انتحار عقيد في الجيش الإسرائيلي

رأس شعبة الاستخبارات العسكرية

TT

أعلن في إسرائيل عن انتحار ضابط كبير برتبة عقيد في الجيش الإسرائيلي. وحرص الناطق بلسان الجيش على القول إن انتحاره لا يتعلق بخدمته العسكرية أو بموقفه من الجيش، وإن الشرطة العسكرية شكلت طاقما خاصا للتحقيق في الموضوع.

وعثر على جثة العقيد المنتحر صدفة في أحد الأحراج في منطقة الكرمل، قرب حيفا، أول من أمس. وبدا أنه أطلق الرصاص على نفسه. والضابط المذكور هو صاحب أعلى رتبة في الجيش من الضباط المنتحرين في تاريخ إسرائيل. وكان قد تولى عدة مناصب رفيعة في الجيش، بينها رئاسة شعبة الاستخبارات العسكرية في اللواء الشمالي، ثم في اللواء الجنوبي. وأرسل أخيرا لإكمال دراسته العسكرية في إحدى كليات الأمن في الخارج.

المعروف أن الانتحار يعتبر ثاني أسباب الوفاة بين صفوف الجيش الإسرائيلي، بعد سبب «القتل في الحروب». وتراوح معدل حوادث الانتحار حتى سنة 2008 بين 30 و37 حالة في السنة، أي بمعدل حادثة انتحار في كل أسبوعين. وفي سنة 2009، بلغ عدد المنتحرين 21، ولكن شهر أبريل (نيسان) من السنة نفسها شهد انتحار خمسة جنود خلال أربعة أسابيع، بينهم ضابط كبير برتبة مقدم، وفي نهايتها أقدم ضابط آخر بالرتبة نفسها على الانتحار. واعتبرت هذه الظاهرة مقلقة بوجه خاص، وفي سنة 2003 أقام نائب رئيس أركان الجيش، موشيه كابلينسكي لجنة تحقيق خاصة في الموضوع، ولكن رئيس الأركان الأسبق، دان حالوتس، أقام لجنة أخرى سنة 2005 للغرض نفسه، مما يعني أن التحقيقات لم تسفر عن شيء.

ويقول المقدم شموئيل يانا، وهو عامل اجتماعي في مهنته خدم طويلا في قسم الصحة النفسية في الجيش، إن لديه شعورا بأن أحدا في الجيش لا يريد أن يعرف الحقيقة عن ظاهرة الانتحار في الجيش، مشيرا إلى أن هناك مؤامرة صمت تجاه الموضوع. وأكد أن نسبة الانتحار في الجيش، هي أعلى من نسبة الانتحار في جيل ما قبل الجيش وما بعده. وفي غالبية الحالات يتم استخدام السلاح الشخصي في عمليات الانتحار، مما يعني أن الجيش يوفر أداة القتل الذاتي. ولكن علاج هذه الظاهرة منقوص للغاية ولا يتسم بالجدية والمهنية.