئيس الأميركي باراك أوباما مع نظيره المكسيكي فيليبي كالديرون خلال حفل رسمي لدى وصوله إلى الحديقة الجنوبية بالبيت الأبيض في واشنطن أمس، والجدير بالذكر أن الرئيسين سيناقشان القضايا الساخنة مثل الهجرة والمخدرات والعنف (رويترز)
TT

يواصل الرئيس الأميركي باراك أوباما جهوده لتبديد مخاوف إسرائيل والداعمين لها في واشنطن إزاء توجهاته وسياساته في الشرق الأوسط. ويأتي ذلك من خلال خطوات لدعم إسرائيل عسكريا وسياسيا بعد توتر في العلاقات الأميركية - الإسرائيلية خلال الأشهر الماضية، وتعثر جهود إدارة أوباما لاستئناف المفاوضات الفلسطينية - الأميركية.

واستضاف أوباما لهذا الغرض 37 عضوا يهوديا من الحزب الديمقراطي في الكونغرس الأميركي، في البيت الأبيض، عصر أول من أمس، حيث استمر اللقاء ساعة ونصف الساعة لبحث شؤون الشرق الأوسط.

وقال البيت الأبيض إن اللقاء شهد تبادلا بنّاء بشأن الالتزام المشترك بالسلام والأمن في إسرائيل والشرق الأوسط. وأوضح مسؤول في البيت الأبيض أن اللقاء تم بناء على طلب من أوباما.

وتطرق الاجتماع إلى قضايا عدة، منها المحادثات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، التي تشرف عليها الولايات المتحدة. وأفاد ناطق باسم البيت الأبيض أن اللقاء تناول أيضا جهود الإدارة الأميركية لتقوية أمن إسرائيل، بما في ذلك قرار الإدارة الأخير تزويد إسرائيل بمبلغ 205 ملايين دولار إضافي لتمويل نظام الدفاع الصاروخي «أيرون دوم».

يذكر أن إسرائيل تعمل على تطوير نظام الدفاع الصاروخي، الذي يرتقب أن يكون جاهزا للاستخدام خلال سنوات قليلة. وأبلغت الإدارة الأميركية الحكومة الإسرائيلية بهذا القرار الأسبوع الماضي كخطوة جديدة للتأكيد على الالتزام الأميركي بأمن إسرائيل. ومن المرتقب أن يصادق الكونغرس على طلب أوباما بالتمويل الإضافي قريبا.

وأضاف الناطق باسم البيت الأبيض أن أوباما بحث أيضا مع أعضاء الكونغرس الديمقراطيين الملف الإيراني. وأطلع أوباما أعضاء الكونغرس الـ37 على آخر المستجدات فيما يخص مسودة مشروع قرار لمجلس الأمن لعقوبات جديدة ضد إيران. ويأتي ذلك في وقت يبحث فيه الكونغرس مشروع قرار لفرض عقوبات أميركية جديدة على إيران. وقال عضو الكونغرس، ستيف روثمان، الذي حضر الاجتماع: «إن الرئيس أعاد التأكيد على موقفه الذي يتمسك به منذ زمن، وهو أنه من غير المقبول أن تحصل إيران على قدرة تطوير سلاح نووي، وإن جميع الخيارات تبقى مطروحة على الطاولة»، في إشارة إلى خيار استخدام القوة العسكرية ضد طهران، وهذه قضية تهم روثمان وعددا كبيرا من الذين حضروا الاجتماع، ويطالبون بدراسة كافة الخيارات لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية.

واعتبر روثمان أن «الحزب الجمهوري يحاول أن يشوه (صورة) دعم الرئيس أوباما التاريخي القوي لإسرائيل، وتمويل التعاون الأميركي - الإسرائيلي العسكري والأمني»، وهي نقطة مهمة بالنسبة للإدارة الأميركية والحزب الديمقراطي في أفق الاستعداد للانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، حيث يخشى الحزب من فقدان تأييد ناخبين وممولين يهود بسبب تصور بعض الأوساط اليهودية بأن أوباما لا يدعم إسرائيل بصورة واضحة.

وتعمل الإدارة الأميركية منذ أسابيع على تحسين العلاقات مع الجماعات اليهودية، عبر خطوات مثل إلقاء وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ثلاثة خطابات في ثلاث مناسبات مختلفة لمنظمات يهودية - أميركية، ولقاء أوباما مع المفكر الإسرائيلي الحائز على جائزة نوبل، إيلي وايزل، بعد احتجاج وايزل على الموقف الأميركي من قضية القدس. ولفت روثمان إلى أن أوباما أكد أن «الولايات المتحدة لن تفرض أي حل أو تسعى إلى فرض حل على الإسرائيليين أو الفلسطينيين»، وهي نقطة أخرى تهتم بها إسرائيل فيما يخص عدم طرح خطة أميركية تُفرض على الطرفين من أجل حل النزاع العربي - الإسرائيلي.