القوات الأميركية تعمل على بناء الثقة بين القوات العراقية والبيشمركة.. وترى أن «القاعدة» في تراجع

مسؤول عسكري يتفاءل بزيارة النجيفي لأربيل.. ويعلن الاستعداد لعملية موسعة في ديالى

TT

تعتبر القوات الأميركية في العراق أن تحسين التعاون وبناء الثقة بين القوات العراقية وقوات البيشمركة الكردية خطوة أساسية خلال الفترة المقبلة لاستقرار شمال العراق، بالإضافة إلى تحسين الوضع السياسي في محافظة نينوى. وبينما تتطلع الولايات المتحدة إلى تقليص عديد جنودها في العراق خلال الأسابيع المقبلة، هناك تركيز على أهمية حل المشكلات القائمة في شمال العراق والعمل على استتباب الأمن فيه، وخاصة في محافظتي نينوي وديالى. ويأتي ذلك في وقت تشير المعلومات الاستخباراتية الأميركية إلى أن تنظيم القاعدة» في العراق أخذ يتراجع، مما يزيد من التركيز على ضرورة معالجة القضايا السياسية والأمنية الداخلية لاستقرار البلاد. وأشاد اللفتنانت كولونيل مايكل مارتي، وهو مسؤول الاستخبارات في وحدة الجيش الأميركي في شمال العراق، بالتنسيق بين القوات العراقية والبيشمركة في عمليات عسكرية شاركت فيها القوات الأميركية خلال الأسابيع الماضية في محافظة ديالى. وقال مارتي في اتصال مع عدد من الصحافيين في واشنطن إن العمليات العسكرية الثلاثية (أي التي شاركت فيها القوات العراقية والأميركية والبيشمركة) كانت «ناجحة جدا» في استهداف «القاعدة في بلاد الرافدين» وأدت إلى اعتقال 8 عناصر مشتبه بارتباطهم بالتنظيم. وأضاف مارتي أن العمليات العسكرية التي استهدفت قيادة «القاعدة» خلال الشهرين الماضيين جعلت التنظيم «يتراجع»، موضحا: «لقد آثرنا على قيادتهم وتمويلهم والبنى التحتية لهم». وأضاف: «نرى بعض الجماعات المتطرفة مثل الجيش الإسلامي وفصائل ثورة العشرين تحاول أن تستغل ضعف تنظيم القاعدة وأخذ المؤيدين والممولين منها لصالحها»، مشيرا إلى أهمية التركيز على تلك الجماعات أيضا.

ووصف مارتي التعاون الثلاثي في عمليات ديالى الأخيرة، التي شكلت عناصر القوات العراقية نحو 80 في المائة منها، بأنه «مهم جدا إذ سيبني الثقة بين البيشمركة والقوات العراقية، لقد عملوا سويا واستطاعوا الانسجام لكن الأمر لن يكن سهلا». وأضاف: «أشعر بتفاؤل كبير لنجاح عمليات مماثلة مستقبلا». ويذكر أنه حتى يناير (كانون الثاني) من العام الحالي لم تقم القوات العراقية والبيشمركة بعمليات مشتركة مما زاد من حدة التوتر بين الطرفين. وأعلن مارتي عن بدء عملية عسكرية موسعة في ديالى ستستهدف الجماعات المسلحة كلها في ديالى وليس فقط «القاعدة»، منها جماعات سنية وشيعية متطرفة ومسلحة. وقال إن «من المهم أن تبدو القوات العراقية عادلة في استهداف كل المسلحين بغض النظر عن الطائفة من أجل كسب المصداقية» في أعين العراقيين. وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول الوضع الأمني في محافظة نينوى، قال مارتي إن العمل على بناء قوات الشرطة في مدينة الموصل أساسي لاستقرارها، بالإضافة إلى بناء الثقة بين القوات العراقية والبيشمركة خلال الفترة المقبلة. ولكن يبدو أن تلك العمليات المشتركة تقتصر على ديالى في الوقت الراهن. ولفت مارتي إلى أهمية زيارة محافظ الموصل اثيل النجيفي إلى أربيل، قائلا إن اللقاء الذي حضره مع وزير الداخلية الكردي كريم سنجاري وعدد من المسؤولين العراقيين تم في 15 مايو (أيار) الحالي في أربيل «يشكل أرضية لإجراء محادثات لإعادة قائمة التآخي» إلى مجلس محافظة نينوى. وأضاف أن «زيارة النجيفي إلى أربيل وتحريك المحادثات حدث مهم جدا». ويعتبر اللقاء الذي حضره عدد من الشخصيات البارزة مثل ممثل الأمم المتحدة في العراق اد ملكرت ونائب رئيس الوزراء العراقي رافع العيساوي خطوة إيجابية في تحسين العلاقات بين مجلس المحافظة وقائمة التآخي التي تدعمها حكومة إقليم كردستان، وهي قضية سياسية تخشى واشنطن من تداعياتها على المدى البعيد من زيادة توتر عربي - كردي في شمال البلاد. وردا على سؤال حول تأثير التأخير في تشكيل الحكومة العراقية على الوضع الأمني في شمال العراق وعموم البلاد، قال مارتي: «نحن حاليا متأخرون بين 6 و8 أسابيع عن الموعد الذي كنا نتوقعه ولكن لم نرى تأثيرا محددا». وأضاف: «هذا ليس بالضرورة أمرا سيئا إذ يعمل العراقيون على الخطوات المنصوصة في الدستور ولكن نحن نراقب عن كثب تصور الشعب العراقي لهذه العملية». واعتبر مارتي أن من المهم أن تعتبر هذه العملية «شرعية»، مضيفا أنه حتى الآن «لم نر تراجعا ملموسا في الأمن» بسبب التأخير. وكرر مارتي الموقف الأميركي من أن العملية السياسية حتى الآن لم تؤثر على مواعيد الانسحاب الأميركي، قائلا: «في هذه المرحلة كل شيء على ما يرام».