محافظ أربيل: سنحول مدينتنا إلى عاصمة تضاهي عواصم العالم

هادي لـ «الشرق الأوسط»: نقتدي بتجربة دبي في مجال الاستثمار والانفتاح على ثقافات الشعوب

نوزاد هادي محافظ أربيل («الشرق الأوسط»)
TT

الزائر لمدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان هذه الأيام يلحظ تطورا عمرانيا كبيرا، خصوصا في السنوات الخمس الأخيرة والذي شمل مختلف المرافق، وليست مبالغة القول بأن «الكثير من أبناء المحافظة اللاجئين في أوروبا والغائبين عن مدينتهم لسنوات قد ذكروا أنهم تاهوا في شوارعها حين عودتهم، لأنهم رأوا مدينة لم يألفوها من قبل من حيث التطور العمراني وبناء الكثير من الطرق والجسور الحديثة» وهذا يدل على سرعة وتيرة مشاريع الإعمار والتنمية في المحافظة.

وكانت هناك مقولة يتناقلها سكان المدينة أطلقها محافظها نوزاد هادي قبل سنوات بأنه سيحول أربيل إلى «دبي ثانية»، وراجت المقولة في الوسائل الإعلامية على نطاق واسع وبشكل سلبي أحيانا، لكن محافظ المدينة أوضح مقصده من إطلاقه تلك المقولة في حوار مع «الشرق الأوسط» بقوله «يبدو أن الرسالة نقلت بشكل خاطئ، فلم نكن نقصد بأن نحول أربيل إلى دبي أخرى، من ناحية تقدمها العمراني والاقتصادي الكبير، وإنما كنا نقصد أن نقتدي بتجربتها في الاستثمار والانفتاح على ثقافات الشعوب، فهذه الإمارة حققت نجاحات باهرة في المجالين الاقتصادي والاستثماري، بحيث حولت صحراءها إلى مركز دولي، أو إلى نيويورك ثانية في المنطقة، وأصبحت محط أنظار العالم، ونحن من حقنا أن نبحث عن التجارب الناجحة في العالم وأن نقتدي بها، وعندما اخترنا تجربة دبي لأن هناك الكثير من المتشابهات بيننا وبينهم، من حيث التطابق الديني والثقافي والاجتماعي، فانظر إلى أربيل اليوم ستجد هناك الكثير من الجنسيات الأجنبية، وبالتأكيد سنواصل جهودنا وسياستنا في مجال الانفتاح وجذب الاستثمارات لكي نحول أربيل بدورها إلى مركز جاذب للاستثمار واستيعاب ثقافات العالم».

وعن أولوياته للمرحلة القادمة خصوصا بعد إنجاز الكثير من المشاريع العمرانية والخدمية على مستوى المحافظة التي تحسب له خلال السنوات الخمس الأخيرة، قال هادي «إن خططنا الاستراتيجية التي تشمل السنوات الخمس والعشرين القادمة، تتركز في مواصلة السياسة الحالية فيما يتعلق بالجانب الخدمي مع التوسع اللافت في المدينة، فهناك الكثير من الأحياء الجديدة المضافة إلى المدينة، وهي آخذة في الاتساع بشكل أكبر، وطموحنا من خلال تنفيذ تلك الخطط أن نوسع المدينة بحيث تصل إلى حدود المرتفعات المطلة عليها في منطقة (تارين) ورافد النهر الكبير، فنحن نريد أن نحول أربيل إلى عاصمة حديثة ومتمدنة تضاهي عواصم العالم الأخرى، وبالتأكيد سنحتاج إلى جهود أكبر وتمويل أكثر لكي نتمكن من تنفيذ سياستنا الاستراتيجية في مجالي الإعمار والبناء».

وقبل فترة أثار تخفيض تخصيصات المحافظة من حصتها في ميزانية التنمية العراقية قلق مسؤولي المحافظة، رغم أن هناك حديثا عن أن معظم مشاريع المحافظة أنجزت من خلال المساعدات والمنح الدولية، ولكن المحافظ أشار إلى «أن حصة الأسد من تخصيصات ميزانية تنمية المحافظة تحملتها حكومة الإقليم، فمن مجموع 4 مليارات دولار صرفت على مشاريع المحافظة خلال السنوات الماضية، كان 3.5 مليار دولار منها تحملتها حكومة الإقليم، والنصف مليار الآخر جاء من المساعدات الأجنبية، خصوصا من حصة كردستان البالغة مليار دولار من المساعدة الأميركية المقدمة للعراق والبالغة 19 مليار دولار، حيث تم صرف نصفه لمحافظة أربيل، إلى جانب المشاريع التي قامت بتنفيذها الوكالات التابعة للأمم المتحدة، وكذلك مشاريع الجيش الكوري المشارك ضمن قوات التحالف الدولي في العراق. ولكن ما أقلقنا فعلا هو تخفيض تخصيصات المحافظة هذه السنة من ميزانية تنمية الأقاليم إلى حدود 44 مليار دينار عراقي، وهذه نسبة متدنية قياسا إلى تخصيصات السنوات السابقة التي فاقت الستين مليار دينار، ونعتقد بأن هناك عاملين أساسيين أديا إلى تخفيض هذه الميزانية، الأول هو تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية، والثاني هو عدم تمكن بقية المحافظات العراقية من الإيفاء بتنفيذ مشاريعها الإنمائية بسبب تدهور الوضع الأمني هناك، مما قلل من اهتمام الحكومة العراقية بتخصيصات ميزانية التنمية، وهذا أثر علينا كثيرا، رغم أن محافظات كردستان تتمتع بوضع أمني مستقر، لذلك طلبنا من حكومة الإقليم ووزارة المالية السعي لسد هذا النقص الحاد في تمويل مشاريع التنمية».

وعن الواقع السياحي الذي يعاني من تخلف واضح، قال المحافظ «هناك تطور في بعض المرافق السياحية، فمثلا تغيرت معالم مصيف شقلاوة بشكل كبير، ولدينا حاليا مشروع استراتيجي كبير في طور التخطيط لبناء مدينة سياحية متكاملة فوق جبل سفين، ونخوض حاليا مفاوضات مع عدد من المستثمرين الكويتيين لتنفيذ هذا المشروع الضخم، ونلمس وجود حماس منهم لهذا المشروع الاستراتيجي. وأعتقد بأن تطور السياحة مرتبط بنوعية السائح، ولنتحدث بواقعية، فإن السائح الأوروبي لا يأتي إلى كردستان للسياحة بل يذهب إلى مناطق أخرى، وكذلك السائح العربي، السياحة في الإقليم تعتمد على الداخل أي سكان الجنوب والوسط وهذا عدد محدود بالطبع، ومع ذلك نحن نعمل على تطوير هذا القطاع المهم».