أبو مازن سلم ميتشل «رسائل غاضبة» حول الممارسات الإسرائيلية

عريقات: نأمل من واشنطن أن تلزم إسرائيل بالكف عن الممارسات الاستفزازية

الرئيس أبو مازن وصائب عريقات وجورج ميتشل يتحدثون إلى بعضهم البعض خارج مكتب الرئيس محمود عباس في مدينة رام الله أمس (إ.ب.أ)
TT

يواصل المبعوث الأميركي لعملية السلام، السناتور جورج ميتشل جولاته المكوكية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، معلنا بذلك استمرار محادثات التقارب (المفاوضات غير المباشرة) بين الطرفين، رغم ما أبدته قيادة السلطة من غضب وانزعاج بشأن إعلان إسرائيل استمرار البناء الاستيطاني في القدس.

وسلم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ميتشل، أمس، خلال أول لقاء يجمعهما منذ انطلاق المفاوضات في التاسع من هذا الشهر، رسائل «غاضبة» حول مجموعة من الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس.

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، في مؤتمر صحافي بعد لقاء ميتشل وعباس «إن الرسائل التي سلمت إلى الجانب الأميركي أشارت إلى الأعمال الاستفزازية التي ترتكبها إسرائيل، مثل قتل فتى فلسطيني (16 عاما)، وقتل مواطن أعزل في قطاع غزة، وغيرها من الاقتحامات والاعتقالات».

وأوضح عريقات أن الرسائل تطرقت كذلك إلى «التصريحات الإسرائيلية الاستفزازية الكثيرة في الأيام الأخيرة».

ويريد الفلسطينيون من واشنطن حمل إسرائيل على تجميد أي نشاطات استيطانية في القدس والضفة خلال فترة التفاوض التي تمتد شهورا.

وقال عريقات: «نأمل من الجانب الأميركي أن يلزم الطرف الإسرائيلي بالكف عن الممارسات الاستفزازية من اقتحامات واعتقالات واستيطان وفرض حقائق على الأرض، أو التصريحات بالغة الخطورة التي لاحظناها الأسبوع الماضي من قبل أكثر من مسؤول إسرائيلي».

وشكك مسؤولون إسرائيليون في نجاح المفاوضات غير المباشرة، لكن عريقات رفض هذه التصريحات، وأكد حرص السلطة الفلسطينية على إنجاح جهود المبعوث الأميركي. وقال عريقات إن التركيز في المباحثات، التي انطلقت هذا الشهر، ينصب على قضايا الوضع النهائي، وخاصة قضيتي الحدود والأمن.

وأضاف: «نأمل أن تستغل كل لحظة في الأربعة أشهر من عمر المحادثات، وصولا إلى تحديد حدود الدولتين على حدود الرابع من (يوينو) حزيران 1967».

وجاء ميتشل إلى رام الله قادما من إسرائيل، وأوضح عريقات: «نحن لم ولن نسأل السناتور ميتشل عما يدور بينه وبين الجانب الإسرائيلي، لأن هذه محادثات تقريبية، وتتم مع الجانب الأميركي وفق جدول أعمال متفق عليه». وزاد قائلا: «سنستمر في محادثاتنا مع السناتور ميتشل، وسنبذل كل جهد ممكن لإنجاح هذه المهمة».

ويحيط ميتشل مباحثاته بالسرية قدر الإمكان، في محاولة لإنجاح إحدى أعقد المهمات التي تولاها طيلة حياته. ومن المفترض أن عريقات عاد مرة أخرى للقاء ميتشل في القدس، أمس، في جولة ثانية من المباحثات خلال يوم واحد.

والتقى ميتشل، فور وصوله إسرائيل الثلاثاء، وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، على أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم. وكان لقاء ميتشل وباراك قصيرا، ولم تصدر عنه أي بيانات أو تصريحات استئناف المفاوضات غير المباشرة مع السلطة الفلسطينية.

ويدفع باراك باتجاه الانتقال إلى مفاوضات مباشرة، وقال باراك في جلسة كتلة حزبه البرلمانية، أول من أمس، إن «الأميركيين يحاولون فرض عقوبات على إيران وينشغلون في قضايا كوريا الشمالية ودول أخرى مثل الصومال واليمن، لذا ينتظرون من إسرائيل، كصديقة، أن تقوم حيثما تستطيع بالإسهام في المجهود العام، أي الذهاب إلى تسوية سلمية مع الفلسطينيين».

وأضاف باراك: «مطلوب تغيير جذري في علاقاتنا مع الولايات المتحدة، ولا يمكن فعل ذلك دون مبادرة سياسية بعيدة المدى من طرفنا»، محذرا من أن تظهر إسرائيل كرافضة للسلام.

وزاد باراك قائلا: «التحدي الحقيقي أمامنا هو تجاوز الأمور الصغيرة، والسير نحو الهدف والفرصة التي تنطوي عليها مبادرة سياسية إسرائيلية للمفاوضات وللاتفاق».

وأوضح باراك: «لا يمكن حدوث اختراق سياسي من خلال محادثات التقريب، لذا يجب الوصول بأسرع ما يمكن لمحادثات مباشرة ومناقشة كل المواضيع الجوهرية».