الأمم المتحدة تحقق في حادث السفينة بشبه الجزيرة الكورية

بيونغ يانغ تطالب بإطلاعها على «أدلة إدانتها».. وكلينتون تبحث الملف في بكين

TT

أعلنت الأمم المتحدة أمس أنها بدأت تحقيقا في احتمال قيام كوريا الشمالية بخرق الهدنة التي أنهت الحرب الكورية بإغراقها بارجة تابعة للبحرية الكورية الجنوبية. وجاء هذا فيما طالبت بيونغ يانغ أمس سيول، باستقبال محققين كوريين شماليين وأن تعرض عليهم الأدلة التي تقول إنها تثبت ضلوع النظام الشيوعي في إغراق السفينة. وتزامنا مع التطورين، وصلت وزيرة الخارجية الأميركية أمس إلى الصين في ثاني محطة لها في جولتها الآسيوية، حيث كان مرجحا أن تركز على حادث غرق السفينة.

وكانت كوريا الجنوبية أعلنت الخميس الماضي نتائج تحقيق توصل إلى أن غواصة كورية شمالية أطلقت في 26 مارس (آذار) الماضي طوربيدا أغرق السفينة «شيونان» وأدى إلى مقتل 46 بحارا. وقالت قيادة الأمم المتحدة في بيان إنها شكلت فريقا خاصا لمراجعة نتائج التحقيق من أجل «تحديد مدى الانتهاك للهدنة» الذي حدث بإغراق «شيونان». وأضافت أن الفريق المكون من 11 دولة هي استراليا وكندا والدنمارك وفرنسا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة والسويد وسويسرا سيقدم نتائجه للأمم المتحدة. يشار إلى أن قيادة الأمم المتحدة هي القيادة الموحدة للقوات متعددة الجنسيات التي ساندت كوريا الجنوبية خلال الحرب الكورية وبعدها.

واستنكرت كوريا الشمالية التحقيق ووصفته بأنه «آلية كاذبة». كما نفت الاتهام الذي وجه لها بإغراق السفينة وقالت إنها مستعدة لتمزيق كل الاتفاقات مع كوريا الجنوبية التي ما زالت في حالة حرب معها من الناحية الفنية وفقا لهدنة أنهت القتال في الحرب التي استمرت بين عامي 1950 و1953. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية عن لجنة الدفاع الوطني الكورية الشمالية قولها «موقف الجانب الشمالي هو أنه لا يوجد مبرر لإدخال آلية كاذبة مثل المفوضية العسكرية للهدنة في القضية التي زيفها الجانب الجنوبي لتصبح موضوعا بين الشمال والجنوب من مستهله».

وطالبت كوريا الشمالية أمس بأن تستقبل سيول محققين من بيونغ يانغ وأن تعرض عليهم الأدلة التي تقول إنها تثبت ضلوع النظام الشيوعي في إغراق السفينة. وقال وزير الدفاع الكوري الشمالي كيم يونغ شان في رسالة وجهت إلى كوريا الجنوبية «ليس هناك أي أساس لدى الجانب الجنوبي لرفض استقبال بعثة تفتيش من لجنة الدفاع الوطني إذا كانت نتائج التحقيق موضوعية وعلمية كما يزعم الجانب الجنوبي». وأضاف: «على الجانب الجنوبي أن يستقبل على الفور بعثة التفتيش وأن يقدم أدلة ليس فيها أي لبس». وقال مسؤولون بوزارة الدفاع الكورية الجنوبية إن الحكومة سترفض طلب الشمال. وقالت كوريا الجنوبية أول من أمس بعد اجتماع أمني طارئ، نادرا ما يحدث، إنها سترد بحكمة على إغراق السفينة «شيونان»، بينما دعت واشنطن إلى رد فعل دولي. ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الكوري الجنوبي رد فعله مطلع الأسبوع المقبل. ومن الممكن أن يتراوح رد الفعل الدولي بين عقوبات جديدة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وإن كان من المحتمل أن تعارض الصين ذلك، وصدور بيان استنكار من المجلس.

وتزور وزيرة الخارجية الأميركية كلينتون حاليا شمال آسيا، حيث يأتي حادث السفينة على رأس جدول الأعمال. ووصلت كلينتون أمس إلى الصين، ثاني محطة لها في جولتها الآسيوية، ومن المقرر أن تزور سيول الأسبوع المقبل. وصرح مسؤول أميركي كبير رافق كلينتون للصحافيين بأنها «ستسعى إلى التركيز على أهمية موضوع (السفينة) وجديته ولماذا نريد من الصين أن تتعاون بشكل قوي». وقال هذا المسؤول في وقت متأخر أول من أمس طالبا عدم كشف هويته «نود أن نراهم يقرون بحقيقة ما جرى والانضمام إلى كوريا الجنوبية واليابان وإلينا للرد بشكل يساعد على تغيير سلوك كوريا الشمالية».