ميتشل متفائل رغم أن الإسرائيليين والفلسطينيين جعلوا منه «حائط مبكى»

التقى نتنياهو أمس.. وأوباما ينوي الحضور إلى الشرق الأوسط لدفع عملية السلام

TT

أنهى المبعوث الرئاسي الأميركي، السيناتور جورج ميتشل، أمس، جولة المفاوضات الثانية غير المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بتفاؤل حذر. وتحدث عن «خطوة مهمة إلى الأمام» هذه المرة. ولكن مقربا منه قال ما بين المزاح والجد، إن كلا الطرفين جعلا منه «حائط مبكى آخر»، حيث راح كل منهما يقدم الشكاوى ضد الآخر.

وأبلغ ميتشل الطرفين أنه وضع برنامجا تفصيليا لهذه المفاوضات لمدته 4 أشهر، يأمل أن يستطيع في نهايتها الإعلان عن استئناف المفاوضات المباشرة حول اتفاق مبادئ للتسوية الدائمة. وأوضح مجددا أنه لن يكون ساعي بريد بينهما، بل «باني جسور»، وأنه عندما ينشأ خلاف في الموقف، سيطرح تسويات صغيرة وكبيرة لجسر الهوة بين مواقف الطرفين.

وكان ميتشل قد عاد من اللقاء في رام الله مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الليلة قبل الماضية، والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، صباح أمس لمدة 4 ساعات. وحضر اللقاء وزير الدفاع، إيهود باراك، الذي كان قد استقبل ميتشل في بيته في تل أبيب، حال وصوله إلى إسرائيل مساء الثلاثاء. كما حضره يتسحاق مولخو، مستشار نتنياهو للشؤون الفلسطينية، ورئيس الوفد الإسرائيلي المفاوض.

ومثلما قدم الرئيس عباس لميتشل قائمة طويلة بالاستفزازات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين والتحريض الدموي عليهم، قدم نتنياهو قائمة بالاستفزازات الفلسطينية. وقال نتنياهو إن حكومته قررت التجاوب مع المطالب الأميركية لإبداء النوايا الحسنة، وتشجيع السلطة الفلسطينية على الاستمرار في المفاوضات، على الرغم من أن الفلسطينيين يواصلون التحريض على إسرائيل واليهود في وسائل الإعلام، وفي كتب التعليم.

وشكا نتنياهو من الحملة الرسمية في السلطة الفلسطينية لمقاطعة منتجات المصانع في المستوطنات، معتبرا إياها «خطوة عنصرية معادية لليهود ومشجعة للكراهية لهم».

وقال إن هذه الحملة لم تصدر عن متطرفين، بل عن رئيس الحكومة الفلسطينية، سلام فياض، الذي يظهر في العالم كقائد معتدل، وقادة وكوادر حركة فتح، التي يرأسها محمود عباس، وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية.

ووضع نتنياهو شرطا مفاده أن ينفذ خطوات البوادر الحسنة بالتدريج وليس دفعة واحدة، وأن يربطها بوقف هذه الحملات الفلسطينية، «فأنا لا أستطيع الرد على حملة مقاطعة منتجاتنا بتقديم تسهيلات للفلسطينيين. فالجمهور سيعتبرها خيانة عندئذ».

والخطوات التي وافق عليها نتنياهو هي، حسب التسريبات الصحافية: إطلاق سراح بضع مئات من الأسرى الفلسطينيين (ميتشل طلب أن يكون العدد 2000 أسير، حتى يبدو أن أبو مازن استطاع إطلاق سراح عدد من الأسرى، أكبر من عدد الأسرى الذين ستطلقهم حماس في صفقة الجندي جلعاد شاليط)، والانسحاب من سائر المناطق التي احتلتها إسرائيل بعد الانتفاضة سنة 2000، وتسليم الفلسطينيين أرضا تابعة حاليا للمستوطنات من أجل شق شارع من رام الله وبير زيت إلى مدينة الروابي الحديثة، التي يجري بناؤها منذ سنتين شمال غربي رام الله.

وكان أحد قادة اليهود الأميريكيين قد صرح لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن الرئيس باراك أوباما قرر الحضور بنفسه إلى منطقة الشرق الأوسط في القريب حتى يعطي دفعة قوية لمسيرة التفاوض.

وأضاف أن أوباما اجتمع قبل أيام مع مجموعة من أعضاء الكونغرس الأميركي الأعضاء في الحزب الديمقراطي، الذين انتقدوه بسبب حدته في التعامل مع إسرائيل وضغوطه العلنية عليها. فقال لهم إنه ارتكب عدة أخطاء في قضية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، ضمنها دخوله إلى حقل ألغام، وجرح بعض أصابعه. ولكنه أكد أنه لم يخطئ في المبدأ الذي وضعه لنفسه، وهو مساعدة إسرائيل والفلسطينيين على الخروج من الصراع ومآسيه وويلاته ونقلهما إلى عهد السلام.

وراح أوباما يعدد ماذا فعل لإسرائيل خلال هذه الفترة، فذكر أنه رفع مستوى التنسيق الأمني، ووافق على بيع طائرات وأجهزة كثيرة متطورة، وأنه منح إسرائيل فقط في الأسبوع الماضي 205 ملايين دولار لتمويل شبكة الصواريخ المضادة للصواريخ (القبة الحديدية).

وقال أوباما: نحن لا نهمل إسرائيل، بل بالعكس نقويها ونعزز أمنها ولكن أفضل وأضمن أمن لها يكون بالسلام.

من جهة ثانية، كشفت صحيفة «هآرتس»، أمس، عن تقرير سري لوزارة الخارجية الإسرائيلية حول مواقف السلطة الفلسطينية من عملية السلام، جاء فيه أن السلطة معنية بالتوصل إلى اتفاق سلام ولكنها لا تثق بأن هذا ممكن. ولذلك فإن خطتها هي الدخول في مفاوضات فقط لاستغلال الموقف الأميركي الجديد ضد إسرائيل، وكسب تجميد البناء الاستيطاني حتى سبتمبر (أيلول) المقبل، وتمديده لفترة أخرى.