طالبان تهاجم أكبر قاعدة عسكرية للأطلسي في جنوب أفغانستان

الهجوم الثالث الذي يستهدف القوات الدولية خلال أيام

نجم الكرة الإنجليزية ديفيد بيكام يجرب مدفعا في قاعدة للقوات البريطانية في هلمند حيث يتمركز نحو 9000 جندي بريطاني (أ.ف.ب)
TT

تبنت حركة طالبان أمس هجوما على أكبر قاعدة لحلف شمال الأطلسي في جنوب أفغانستان، هو الثالث الذي يستهدف القوة الدولية خلال أسبوع، لتأكيد تصميمها على مواجهة النار بالنار.

ومع تصعيد الولايات المتحدة والحلف الأطلسي لعملياتهما ضد الحركة في معقلها، ولاية قندهار، تشن طالبان حملة تستهدف كل مواقع المتحالفين مع حكومة كابل. وقال يوسف أحمدي، الذي يتبنى عادة الهجمات باسم طالبان، في اتصال هاتفي من مكان لم يحدد، لوكالة الصحافة الفرنسية «هاجمنا قاعدة قندهار بالصواريخ الليلة الماضية». وهجوم قندهار هذا هو الثالث الذي يستهدف القوة الدولية خلال أيام بعد عملية انتحارية في كابل الثلاثاء وهجوم على قاعدة باغرام الجوية على بعد نحو ستين كيلومترا شمال العاصمة في اليوم التالي. وقال الحلف الأطلسي إن سبع ساعات من القتال في باغرام انتهت بمقتل متعاقد أميركي و16 من مقاتلي طالبان. وجرح تسعة من جنود الحلف. وكانت حركة طالبان أعلنت مطلع الشهر الحالي أنها ستشن حملة تستهدف دبلوماسيين وبرلمانيين ومتعاقدين أجانب في أفغانستان وكذلك القوات الدولية. وقال أحمدي إن صاروخا سقط قرب منطقة للتسوق في القاعدة والثاني قرب مهبط للمروحيات.

وأضاف أن الهجوم «سبب خسائر جسيمة»، مؤكدا أن مقاتلي الحركة قتلوا 13 جنديا أجنبيا وجرحوا آخرين. وتضخم حركة طالبان عادة حصيلة قتلى عملياتها. وقالت القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن في أفغانستان (إيساف) التابعة للحلف إن الهجوم بدأ نحو الساعة 20.00 (15.30 بتوقيت غرينتش) أول من أمس. وأضافت القوة في بيان أن «عددا من عناصر القوة من مدنيين وعسكريين جرحوا ويتلقون علاجا طبيا»، لكنها لم تؤكد وفاة أي شخص. وتابعت قيادة القوات الدولية في كابل أن «خمسة صواريخ أطلقت على القاعدة، وحاول عدة متمردين التوغل داخل القاعدة من طرفها الشمالي، لكن قوات الأمن تصدت لهم». وقاعدة قندهار هي القاعدة الرئيسية في المنطقة للقوات التي تحارب حركة التمرد المتمركزة في قندهار. وهي تضم نحو 23 ألف شخص. وتتعرض القاعدة باستمرار لهجمات صاروخية يطلب خلالها من العاملين فيها الاحتماء حتى انتهاء الهجوم. وتضم قاعدة قندهار مطارا عسكريا كبيرا، وهي تقع على مشارف مدينة قندهار. وهي القاعدة الثالثة في الأهمية في البلاد، ومهد انطلاقة حركة طالبان. ويأتي الهجوم بعد ساعات على زيارة وزيري الخارجية والدفاع البريطانيين لكابل لأول مرة منذ تولي ديفيد كاميرون رئاسة الحكومة.

وينتشر نحو عشرة آلاف جندي بريطاني في أفغانستان خصوصا في ولاية هلمند (جنوب) التي تعتبر من أهم معاقل التمرد الأفغاني وطالبان. وتنشر بريطانيا ثاني أكبر قوة في أفغانستان بعد الولايات المتحدة. وتتزايد خسائر القوات الدولية منذ 2005 في أفغانستان حيث انتشرت في نهاية 2001. وشن ما بين 30 و40 من مسلحي طالبان الأربعاء الماضي هجوما جريئا بالرشاشات والقنابل وهجمات انتحارية على قاعدة باغرام الجوية، أكبر قاعدة للحلف الأطلسي في أفغانستان. وحصل ذلك غداة هجوم انتحاري بسيارة مفخخة أوقع ستة قتلى، هم خمسة جنود أميركيين وكولونيل كندي، و12 أفغانيا. كما قتل جنديان في هجومين آخرين. وقتل أول من أمس ثلاثة من جنود الأطلسي بينهم فرنسي وهولندي، ومدني أفغاني يعمل لدى القوات الدولية، في هجومين منفصلين في جنوب أفغانستان. وقتل 215 جنديا أجنبيا في أفغانستان منذ بداية 2010. وكانت سنة 2009 الأكثر دموية بالنسبة للقوات الأجنبية خلال ثماني سنوات من النزاع، حيث فقدت 520 جنديا في أفغانستان. ويتوقع الجيش الأميركي الذي تضاعف عدد جنوده القتلى في 2009 مقاومة عنيفة من طالبان التي دعت السكان إلى حمل السلاح والاستعداد لصد الهجوم.