إسرائيل تفرج عن قائد حماس في القدس الشرقية المعتقل قبل 4 سنوات مع نحو 40 شخصية

أبو الطير ووالد الجندي شاليط يدعوان نتنياهو إلى الكف عن تعنته وأن يسهل تنفيذ صفقة تبادل الأسرى

أحمد أبو الطير، قائد حماس في القدس الشرقية المحتلة لدى وصوله إلى منزله بعد إطلاق سراحه أمس (أ.ب)
TT

أفرجت إسرائيل أمس عن النائب أحمد أبو الطير، قائد حماس في القدس الشرقية المحتلة، الذي اعتقل قبل أربع سنوات مع نحو 40 شخصية من قادة حماس، بينهم وزراء ونواب في المجلس التشريعي، انتقاما لأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط على الحدود مع قطاع غزة.

وأطلقت إسرائيل سراح الغالبية الساحقة من المعتقلين الـ40، وأبقت 12 شخصية حتى الآن في سجونها. وكانت القوات الإسرائيلية قد خطفتهم من بيوتهم وحاكمتهم بتهمة الانتماء لحركة حماس، مع العلم بأن الحكومة الإسرائيلية كانت في ذلك الوقت تفاوض حماس على التهدئة. وبدا واضحا أن إسرائيل أرادت بهذا الاعتقال استخدام قادة حماس أداة ضغط على حماس حتى تطلق سراح الجندي شاليط.

ويلاحظ أن الحكومة الإسرائيلية بدأت في الأشهر الأخيرة تطلق سراح هؤلاء القادة، الواحد تلو الآخر، على أمل تحسين أجواء التفاوض حول صفقة تبادل الأسرى، التي يديرها وسيط ألماني وهي المفاوضات التي دخلت في حالة من الجمود منذ عدة أشهر. ويتهم الطرفان، إسرائيل وحماس، كلاهما الآخر بالتعنت في الموقف؛ إذ تركز الخلاف بينهما بشأن ستة أسرى، تطلب حماس الافراج عنهم بينما ترفض إسرائيل ذلك، ضمنهم مروان البرغوثي، أمين سر فتح في الضفة الغربية سابقا، وأحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعبد الله البرغوثي، من قادة حماس.

وقال شيمعون ليبمان، رئيس «طاقم الكفاح» من أجل إطلاق الجندي شاليط في إسرائيل، إن الافراج عن أبو الطير وبقية قادة حماس، هو أشبه بمسرح العبث، «فها نحن نفقد ما تدعيه الحكومة بأنه (أدوات ضغط على حماس)، الواحد تلوالآخر، ويقولون لنا إن إسرائيل لا تستطيع احتجازهم فوق المدة المسموحة، وأقبل هذا. يقولون إنهم لا يريدون تشكيل خطر على حياته في عملية عسكرية، وأقبل ذلك، وأفتخر بإسرائيل بسبب ذلك، فنحن دولة قيم ونظام. إذن ماذا ينتظرون؟ لماذا لا يستخدمون الوسيلة التي تبدو وحيدة لاطلاق سراح شاليط، ألا وهي دفع الثمن الذي تطلبه حماس؟» أما أبو الطير، فقد صرح في بيته في القدس الشرقية المحتلة، أمس، حالما أطلق سراحه، بأنه لا يشعر بالارتياح لبقاء الجندي شاليط في الأسر. ولكنه اتهم نتنياهو وسائر القادة في الحكومة السابقة بالمسؤولية عن ذلك. ودعا أبو الطير، رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى أن يكف عن تعنته ويوافق على مطالب حماس لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى. وتوجه بمطلب مشابه والد الجندي الإسرائيلي الأسير، شاليط، الذي قال إن إطلاق أبو الطير يؤكد أن دفع الثمن لقاء إطلاق سراح ابنه، يمكن للمجتمع الإسرائيلي السياسي والشعبي تحمله.

يذكر أن أبو الطير مشهور بلحيته الحمراء، التي يلونها بالحناء، ولكن إدارة السجن رفضت إدخال الحناء إلى السجن طيلة السنوات الأربع، فعادت لحيته إلى لونها الأبيض. ولكنه طلب بوجه خاص أن يلونها من جديد قبل أن يطلق سراحه، فسمحت بإدخال الحناء إليه.