علاوي بعد لقائه السيستاني: متمسكون بلقاء المالكي وبحقنا الدستوري في تشكيل الحكومة

رئيس الوزراء العراقي يطرح 3 سيناريوهات للتحالف.. والسفير الأميركي لـ «الشرق الأوسط»: على السياسيين العراقيين وضع مصالحهم الشخصية جانبا

إياد علاوي، رئيس الوزراء العراقي الأسبق، ويبدو معه طارق الهاشمي، نائب الرئيس العراقي خلال مؤتمر صحافي في مدينة النجف أمس («الشرق الأوسط»)
TT

قال إياد علاوي، رئيس الوزراء العراقي الأسبق، وزعيم القائمة العراقية الفائزة في الانتخابات، أمس، إن المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني «يقف على مسافة واحدة» من الجميع، وإن المرجعية في النجف «قلقة» جراء عدم تشكيل الحكومة حتى الآن، كما أكد العمل للقاء خصمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي في «الأيام المقبلة». وقد حذر المالكي من الإسراع في تشكيل الحكومة العراقية قائلا إنه قد يسفر عن اندلاع العنف الطائفي مجددا، وقال إنه يعمل على 3 سيناريوهات من أجل أن يشكل الحكومة.

وجاءت تصريحات علاوي خلال مؤتمر صحافي عقده بعد لقائه السيستاني في مدينة النجف أمس مع وفد رفيع من القائمة العراقية ضم نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، ونائب رئيس الوزراء رافع العيساوي وغيرهما.

وقال علاوي في المؤتمر الصحافي الذي حضرته «الشرق الأوسط» لقد «تشرفنا بمقابلة آية الله السيد السيستاني وتحدثنا عن الأوضاع العامة التي تمر بها البلاد، ووجدنا من سماحة السيد كالعادة حرصا شديدا على المحبة والإخاء والتفاهم والحوار، وأن تنبثق عبر هذه الحوارات والعلاقات حكومة عراقية قادرة على تأدية ما عليها إلى الشعب العراقي بالكامل من دون استثناء ومن دون تمييز ومن دون تهميش أو إقصاء»، وأضاف «كان سماحته حريصا على الوحدة الوطنية، وعلى أن يكون العراق للعراقيين، وأن ينعم العراقيون بثروات بلدهم التي هي ثروات طائلة ومهمة وكبيرة، وأن يخرج العراق من هذا النفق باتجاه الاستقرار والأمان لكل أبنائه، وكان هذا الحديث إيجابيا، وهذا ما نؤمن به نحن في العراقية». وأضاف مؤكدا «أريد التأكيد أن المرجعية تقف على مسافة واحدة، وأن مختلف الأزمات يمكن أن تحل عبر الحوار بين الكتل».

ولا تزال أزمة تشكيل الحكومة تراوح مكانها بعد شهرين ونصف الشهر على الانتخابات التشريعية بسبب الجدل الحاد حول الأحقية الدستورية، فضلا عن آلية اختيار رئيس الوزراء.

وبصدد لقائه المرتقب مع خصمه المالكي، قال علاوي إن «المرجعية تؤكد الإسراع في تشكيل الحكومة، واللقاء ألغي يوم أمس (السبت) مع الرئيس المالكي، ونأمل أن يتحقق مرة أخرى، ونحن متمسكون بهذا اللقاء، ومتمسكون بحق القائمة العراقية الدستوري والديمقراطي». وأضاف «نعتبر أن اللقاء يمكن أن يحل الكثير من المشكلات والمعوقات التي تقف أمام تشكيل الحكومة».

ومن جهته، قال الهاشمي في المؤتمر الصحافي إن «المأزق السياسي واضح للجميع، ووجود المرجعية ورأيها المعتبر محل تقدير من قبل الجميع، وسماحة السيد السيستاني كرر في أكثر من مناسبة أن المرجعية تقف على مسافة واحدة من الجميع، ولا تريد أن تفرض إرادتها وقناعاتها على السياسيين لاتخاذ هذا القرار أو ذاك». ونقل نائب الرئيس العراقي عن المرجع الأعلى دعوته إلى الإسراع في تشكيل الحكومة، وأنه «ينبغي الاستعجال وفتح حوارات جادة مبنية على الأخوة والشراكة في وطن واحد من أجل تشكيل حكومة المستقبل»، وأضاف «لقد وجدنا سماحة السيد السيستاني على دراية كاملة ووعي تام بمعاناة المواطن والوطن، وحث القائمة العراقية على أن تبادر من أجل تشكيل حكومة المستقبل».

وأشار الهاشمي إلى أن القائمة العراقية تعتقد بأن أي اندماج مع أي ائتلاف أو أكثر هو «موضوع يترك للإخوة أنفسهم وهذا قرارهم، ولكن في نفس الوقت نحن حريصون على أن لا تعود العملية السياسية إلى الوراء ويعود الاصطفاف الطائفي، وهذا يقلق الشعب العراقي»، في إشارة إلى إعلان التحالف ما بين قائمة دولة القانون، بزعامة المالكي، والائتلاف الوطني العراقي، بقيادة المجلس الأعلى الإسلامي، بزعامة عمار الحكيم. وسعى المالكي إلى إعلان هذا التحالف من أجل تشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان، وبالتالي تشكيل الحكومة المقبلة.

وقال الهاشمي لاحقا لـ«الشرق الأوسط» إن «المرجعية الدينية عبرت عن قلقلها وطالبت بالإسراع في تشكيل الحكومة العراقية، بالإضافة إلى أنها طلبت الجلوس في أسرع وقت بين القوائم الفائزة في الانتخابات من أجل تشكيل الحكومة»، وحول وجود دعوة من المرجعيات الدينية لحل الخلافات بين القوائم السياسية، قال الهاشمي «طبعا دعت المرجعية إلى حل الخلافات، وقالت إن الخلافات موجودة، لكننا لسنا الطرف الذي يحل هذه الخلافات لأنها سياسية ونحن لسنا سياسيين».

إلى ذلك، قال العيساوي، نائب رئيس الوزراء، إن «موقف المرجعية واضح جدا بأنها تقف على مسافة واحدة من جميع الكيانات، ونحن في العراقية نعتبره مكسبا، حتى لا يدعي أي أحد ويقول إنه أقرب إلى المرجعية وإنه مدعوم منها، وكون المرجعية على مسافة واحدة من الجميع يعني إعطاء الفرصة لأصحاب الحق لكي يتحركوا، ولا يوجد فيتو بالنص على أحد».

غير أن المالكي حذر من الإسراع في تشكيل الحكومة العراقية، قائلا إن الاستعجال في تشكيلها قد يثير العنف الطائفي في بلاده. وقال في تصريحات نقلتها صحيفة «واشنطن بوست» أمس إنه «إذا تم تشكيل الحكومة بطريقة خاطئة وإذا شكلت من قبل المتطرفين السنة، وهم موجودون، أو المتطرفين الشيعة، وهم موجودون أيضا، فإن العنف الطائفي سيعود وسيمحو كل ما أنجزته الحكومة»، مضيفا «يجب أن لا ننحني لضغوطات الوقت ونرتكب خطأ فادحا».

وعرض المالكي 3 سيناريوهات من أجل أن يشكل الحكومة العراقية المقبلة، ونوه بأنه إذا أخفق تحالفه مع الائتلاف الوطني العراقي، بقيادة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، بزعامة عمار الحكيم، فإنه سيحاول التحالف مع الأكراد وقوى من داخل الائتلاف الوطني وأخرى من تحالف علاوي. وأشار إلى أنه في حال أخفق في ذلك أيضا فإنه سيتحالف مع القائمة العراقية بزعامة علاوي، أي إنها خياره الأخير. وقال المالكي إن منح السنة مناصب مهمة في الحكومة أمر ضروري لضمان الاستقرار في العراق، وقال إن السيناريوهات الثلاثة التي طرحها تضم الأكراد والشيعة والسنة.

وجدد المالكي ثقته بأنه سيصبح رئيس الوزراء المقبل، وأنه حتى إذا لم يدعمه علاوي فإن البعض في قائمة علاوي سيفعل ذلك. وأكد أن قائمته دولة القانون هي «صمام الأمان للعملية السياسية»، مشيرا في هذا الصدد إلى العمليات الأمنية التي نفذتها القوات العراقية ضد الميليشيات الشيعية والسنية خلال حكومته.

كما حذر المالكي من أن الضغوط الأميركية قد تؤدي في نهاية المطاف إلى آثار سلبية، مؤكدا أن لا مكان للولايات المتحدة في تشكيل الحكومة، وأضاف «لا توجد هناك وصفات أجنبية». وأشار إلى أن الساحة السياسية مفتوحة، وأن العملية السياسية ماضية، وأن من لديه الكتلة الأكبر بإمكانه أن يشكل الحكومة.

وقال إن المطالب الأميركية للإسراع في تشكيل الحكومة ستكون على حساب «نوعية الحكومة»، وإن المصالح الأميركية ستتضرر أيضا جراء ذلك. كما دعا الدول العربية إلى وقف التدخل في الشأن العراقي ودعم كتل سياسية معينة.

إلى ذلك، دعا كريستوفر هيل، السفير الأميركي في العراق، السياسيين العراقيين إلى أن يضعوا مصالحهم الشخصية جانبا، وأن يسرعوا في تشكيل الحكومة، وقال لـ«الشرق الأوسط» خلال زيارته إلى جامعة الكوفة، جنوب بغداد، أمس إن «الحكومة العراقية الجديدة ستشمل المكونات الثلاثة في العراق (الشيعة والسنة والأكراد) وكل التحالفات الانتخابية الكبيرة، ونأمل أن يضع السياسيون العراقيون المصالح الشخصية جانبا، وأن ينظروا إلى مصلحة العراق وكيف يفيدون العراق»، مؤكدا «أننا ناشطون جدا في السفارة في هذا الشأن، لكن بطريقة ملائمة وتحترم سيادة العراق». وحول انسحاب القوات الأميركية من العراق، قال هيل «نحن ملتزمون باتفاقية سحب القوات مع الحكومة العراقية 100% وهذا التزامنا للشعب العراقي في هذا المجال».