التهديدات الإسرائيلية المستمرة محور زيارات القادة العرب والأجانب للبنان

موسى يدعو الدبلوماسية العربية للحذر.. والحريري يتصل بوزير الخارجي القطري

الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، مستقبلا أمس الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، في قصر الرئاسة في بعبدا (دالاتي ونهرا)
TT

طرحت الزيارات المكثّفة لقادة عرب ومسؤولين أوروبيين ودوليين إلى بيروت في هذه الأيام، وجولات رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى دولٍ عربية وإقليمية قبيل توجهه إلى واشنطن يوم الأحد المقبل جملة من الأسئلة، إذ ربط مراقبون بين هذه التحركات والتهديدات الإسرائيلية المستمرة للبنان، والسعي إلى الحفاظ على الهدوء في الجنوب اللبناني كي لا تستغل الدولة العبرية أي ظرف لشنّ عدوان جديد على لبنان لما لذلك من انعكاسات خطيرة على المنطقة برمتها.

وأكد الحريري في مؤتمرٍ صحافي مشترك مع نظيره اليوناني جورج باباندريو أن الصراع العربي والإسرائيلي والوضع في فلسطين على رأس أولويات جدول أعماله، وشدد على أن «السلام العادل والشامل لهذه المنطقة وحده الكفيل بحل النزاع الذي دام 63 عاما»، وقال «ما من وقت أفضل من اليوم ليتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته وليبدي التزاما حقيقيا بالسلام في المنطقة، لأن السلام وحده يمكنه أن يلغي الذرائع التي يستخدمها المتطرفون لتعبئة الحشود ضد المعتدلين، ولأن عدم تحقيق السلام سيغذي المزيد من التعصب والعنف». ورحّب الحريري بـ«إيمان رئيس الوزراء باباندريو الحقيقي بالسلام»، مضيفا أن «لبنان واليونان يعيشان في المنطقة المضطربة ذاتها وأمننا واستقرارنا هما من أمن اليونان واستقرارها وقد اتفقنا على العمل معا من أجل جعل هذه المنطقة آمنة لشعبينا».

من جهته وصف باباندريو محادثاته مع الحريري بـ«البنّاءة للغاية حول القضايا الإقليمية والثنائية وحول التعاون الاقتصادي والتجاري بين بلدينا وبين دول البحر المتوسط»، لافتا إلى أن «هذه المنطقة عانت من التوترات والصراعات، ولكن بين لبنان واليونان علاقات صداقة وتعاون قائمة منذ زمن وتفاهم مشترك وهناك قيم مشتركة نؤمن بها وتشكل الإطار لعلاقاتنا المشتركة» وأجرى الرئيس الحريري اتصالا هاتفيا برئيس الحكومة ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وتداول معه في آخر المستجدات الإقليمية والدولية ونتائج الاتصالات الجارية مع الدول المعنية.

والتقى رئيس الحكومة اللبنانية الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، الذي شدد إثر اللقاء على «الحذر من المخاطر التي يتعرض لها لبنان ولكن ليس شرط أن تكون هنالك مخاطر موجودة لأن في المنطقة كلها اضطرابا وتوترا وفيها تقدم خطوة واثنتين وتراجع خطوة واثنتين»، مشيرا إلى أن «الأمور لا تزال تقتضي أن تكون كل السياسات والدبلوماسيات العربية غاية في الحذر وتكون في الوقت نفسه رصينة وتقوم بما يلزم لحماية المصالح العربية». وردا على سؤال حول ما إذا أطلعه الحريري على الجولة التي سيقوم بها لعدد من الدول، أجاب موسى: «نعم أطلعني الرئيس الحريري على جولته. وهذا النشاط الدبلوماسي باتجاه عدد من العواصم العربية وأيضا تركيا قبل زيارته لواشنطن هو أمر مهم وحركة مطلوبة». وقال «إننا مستعدون للتعاون مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في سبيل الوصول إلى سلام عادل ومتوازن».

وكشف موسى إثر زيارته وزير الخارجية اللبناني علي الشامي أن «وزارة الخارجية اللبنانية في صدد التحضير لتصريح حول خرق إسرائيل للـ 1701»، في حين قال الشامي إن «الأمين العام يأتي للبنان اليوم في فترة ينتقل فيها هذا الأخير من موسم إلى آخر فيما لا تزال إسرائيل مستمرة في تهديداتها».

ثم استقبل وزير الخارجية المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل ويليامز، الذي أوضح أن «المحادثات تناولت الحركة الدبلوماسية الناشطة جدا والمتعلقة بلبنان في الوقت الراهن». وقال «لقد أثبت لبنان القدرة على إدارة مجلس الأمن الدولي هذا الشهر، وهذا إنجاز رائع. كما سيترأس رئيس الحكومة سعد الحريري جلسة لمجلس الأمن الأسبوع المقبل في نيويورك، وهذا الأمر سيكون حدثا مهما للبنان. وأنتهز الفرصة لأتمنى للرئيس الحريري زيارة موفقة إلى نيويورك». وأضاف «بحثت مع الوزير الشامي في القرار 1701، والحاجة إلى احترام الخط الأزرق من كل الأطراف والكف عن أي عمل من شأنه المساهمة في تدهور الاستقرار العام السائد. وأنا مسرور لانخفاض حدة التوتر ولرؤية جميع الأطراف يخفضون من سقف خطابهم. وفي الوقت نفسه يحتاج كل من لبنان وإسرائيل إلى المزيد من الدفع باتجاه تطبيق القرار 1701، لكي نتمكن من السير قدما من وقف للأعمال العدائية إلى وقف دائم لإطلاق النار».

ورأى عضو تكتل «لبنان أولا» النائب عقاب صقر أن «حزب الله يدرك أهمية زيارة الرئيس سعد الحريري إلى واشنطن لحماية لبنان وتحديدا زيارته لترؤس مجلس الأمن»، مشيرا إلى أن «السوري يشعر بالراحة ولا يعرقل الدور الخارجي للبنان ويدعمه، وفي زيارة الرئيس الحريري إلى دمشق الأخيرة تم التطرق إلى هذه القضية».