مسؤول أميركي لـ «الشرق الأوسط»: وقوع حرب جديدة في الشرق الأوسط سيكون «كارثة»

الإدارة الأميركية تشدد على أهمية تطبيق القرار 1701 كاملا

جنود إسرائيليون بجانب آليات جديدة خلال عملية تبديل قرب الحدود الإسرائيلية اللبنانية (رويترز)
TT

يستقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في واشنطن اليوم في أول زيارة رسمية للحريري إلى الولايات المتحدة منذ توليه رئاسة الحكومة اللبنانية. وهناك ملفات عدة يتناولها الحريري في واشنطن، أبرزها استقرار لبنان وحماية سيادته، بالإضافة إلى المخاوف اللبنانية من أي هجوم إسرائيلي.

وأفاد البيت الأبيض أن أوباما «يتطلع إلى التشاور مع رئيس الوزراء الحريري حول عدد من الأهداف المشتركة لدعم سيادة لبنان واستقلاله والسلم الإقليمي وأمنه». ومن المرتقب أن يؤكد أوباما التزام إدارته باستقلال وسيادة لبنان، وهي الرسالة التي حملها عدد من المسؤولين الأميركيين إلى لبنان خلال الفترة الماضية خاصة مع الانفتاح النسبي من إدارة أوباما تجاه سورية. كما سيشدد مسؤولون أميركيون خلال الزيارة على أن تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 أساسي لاستقرار لبنان وهذه هي الرسالة التي سيحصل عليها الحريري عند لقائه مع المسؤولين الأميركيين هذا الأسبوع.

واعتبر مسؤول أميركي رفيع المستوى مطلع على الملف الأميركي أن الزيارة «فرصة لنا للتأكيد على التزامنا بسيادة لبنان واستقلاله، وأنا متأكد من أننا نريد الحديث لرئيس الوزراء عن طرق لنواصل دعمنا للمؤسسات اللبنانية ونوثقه». وأضاف المسؤول الذي طلب من «الشرق الأوسط» عدم الإشارة إلى هويته: «بالطبع هناك ملفات عدة نتطلع إلى بحثها مع رئيس الوزراء الحريري؛ بالطبع واحد منها أولوية لبلدينا، وهو السلام الشامل في الشرق الأوسط. نحن نبقى ملتزمون بالسلام الشامل أي السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وإسرائيل وسورية، وإسرائيل ولبنان، وإسرائيل وباقي دول الجوار العربية. وهي قضية أنا متأكد أنها ستبحث مع رئيس الوزراء».

وستكون هناك مطالبة لبنانية بتطمينات أميركية من عدم السماح لحرب جديدة في المنطقة، خاصة استهداف لبنان، إلا أن المسؤول الأميركي قال: «لا يمكن إعطاء ضمانات، لا يستطيع أحد أن يتنبأ بالمستقبل، ولكن بالطبع يمكننا أن نبذل كل جهد للمساعدة في تخفيض التوتر ونشجع الأطراف في المنطقة بعدم اتباع تصريحات يمكن أن تتصاعد. ومن وجهة نظرنا منع تدفق السلاح إلى حزب الله جزء مهم من محاولة خلق بيئة أكثر أمنا للبنان والمنطقة». واعتبر أن تطبيق قرار 1701 الذي يطالب بنزع سلاح حزب الله وإبقاء الأسلحة محصورة في أيدي القوات اللبنانية الرسمية أفضل ضمان لاستقرار لبنان. وشدد المسؤول الأميركي على أن احتمال وقوع حرب أخرى في المنطقة سيكون «كارثة»، مضيفا: «لا نريد أن نرى نزاعا آخر، وهنا وجهة نظرنا متطابقة تماما مع رئيس الوزراء اللبناني».

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول ما إذا كانت الإدارة الأميركية تنوي تزويد الحريري بمعلومات استخباراتية حول الادعاءات الإسرائيلية بحصول حزب الله على صواريخ «سكود» عبر الحدود السورية، قال المسؤول: «أولوياتنا في المنطقة هي الاستقرار والسلام، وعندما تمت المصادقة على قرار 1701 في مجلس الأمن، كان الهدف من القرار وقف أزمة 2006 ومنع أزمة أخرى من الوقوع». وأضاف: «وقف تدفق الأسلحة إلى حزب الله عبر الحدود السورية جزء مهم من تطبيق القرار 1701 ومحاولة تطبيقه بكل جوانبه سيكون أمرا نناقشه مع رئيس الوزراء»، محذرا: «إذا انفجر صراع جديد، فإن الذي يدفع أعلى ثمن لذلك هو الشعب اللبناني. لذا، من مصلحة لبنان التأكد من تطبيق 1701 وهو أمر نريده أن يطبق لأننا نريد أن نتجنب نزاعا كليا، فتطبيق 1701 بكل جوانبه أمر نريد أن نناقشه، ومنع تهريب السلاح إلى حزب الله جزء مهم من ذلك». ومن المرتقب أن تبحث الإدارة الأميركية مع الوفد اللبناني رفيع المستوى استراتيجية الحدود وتأمينها، بالإضافة إلى دعم الولايات المتحدة للقوات اللبنانية الرسمية وتقويتها.

يذكر أن الحريري سيزور الأمم المتحدة في نيويورك خلال زيارته إلى الولايات المتحدة تزامنا مع ترأس لبنان لمجلس الأمن. ومن المرتقب أن تطلب الإدارة الأميركية من لبنان أن يدعم مشروع قرار مجلس الأمن لفرض عقوبات جديدة على إيران. وأكد المسؤول الأميركي: «نحن نتواصل مع كل أعضاء مجلس الأمن، بمن فيهم لبنان، ونتطلع للعمل مع لبنان خلال عضويته لمجلس الأمن، وهناك قضايا عدة مهمة لنا في مجلس الأمن»، مضيفا: «هذا القرار أولوية للإدارة ونحن نعمل عليه مع أعضاء مجلس الأمن منذ مدة طويلة ومن المهم الحصول على إجماع في مجلس الأمن لدفع إيران للالتزام بتعهداتها الدولية» في ما يخص ملفها النووي.

وفي ما يخص العلاقات الأميركية - السورية واستعداد واشنطن لإعادة سفيرها إلى دمشق، سيكرر المسؤولون الأميركيون التزامهم بسيادة لنبان وعدم اتخاذ قرارات على حسابه. وقال المسؤول الأميركي: «نحن واضحون في تصريحاتها العلنية والخاصة بأن تواصلنا مع سورية مبني على محادثات جدية وصريحة مع السوريين حول القلق الأميركي والأهداف الأميركية في المنطقة؛ ومنها استقرار وسيادة لبنان». وأضاف: «على سبيل المثال، نحن نتطلع إلى بدء تحديد وترسيم الحدود (اللبنانية - السورية) وهو أمر التزم به الرئيس (السوري بشار) الأسد علنا، فهذه من القضايا التي نناقشها في التواصل مع سورية، وإجراء المحادثات ليس ضمانا للنجاح، ولكن مثل هذا الحوار ضروري إذا كنا نريد فرصة لتحقيق أهدافنا».