تحرص الولايات المتحدة على تكثيف التعاون الأمني والتنسيق مع باكستان لمواجهة تهديد أمني أصبح أكثر وضوحا بعد الكشف عن خطة لأميركي من أصول باكستانية حاول تفجير ميدان «تايمز سكوير» يوم 1 مايو (أيار) الحالي في عملية فاشلة هزت وكالات الاستخبارات الأميركية. وفي أول زيارة أميركية رفيعة المستوى إلى باكستان منذ محاولة التفجير، التقى مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال جيم جونز ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ليون بانيتا، الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، أمس، لبحث التعاون الأمني بين البلدين والتحقيق الجاري في ما يخص قضية المتهم فيصل شاه زاد، الذي حاول تفجير سيارة في نيويورك.
وتأتي زيارة جونز وبانيتا إلى باكستان في وقت يزداد التركيز على أهمية معرفة الروابط الباكستانية في الهجوم الفاشل على ميدان «تايمز سكوير» ومواجهة المتطرفين في باكستان الذين يريدون استهداف الولايات المتحدة. وتوجه المسؤولان الأميركيان إلى إسلام آباد بعد مشاورات أولية بين الطرفين خلال الأيام الماضية للتحقيق في القضية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أميركي أول من أمس في واشنطن «بعد الهجوم الإرهابي الفاشل في ميدان تايمز وغيره من الاعتداءات في المنطقة الحدودية (بين أفغانستان وباكستان)، نعتبر الوقت قد حان لتكثيف الجهود مع حلفائنا في باكستان للقضاء على هذه البؤرة وإنشاء جو ملائم لحياة آمنة للباكستانيين». وأعلن وزير العدل الأميركي إريك هولدر أن الولايات المتحدة لديها دليل يثبت أن حركة طالبان الباكستانية كانت وراء محاولة الاعتداء. وتعتبر حركة طالبان الباكستانية، التي أعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة منذ تأسيسها في ديسمبر (كانون الأول) 2007، المسؤول الأبرز عن نحو 400 اعتداء معظمها انتحاري، أسفرت عن سقوط أكثر من 3300 شخص في مختلف أنحاء باكستان خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
وشارك في الاجتماع مع جونز وبانيتا كبار المسؤولين الباكستانيين، منهم رئيس الوزراء الباكستاني سيد يوسف رضا كيلاني، ووزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، ورئيس أركان الجيش الجنرال إشفاق برويز كياني. وأفاد بيان أميركي - باكستاني مشترك بأن المحادثات كانت «مثمرة» وتناولت «الوضع الأمني في المنطقة والتهديد الإرهابي المشترك والحرب ضد المتطرفين»، بالإضافة إلى «الحوار الأميركي - الباكستاني الاستراتيجي». وتابع البيان أن «الجنرال جونز والمدير بانيتا قدما شرحا محدثا حول التحقيق في حادثة تايمز سكوير الإرهابية»، موضحا أن «الجنرال جونز عبر عن التقدير للتعاون الممتاز الذي تحصل عليه الولايات المتحدة من باكستان، بالإضافة إلى التضحية الهائلة من الجيش الباكستاني والشرطة والناس في جهودهم لمكافحة المتطرفين».