إسرائيل تبدأ مناورة «تحول 4» العسكرية

تحسبا لهجوم بالصواريخ ضد أراضيها من قبل سورية ولبنان وغزة وإيران

TT

أطلقت إسرائيل أمس إحدى أكبر المناورات العسكرية على جبهتها الداخلية في تاريخها، تستمر 5 أيام، تحسبا لهجوم بآلاف الصواريخ ضمنها الكيماوية والجرثومية، ضد أراضيها من قبل سورية ولبنان وقطاع غزة وإيران، إضافة إلى احتمال تعرض شبكة الحواسيب التابعة للجيش لهجوم إلكتروني يستهدف شلها.

وأطلق على المناورة اسم « تحول 4» وتشارك فيها قوات الجيش والشرطة وخدمات الطوارئ ومنظمات المجتمع المدني، ونحو 150 هيئة حكومية، ضمنها السلطات المحلية، والمدارس، والمستشفيات.

وتعمد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مع بدء هذه المناورة، طمأنة الدول العربية وحزب الله اللبناني، قائلا أمس في جلسة الحكومة الإسرائيلية، إن التمرين القطري للجبهة الداخلية كان قد تقرر تنفيذه قبل فترة طويلة. وزاد قائلا: «هذا تمرين روتيني واعتيادي، ولا يأتي نتيجة تطورات أمنية استثنائية».

وأضاف نتنياهو «أن وجهة إسرائيل نحو السلام والهدوء والاستقرار»، غير أن نتنياهو أرسل رسالة أخرى مفادها أن إسرائيل مع كل ذلك تسعى أيضا إلى الردع وحسم أي معركة. وقال «ليس سرا أننا نعيش في منطقة تتعرض لتهديدات كثيرة، إن أفضل طريقة للدفاع عن أنفسنا هي تطوير قدراتنا على الردع وحسم المعركة، ونحن نستثمر لهذا الغرض موارد كبيرة لا بأس بها من موازنة الدولة».

وأثارت المناورة العسكرية الإسرائيلية قلقا وغضبا في لبنان، واستنفر حزب الله اللبناني آلافا من عناصره، وهدد برد غير مسبوق في حال تعرض لبنان لأي هجوم إسرائيلي. غير أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، انضم إلى رئيسه، وأوضح «أن إسرائيل لا تنوي إشعال حرب في الشمال، بل على العكس نسعى لتحقيق الهدوء، ووجهتنا نحو السلام».

وأضاف «التمرين القطري هو الرابع من نوعه منذ حرب لبنان الثانية، وهو تمرين وقاية يجري في إطار استخلاص العبر من هذه الحرب».

ونقلت إسرائيل رسائل مطمئنة إلى دول غربية وعربية، ونقلت هذه الرسائل بواسطة هيئة التخطيط في الجيش إلى الملحقين العسكريين الأجانب في المنطقة وكذلك إلى السلطات المصرية والأردنية. كما وجهت وزارة الخارجية الإسرائيلية الدعوات إلى جميع السفراء الأجانب المعتمدين في إسرائيل للحضور إلى مقر وزارة الخارجية غدا الثلاثاء للاستماع إلى تقرير حول سير المناورة، والغرض منها.

وتصل المناورة ذروتها يوم الأربعاء المقبل في الساعة الـ11 صباحا بتوقيت إسرائيل، إذ ستطلق صافرات الإنذار في كافة المدن الإسرائيلية، وسيطلب من الإسرائيليين التوجه إلى أماكن محصنة وآمنة، سواء في أماكن العمل أو المنازل. وسوف يشمل التدريب كذلك عمليات إخلاء لعدد كبير من الإسرائيليين من أماكن محددة تتعرض لخطر كبير.

وقال مصدر أمني رفيع المستوى لصحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية: «في مواجهة مقبلة، ستتحول الجبهة الداخلية إلى جبهة ثانية وهامة، ومناورة من هذا النوع ستقلل الإصابات وقد تحسم المواجهة كلها».

وأوضح نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، ماتان فيلنائي، لإذاعة الجيش: «أراضي الوطن بكاملها معنية».

وتأتي المناورة الإسرائيلية في وقت يقر فيه الجيش بأن منطقة حدوده مع لبنان هادئة بشكل غير مسبوق. وقال قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، الميجور جنرال غادي ايزنكوت: «منطقة الجليل لم تشهد مثل هذه الفترة من الهدوء منذ قيام الدولة تقريبا»، معتبرا «أن المخاوف من حدوث تصعيد أمني التي تعكسها وسائل الإعلام، تنبع من نمط العمل المعروف لمنظمة حزب الله».

وأكد ايزنكوت أنه ليس من مصلحة أي من الأطراف في المنطقة الشروع في مواجهة جديدة. وأضاف «ومع ذلك فإنه لا يمكن ردع دول ومنظمات بشكل يمنعها من التعاظم العسكري، ولهذا يظل جيش الدفاع جاهزا لخوض حرب شاملة في غضون ساعات معدودة».