مصرع عسكريين وجرح 18 في انفجار قنبلة بالجزائر يثير مخاوف حول تزايد العمليات الإرهابية

ضابط في الدرك لـ«الشرق الأوسط»: نتوقع عمليات أخرى في الأيام المقبلة

TT

أثارت عملية إرهابية وقعت أول من أمس، شرق العاصمة الجزائرية، وخلفت قتيلين وعدة جرحى في صفوف الجيش، قلقا لدى الأجهزة الأمنية، ومخاوف من احتمال عودة أهم معاقل الإرهاب إلى «النشاط». وتقول مصادر على صلة بالملف الأمني، إن الأمر يتعلق بمجندين حديثا في صفوف الإرهاب، تم زرعهم في أوساط سكان بعض المناطق لتنفيذ عمليات مسلحة ضد أهداف محددة.

وقتل عسكريان وجرح 18 آخرون في انفجار قنبلة ببلدة سي مصطفى (50 كلم شرق العاصمة)، استهدفت دورية عسكرية درجت على المرور في المكان نفسه يوميا. وتعتبر المنطقة من أكثر المناطق خطورة بالنسبة لرجال الأمن الذين غالبا ما كانوا عرضة لأعمال مسلحة خلفت عشرات القتلى في السنوات الأخيرة.

وقال ضابط بالدرك الجزائري في بلدة سي مصطفى، التقته «الشرق الأوسط» بعد خمس ساعات من وقوع التفجير، إن معلومات متوافرة حول العملية الإرهابية، تفيد بأن الجماعة الإرهابية النشطة بالمنطقة بصدد التحضير لعمليات جديدة.

ورجح الضابط، الذي رفض ذكر اسمه، التحاق أفراد جدد بالتنظيم الإرهابي ببلدة سي مصطفى، مما يجعل قوات الأمن تتوقع عمليات إرهابية في الأيام المقبلة.

وأضاف الضابط «لقد شهدت منطقتنا هدوءا نسبيا منذ نحو سنة ونصف سنة، لكنه هدوء كاذب. فقد تعودنا على عودة العمليات الإرهابية بضراوة، وغالبا ما تتم ردا على الخطاب الرسمي، الذي يقول بأن الدولة قهرت الإرهاب، بمعنى أن الجماعات الإرهابية تحاول التأكيد على أنها ما زالت قادرة على الضرب في التوقيت والمكان اللذين تختارهما، لكن قياداتها تدرك جيدا أن هامش النشاط تقلص بشكل كبير، وأن المساحة التي تتوافر لرفاقهم في صحراء الساحل بحكم شساعة المنطقة، لا يمكن أن يجدوها عندنا ولا في كل مناطق شمال الجزائر».

وأعطت السلطات الأمنية المحلية تعليمات صارمة لأفراد الجيش والدرك والشرطة بتوخي أقصى درجات الحيطة. وأكثر ما يخشاه رجال الأمن أن تكون عملية أول من أمس مقدمة لعمليات إرهابية استعراضية محتملة.

ويذكر محمد، وهو كهل يملك متجرا لبيع الهواتف النقالة يقع بالقرب من مبنى الدرك ببلدة سي مصطفى، أن متجره نسفته سيارة مفخخة انفجرت في 13 فبراير (شباط 2008)، واستهدفت مقر الدرك الذي تحطم جزء كبير منه. وقال «لقد تم التحضير للتفجير الذي وقع اليوم (أول من أمس) بكل عناية، فهؤلاء (يقصد المسلحين) لا عمل لهم إلا ترصد رجال الأمن للإيقاع بهم في كمائن، والتفجير بطريقة التحكم عن بعد أصبح أهم سلاح لديهم، كونهم عاجزين عن مواجهة الأمن في الميدان، ليس لأن عددهم قليل وإنما لأنهم جبناء».

ويعتقد محمد أن الوضع الأمني في بلدة سي مصطفى تحسن بشكل لافت قياسا إلى وقت مضى، وأن العملية الإرهابية التي خلفت مقتل عسكريين لا تعني بالنسبة إليه أن الإرهاب عاد إلى البلدة.