الرئيس العراقي يجمع اليوم قادة الكتل السياسية على «وليمة سياسية»

كبير مستشاري طالباني لـ«الشرق الأوسط»: الهدف كسر الجليد.. ونأسف لغياب علاوي بسبب ارتباط خارجي

TT

وصف فخري كريم، كبير مستشاري الرئيس العراقي جلال طالباني، دعوة الرئيس طالباني لقيادات وبعض أعضاء الكتل السياسية التي شاركت في الانتخابات التشريعية الأخيرة بأنها عبارة عن «وليمة سياسية مفتوحة»، مشيرا إلى أنه «ليس هناك أي برنامج محدد أو منهاج للحوار، والجميع أحرار في التحدث في ما بينهم، وأن يقولوا ما يشاؤون».

وفي الوقت الذي بات فيه موعد هذه «الوليمة السياسية» مؤكدا ظهر اليوم، أعربت القائمة العراقية عن «اعتذار رئيسها» الدكتور إياد علاوي، الرئيس الأسبق للحكومة العراقية عن «عدم الحضور بسبب ارتباطاته المسبقة خارج العراق».

وقال كريم لـ«الشرق الأوسط» في بغداد، أمس، إن «كل القيادات السياسية سوف تحضر الوليمة، وللأسف الشديد اعتذر علاوي عن الحضور بسبب موعد مسبق مع شخصية عربية»، واصفا هذا الموضوع بـ«الأمر المؤسف»، ومنوها بأن «الرئيس طالباني لم يعول على هذا اللقاء سوى بأن يجمع كل الأطراف ويكسر جليد ركود الحوارات السياسية بين الكتل الانتخابية الفائزة».

وأضاف الكاتب السياسي وكبير مستشاري الرئيس طالباني، قائلا إن «مجرد جمع الأطراف السياسية هو هدف في حد ذاته»، منبها إلى أنه «على جميع الأطراف السياسية أن تجتمع وتلتقي وتتحاور؛ ففي كل عملية سياسية هناك تجاذبات، وفي النهاية لا بد من أن تتوافق هذه الأطراف خدمة للعراق والعراقيين، ولا يجوز أن تمضي العملية السياسية من دون كل الأطراف». وأكد كريم على أن «السيد الرئيس يبذل، وكما هو معروف عنه، أقصى جهوده لجمع الأطراف وتقريب وجهات النظر، وهو يعمل بأقصى ما يمكن لإنجاح هذه المهمة»، مشددا على أن الرئيس طالباني «منفتح على جميع الأطراف وتربطه علاقات طيبة وعميقة مع الجميع، وهو يقف على مسافة واحدة من كل الكتل والأطراف، فهو ليس ضد أو مع أحد، بل مع جميع العراقيين الساعين لخدمة البلد، وهو بالتأكيد مع الدستور ومع الاستحقاقات الدستورية».

وذكر كبير مستشاري الرئيس العراقي بأن «الرئيس طالباني لم يتصرف ولو لمرة واحدة باعتباره زعيما كرديا، بل يتصرف باعتباره رئيسا للعراق ولكل العراقيين ولم ينحز لقضية كردية على حساب قضية أخرى، بل إنه يتحدث العربية هنا في بغداد، والمعروف عنه إجادته للعربية السليمة، حتى إنه في زيارته الأخيرة لإيران تحدث مع خامنئي، المرشد الأعلى لجمهورية إيران الإسلامية، بالعربية، فقال له خامنئي نحن نعرف بأنك تتحدث الفارسية، فأجابه الرئيس طالباني بأن العربية هي لغة القرآن ثم إني رئيس لجمهورية العراق، واللغة الرسمية الأولى هي العربية». وقال كريم إن «الرئيس طالباني يقف مع قضايا العراق وهناك زعيم كردي يتحدث باسم الاكراد وهو رئيس الإقليم السيد مسعود بارزاني»، مشيرا إلى أن الرئيس طالباني «عبر في كل مواقفه السياسية وغيرها عن أنه رئيس للعراق ولكل العراقيين».

من جهتها، قالت ميسون الدملوجي، المتحدثة الرسمية باسم القائمة العراقية لـ«الشرق الأوسط» في بغداد أمس، إن «الدكتور علاوي اعتذر برسالة عن عدم حضور مأدبة الغداء التي دعا إليها فخامة الرئيس طالباني بسبب ارتباطات مسبقة للقاء شخصية عربية، وأنه خارج العراق»، منوهة بأن «القيادي في القائمة العراقية طارق الهاشمي ومحمد علاوي وحسين الشعلان وحسن العلوي سيلبون الدعوة، بينما لن يتمكن رافع العيساوي من الحضور لوجوده أيضا خارج البلد». وشددت الدملوجي على «أهمية هذه الدعوة التي ستجمع الأطراف السياسية العراقية»، مشيدة «بجهود الرئيس طالباني الذي يعمل من أجل جمع شمل العراقيين، وهو معروف بمواقفه الوطنية».

ونفت الدملوجي أن «يكون رئيس القائمة العراقية قد خطط للسفر خارج العراق لعدم تلبية دعوة الرئيس طالباني»، وقالت إن «العلاقات التي تربط بين فخامة الرئيس والدكتور علاوي متينة، وهي علاقات تاريخية». وكانت القائمة العراقية قد جددت أمس وعبر حديث للقيادي فيها محمد علاوي دعمها لترشيح الرئيس طالباني رئيسا لجمهورية العراق لولاية ثانية.