محاولة التفجير الفاشلة في قلب نيويورك تؤكد انتشار الأصولية في أوساط صفوة الباكستانيين

مخاوف من انتشار خطر الإرهاب بين الذين تلقوا تعليمهم في الغرب

TT

أدى تصاعد أعمال العنف التي شهدها المجتمع الباكستاني خلال السنوات الأخيرة إلى تقويض أنماط الحياة التي يعيشها الأثرياء الباكستانيون والمغتربون في هذه المدينة الضخمة على نحو مضطرد، عبر استهداف الفنادق الفخمة والنزلاء. بل ربما تمكن الإرهاب الآن من اختراق تلك الطبقة الاجتماعية.

وقد صرح مسؤول بالاستخبارات الباكستانية أول من أمس أن شريكا في ملكية شركة لتوريد الأغذية للمناسبات الراقية، ومن بينها حفلات السفارة الأميركية، تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، ربما يكون قد قدم المال للمشتبه به في محاولة تفجير ميدان تايمز بقلب نيويورك، وطلب منه المساعدة في شن هجمات على تجمعات الدبلوماسيين. وكان سلمان أشرف خان (35 عاما) من بين الكثيرين الذين اعتقلوا في أعقاب محاولة التفجير الفاشلة في نيويورك، التي نتج عنها اعتقال عقيد سابق بالجيش الباكستاني وبائع حواسب وعدد آخر من المهنيين.

ودفع الاشتباه في تورط خان بمسؤولي السفارة الأميركية إلى تحذير الرعايا الأميركيين بتجنب التعامل مع شركة الأغذية. فيما أضافت الاعتقالات إلى الأدلة بأن خطر الإرهاب لا يصدر فقط عن سكان الكهوف الأصوليين بل من الذين تلقوا تعليمهم في الغرب أيضا، وأن هذه المجموعات متداخلة بعضها مع بعض.

لم يتم الإعلان عن التفاصيل الدقيقة للعلاقة التي ربطت بين فيصل شاه زاد الذي اعتقل في الولايات المتحدة والمعتقلين في باكستان، حيث يقول مسؤولو الاستخبارات إن أيا منهم لم يعترف بالضلوع في محاولة التفجير، لكن خان واثنين آخرين من بين المعتقلين كانا يعرفان شاه زاد - ابن مجتمع الصفوة الباكستاني -، وأدان جميع المعتقلين السياسات الأميركية المناوئة للإسلام خلال التحقيقات.

وفي الولايات المتحدة، عززت التحقيقات التي أجريت مع فيصل شاه زاد، المواطن الأميركي، ومشتبه بهم آخرين في قضايا الإرهاب بشأن انتشار الإرهاب بين أبناء الطبقة المتوسطة من المسلمين، فيقول محمد أمير رانا، الباحث في قضايا الإرهاب في إسلام آباد: «إن الأبحاث التي أجريت حول الإرهاب خلال السنوات الأخيرة تشير إلى تصاعد حدة الأصولية بين أبناء الصفوة في المجتمع الباكستاني، الذين لا ينتمون إلى الغرب أو الجموع الباكستانية الفقيرة».

وقال رانا، مدير معهد دراسات السلام الباكستانية، مشيرا إلى أن هذه المشاعر نادرا ما كانت تؤدي إلى العنف «إنهم يشعرون بالغربة لذلك فهم يحاولون أن يعرفوا أنفسهم من خلال الدين».

مكافحة التطرف الإسلامي سيكون محط تركيز موجة جديدة من أموال المساعدات الأميركية إلى باكستان، حيث تكشف استطلاعات الرأي عن كراهية عميقة للولايات المتحدة.

وقال مسؤول الاستخبارات إن خان وشاه زاد كانا صديقين وربما يكونان التقيا خلال رحلة شاه زاد إلى باكستان بداية العام الحالي. من بين المعتقلين الباكستانيين أيضا، صهيب موغال، الذي يمتلك متجرا لبيع الحاسبات في إسلام آباد والمشتبه به في كونه حلقة الوصل بين شاه زاد وطالبان باكستان في المناطق القبلية، أما المعتقل الثالث فهو شريك خان في العمل، حيث تزود شركتهما مقهى شركة «موبيلينك»، وشركة اتصالات الهاتف الجوال، بحسب ما قاله والد خان.

وقال المسؤول إن عقيدا سابقا في الجيش الباكستاني اعتقل أيضا على خلفية الشكوك بالضلوع في العملية. لكن مسؤولا بارزا آخر في الاستخبارات ردد ما جاء في تصريحات قوات الجيش بأن عملية اعتقال الضابط لا علاقة لها بقضية شاه زاد. وقلل المسؤول البارز من أهمية هذه الاعتقالات، بالقول إن المحققين يستجوبون ويطلقون سراح الكثير من الأفراد.

لكن التحذير الأميركي النادر يوم الجمعة بشأن العلاقات الإرهابية لشركة حنيف رجبوت لتقديم خدمات الطعام، شركة خان، أكدت أن المحققين كان يولونه اهتماما كبيرا. وتقدم الشركة الطعام لأكثر من 200 مناسبة شهريا للجيش والحكومة والدوائر الدبلوماسية في منطقة إسلام آباد، ويرى بعض مسؤولي الاستخبارات أن المنظمات المسلحة ربما تكون استغلت خان للوصول إليهم.

وفي مقابلة أجريت معه يوم السبت وصف والد خان، الاتهامات الموجهة لابنه بأنها «ضرب من العبث». وأشار إلى أن ابنه الذي تخرج في جامعة هيوستن عام 2001 ربما يكون قد التقى شاه زاد في مجال العمل. وأشار إلى أن ابنه متدين، لكنه لم يظهر أي ميول متطرفة أو أقام صلات بالأقاليم الغربية التي تقطنها الميليشيات المسلحة.

* خدمة «نيويورك تايمز»