مسؤول أمني عراقي: «القاعدة» تعاني نقصا في الأموال.. وتخطط لسرقة مصارف أهلية وحكومية

متشدد معتقل: خططنا لاستهداف منتخبي الدنمارك وهولندا أو مشجعيهما في مونديال جنوب أفريقيا

جندي عراقي يمر أمام مسلحين مشتبه بهم في معسكر للجيش في منطقة أبو غريب غرب بغداد، أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

في حين حذرت قيادة عمليات بغداد من أن تنظيم القاعدة في العراق يخطط للسطو على المصارف الحكومية والأهلية في بغداد جراء الأزمة المالية التي يمر بها التنظيم، كشف متشدد من التنظيم اعتقلته القوات العراقية مؤخرا تفصيلات أكثر عن خطة مزعومة لاستهداف كأس العالم في جنوب أفريقيا الشهر المقبل. وقال المتحدث باسم «عمليات بغداد» قاسم عطا في مؤتمر صحافي مساء أول من أمس إن «تنظيم القاعدة يمر بأزمة مالية كبيرة بعد توقف أغلب مصادر تمويله. لذا، يخطط حاليا وبحسب مصادرنا الاستخبارية لعمليات سطو على المصارف الأهلية والحكومية ومحال الذهب». وأوضح عطا أن «قيادة عمليات بغداد وللحد من هذه العمليات والمخططات وضعت إجراءات أمنية مشددة على الأماكن المراد استهدافها للحيلولة دون وقوعها، وقطع جميع مصادر التمويل على هذا التنظيم الإرهابي».

إلى ذلك، قال مسلح اعتقل في العراق ويشتبه في أنه يتبع تنظيم القاعدة إنه تحدث مع أصدقاء له حول تنفيذ هجمات ضد المنتخبين الهولندي والدنماركي في كأس العالم (المونديال) في جنوب أفريقيا الشهر المقبل. وقال عبد الله عزام صالح القحطاني، وهو سعودي، لوكالة «أسوشييتد برس» إنه جاء في البداية إلى العراق عام 2004 لقتال الأميركيين وجنّده تنظيم القاعدة. وقال مسؤول أمني عراقي مطلع على التحقيق إن القحطاني اعتقل بعد عملية عراقية أميركية مشتركة في أبريل (نيسان) الماضي قتل خلالها القياديان البارزان في تنظيم «القاعدة»، أبو أيوب المصري وأبو عمر البغدادي. وطلب المسؤول عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول مناقشة تفصيلات القضية. وعثر على وثائق داخل المنزل الذي قتلا فيه، ومن بينها مذكرة كتبها القحطاني تتناول بالتفصيل خطة لتنفيذ هجمات خلال كأس العالم، وقد أفضى ذلك إلى إلقاء القبض عليه في 3 مايو (أيار)، حسب ما قاله المسؤول. وكشفت السلطات العراقية النقاب عن ذلك الاثنين الماضي. وأضاف القحطاني في المقابلة التي جرت في مبنى حكومي ببغداد: «ناقشنا إمكانية الانتقام من إساءة الدنمارك وهولندا للنبي. وكان الهدف هو الهجوم على المنتخبات، وبعد ذلك من المحتمل استهداف المشجعين»، مضيفا أنهم كانوا يأملون في استخدام أسلحة وسيارات مفخخة. وأضاف القحطاني أن المؤامرة لا تزال في حاجة إلى موافقة قيادات «القاعدة»، لا سيما الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري. وكان المسلح المشتبه فيه، الذي يبلغ من العمر 30 عاما تقريبا، يرتدي بذلة السجن البرتقالية، ولم تظهر عليه علامات التعرض للأذى أو المعاملة المهينة، ولم يظهر متوترا ولا خائفا. وقال القحطاني إن القوات الأميركية اعتقلته في 2007، وسُجن في كامب بوكا حتى أطلق سراحه بعد ذلك. وأكد كيلي تشيفالير، وهو مسؤول عسكري أميركي، أن القوات الأميركية اعتقلت رجلا يحمل اسم عبد الله عزام صالح القحطاني وأنه سجن في كامب بوكا. وحول الجيش الأميركي الأسئلة الأخرى كافة عن القحطاني إلى الحكومة العراقية. وأوضح القحطاني أن هذه الفكرة ظهرت في نهاية 2009 خلال حديث مع أصدقاء حول بعض الأشياء المنشورة في وسائل إعلامية غربية اعتبروها مسيئة للمسلمين. واعتبر أن بطولة كأس العالم تعتبر حدثا دوليا كبيرا، وكان يعتقد أن السفر إلى جنوب أفريقيا سيكون أسهل من السفر إلى الدولتين الأوروبيتين اللتين يريدون استهدافهما. وقال نيش نايدو، وهو متحدث باسم شرطة جنوب أفريقيا أول من أمس إن مسؤولي جنوب أفريقيا لا يزالون في انتظار معلومات من نظرائهم العراقيين عن عملية إلقاء القبض على القحطاني، وقال إن المعلومات التي لدى المسؤولين في جنوب أفريقيا من تقارير إعلامية. بدورها، قالت «الفيفا» في تصريح إنها لن تعلق على أي تهديدات محتملة محددة. إلى ذلك، نقلت إذاعة هولندا العالمية أمس، عن متحدث باسم وزارة الخارجية الهولندية قوله إن الوزارة قد أخطرت بالأمر وأنها تتابع الموضوع. من جهته، أكد الاتحاد الدنماركي لكرة القدم أمس ثقته في نجاح الإجراءات الأمنية خلال بطولة كأس العالم بجنوب أفريقيا في توفير الحماية اللازمة للمنتخب الدنماركي الأول خلال مشاركته في المونديال. وحسب وكالة الأنباء الألمانية، نقلت صحيفة «إكسترا بلادت» الدنماركية عن جيم شتيرنه هانسن الأمين العام لاتحاد الكرة الدنماركي قوله: «علمنا من جهات الأمن، ومن الشرطة ما يمكن أن نلقاه هناك». ويأتي التهديد باستهداف كل من هولندا والدنمارك، في أعقاب التطورات التي شهدتها السنوات القليلة الماضية، ومنها نشر رسوم كاريكاتورية في الدنمارك مسيئة للنبي، وفيلم وثائقي على الإنترنت يحمل اسم «فتنة» للسياسي الهولندي خيرت فيلدرز مسيء للإسلام.