واشنطن تحث القادة العراقيين على النظر إلى ما وراء طموحاتهم الشخصية

مساعد وزيرة خارجيتها لشؤون الشرق الأوسط: الأهم من رئاسة الحكومة المقبلة برامجها

TT

دعا أرفع دبلوماسي أميركي مكلف شؤون الشرق الأوسط القادة العراقيين، الذين فازت قوائمهم بمعظم الأصوات في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، إلى أن ينحوا الطموحات الشخصية جانبا ويفكروا في قبول مناصب أخرى غير رئاسة الوزراء.

وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان في مقابلة أجريت معه أول من أمس: «يستغرق القادة العراقيون الآن الكثير من الوقت في مناقشة من يتقدم أولا ليحاول تشكيل حكومة جديدة. أود القول إنه من الضروري للغاية الحديث بشأن برامج الحكومة الجديدة».

ويدعي كل من رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي وإياد علاوي، زعيم قائمة العراقية المدعومة من السنة، الحق في تشكيل الحكومة المقبلة، مستشهدين بالتفسيرات المتضاربة للدستور. وفازت قائمة العراقية بمعظم المقاعد في البرلمان (91 مقعدا)، وتفوقت على ائتلاف دولة القانون بقيادة المالكي بفارق مقعدين. لكن المالكي توصل إلى اتفاق مبدئي مع كتلة شيعية منافسة، وأكد أن من شأن هذا الاتفاق أن يمكن التحالف من تشكيل الحكومة المقبلة. ويتسبب هذا الخلاف في إثارة قلق المسؤولين الأميركيين، لأن هذا الجمود قد يستمر لشهور، ومن المحتمل أن يتسبب في شل مهام الحكومة وتصعيد التوترات السياسية في الوقت الذي يقترب فيه موعد انسحاب القوات الأميركية.

ومن المحتمل أن تجعل أي حكومة يقودها المالكي أو أي عضو آخر في التحالف الشيعي الكثير من السنة يشعرون بأنهم محرومون من الحقوق. وقد تقود أي حكومة يقودها علاوي، التي يُنظر إليها على أنها احتمالية مستبعدة، إلى إعادة تنشيط الميليشيات الشيعية التي كانت في الماضي بمثابة الأجنحة المسلحة للأحزاب السياسية.

وقال فيلتمان أثناء زيارة إلى بغداد: «في النهاية، سيكون هناك رئيس وزراء واحد. وسيتعين على أي فرد قد يشعر بأنه المرشح الشرعي لمنصب رئيس الوزراء البدء في التفكير في خطة بديلة».

وأشادت الولايات المتحدة بالانتخابات التي جرت في مارس (آذار) الماضي، وقالت إنها الانتخابات الأكثر مصداقية في تاريخ العالم العربي. بيد أن المسؤولين الأميركيين يشعرون بالقلق إزاء تصاعد العنف في الآونة الأخيرة وتعنت الزعماء السياسيين العراقيين. وتأخرت المصادقة على نتائج الانتخابات، نظرا لإجراء إعادة فرز يدوي للأصوات في بغداد بناء على طلب المالكي، ومحاولة تنحية تسعة من المرشحين، معظمهم من السنة أو العلمانيين، من جانب لجنة يقودها السياسيون الشيعة. وفي النهاية، لم تغير أي من هذه الجهود توزيع المقاعد في البرلمان المقبل، لكن المناورات السياسية ألقت بظلالها على شرعية الانتخابات.

وقد رفض المالكي أي انتقاد، وقال إنه ملتزم تشكيل حكومة تشمل جميع الطوائف. بدوره قال فلاح النقيب، أحد المرشحين الفائزين على قائمة العراقية، إن السنة سيصابون بخيبة أمل كبيرة ما لم يكن علاوي هو رئيس الوزراء المقبل. وقال: «يريد معظم العراقيين رؤية قائد غير طائفي مثل علاوي».

خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»