إلغاء مسابقة الرسوم المسيئة للنبي والرسامة الأميركية تعتذر للمسلمين

إسلام آباد تحجب موقعي «فيسبوك» و«يوتيوب»

آلاف من الباكستانيين يشاركون في مظاهرة، بمدينة لاهور أمس، تنديدا بالرسوم المسيئة للنبي على «يوتيوب» و«فيس بوك» (أ.ف.ب)
TT

طلبت الرسامة الأميركية مولي نوريس التي دعت لمسابقة رسوم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم على موقع «فيسبوك» الاجتماعي إلى وقف المسابقة وقدمت اعتذارها للمسلمين. وأثارت المسابقة التي أطلقها مستخدم للإنترنت، جدلا في باكستان التي «أدانت بشدة» هذه الرسوم في حين جرت مظاهرات أمس في عدة مدن باكستانية. وحظرت السلطات الباكستانية الدخول إلى موقع «فيسبوك» إضافة إلى موقع «يوتيوب» ونددت بشدة بـ«رسوم كاريكاتورية» للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقالت مولي نوريس على موقعها الإلكتروني «لم أطلب أن يكون 20 مايو (أيار) اليوم الذي يصور فيه الجميع النبي محمد صلى الله عليه وسلم». مضيفة أن فكرتها «قد حرفت». وأضافت «لم أخلق أبدا صفحة (فيسبوك) ولم أنظم أي شيء كي يتمكن الناس من إرسال رسوم كما أني لم أتلق أي رسم». وأشارت إلى أن هذه الحركة «يغذيها أشخاص لا يفكرون إلا بوضع رسوم مشينة» وهي تشكل «إهانة للمسلمين الذين لم يقوموا بأي شيء يسيء إلى حرية التعبير عندنا». وأوضحت «أقدم اعتذاري للدين الإسلامي وأطلب وقف هذا اليوم». وأثارت مسابقة رسوم للنبي محمد على موقع «فيسبوك» الاجتماعي على الإنترنت، جدلا في باكستان حيث حظرت السلطات دخول الموقع إضافة إلى موقع «يوتيوب» ونددت بشدة بـ«رسوم كاريكاتورية» للنبي محمد. ويحظر فقهاء المسلمين قطعيا تجسيد أو رسم النبي محمد بأي طريقة كانت.

وكانت سجلت احتجاجات عنيفة في الكثير من البلدان المسلمة في 2006 إثر نشر رسوم للنبي محمد في صحف دنماركية ثم بلدان أوروبية أخرى. وشهدت باكستان في الثاني من يونيو (حزيران) 2008 اعتداء انتحاريا استهدف سفارة الدنمارك في إسلام آباد مخلفا 8 قتلى بينهم دنماركي. وتبنى تنظيم القاعدة الهجوم وقال إنه انتقام لنشر الرسوم. وتعتبر المناطق القبلية شمال غربي باكستان حيث معقل طالبان، أيضا أهم معاقل «القاعدة». وبدأت آخر تطورات هذا المسلسل قبل شهر حين أطلق مستخدم غربي للإنترنت مسابقة بعنوان «يوم صور محمد» ودعا مستخدمي إنترنت إلى إرسال صورهم للنبي محمد يوم 20 مايو. ومنذ ذلك التاريخ، احتج آلاف الباكستانيين والمسلمين من بلدان أخرى على ذلك عبر موقع «فيسبوك». ونظمت أول من أمس مظاهرات سلمية مناهضة لـ«فيسبوك» في الكثير من المدن الباكستانية رفع خلالها المتظاهرون شعارات مناهضة للغرب وتطالب المسلمين بـ«التضحية بأرواحهم في سبيل عزة الإسلام والنبي محمد»، على ما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي لاهور، هتف طلبة ومشايخ دين «تسقط أميركا» وطالبوا باكستان بقطع العلاقات مع الدنمارك والسويد والنرويج. وأمرت المحكمة العليا في لاهور الأربعاء بناء على طلب من مجموعة من المحامين، السلطات بحجب موقع «فيسبوك» حتى 31 مايو تاريخ جلسة قضائية ستنظر في جوهر القضية. وعلى الفور أمرت الحكومة جميع مزودي الإنترنت بـ«حجب موقع (فيسبوك) حتى إشعار آخر تنفيذا للحكم» القضائي. وجاء دور «يوتيوب» الخميس حيث أمرت السلطات مزودي خدمة إنترنت بـ«غلق موقع (يوتيوب) بسبب تعدد المحتويات الآثمة»، في إشارة إلى صور للنبي محمد. وقال عبد الباسط الناطق باسم وزارة الخارجية «ندين بشدة نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة لنبينا على (فيسبوك). إن هذه الهجمات المعادية والمشهرة (بالنبي محمد) تجرح مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم». وفي الولايات المتحدة، قال موقع «فيسبوك» في بيان مساء الأربعاء إنه «يشعر بخيبة كبيرة إزاء حكم محكمة (لاهور) بحجبه من دون إنذار». بيد أن الموقع أضاف من مقره في بالو التو بكاليفورنيا «نحن نحلل الوضع وسنتخذ الإجراءات الملائمة التي يمكن أن تشمل حظر وصول المستخدمين في باكستان» للصفحات التي جرمتها المحكمة الباكستانية. وكانت محطة التلفزيون الأميركية «كوميدي سنترال» حذفت في أبريل (نيسان) الماضي كل الإشارات إلى النبي محمد في إحدى حلقات مسلسلها للرسوم المتحركة «ساوث بارك» المعروف بجرأته بعدما تلقى القيمون على البرنامج تهديدات، على ما أفادت القناة. واحتج آلاف الباكستانيين ومسلمون من دول أخرى على موقع «فيسبوك» ومنعت الحكومة الباكستانية الثلاثاء الصفحة الإلكترونية التي دعت إلى إلغاء المسابقة، لكن محامين طلبوا الأربعاء من المحكمة العليا في لاهور (شرق) إصدار أمر بمنع تام لموقع «فيسبوك» في باكستان. وأمرت المحكمة الأربعاء هيئة الاتصالات الباكستانية بمنع الدخول إلى موقع «فيسبوك» حتى 31 مايو موعد الجلسة للنظر في جوهر القضية. وقال ممثل «منتدى المحامين الإسلامي» أزهر صديق: «طلبت المحكمة من الحكومة إغلاق الموقع على الفور حتى 31 أيار بسبب هذه المسابقة الكفرية». وأضاف «كذلك، أمرت المحكمة وزارة الخارجية بالتحقيق في سبب تنظيم هذه المسابقة». وأمس، تكررت عملية الحجب، لكن هذه المرة مع «يوتيوب»، والسبب حسبما قال المتحدث باسم «الهيئة الحكومية الباكستانية للاتصالات» خرام مهران هو «وجود محتويات مروعة على صلة برسوم للنبي محمد». وأعلنت هيئة الاتصالات في بيان أنها أمرت كافة شركات تشغيل الإنترنت في باكستان «بحجب موقع (فيسبوك) حتى إشعار آخر، بموجب حكم صادر عن المحكمة العليا في لاهور»، في المقابل أصدر موقع «فيسبوك» في الولايات المتحدة الأربعاء بيانا أعرب فيه عن «خيبة أمله لقرار المحكمة بحجب» موقعه «من دون أي إنذار».