بانكوك تعود لنشاطها الطبيعي.. وبدء التلاوم وسط «الحمر»

حملة واسعة شارك فيها متطوعون وأجانب لإزالة آثار الأحداث الدامية

TT

تستعد العاصمة التايلاندية بانكوك لاستئناف نشاطها المعتاد اليوم بعد عملية تنظيف واسعة، شارك فيها متطوعون وأجانب، لإزالة أثار الأحداث الدامية الأخيرة. واستغل الكثير من المتظاهرين أصحاب «القمصان الحمر» المناسبة للتعبير عن غضبهم مما انعكس انقساما في صفوفهم.

وبعد أربعة أيام على أعمال العنف التي هزت البلاد، أعلن رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا، أمس، عن معاودة النشاط المعتاد في وسط بانكوك. وأوضح أنه سيتم فتح الطرق والمدارس والمؤسسات الحكومية اعتبارا من اليوم الاثنين، بعد إغلاقها طوال الأسبوع. وقال فيجاجيفا في كلمته التلفزيونية الأسبوعية: «كل شيء هادئ ويعود إلى حالته الطبيعية». كذلك، أعلنت السلطات التايلاندية أنها مددت لليلتين، أي حتى صباح غد الثلاثاء، حظر التجول المفروض في بانكوك و23 إقليما في البلاد «لدواع أمنية».

ومنذ انطلاق المظاهرات في مارس (آذار) الماضي، التي طالب فيها «القمصان الحمر» باستقالة فيجاجيفا، وتفريق الجيش لتحركهم بالقوة يوم الأربعاء الماضي، قتل 86 شخصا على الأقل وجرح 1900. وأدى الهجوم الأخير للجيش إلى طرد المتظاهرين، وأسفرت أعمال العنف التي تلته عن مقتل 16 شخصا وخلفت دمارا في وسط العاصمة بعد إحراق أكثر من 30 مبنى من بينها مبنى البورصة ومصارف عدة. لكن عمليات البورصة يفترض أن تستأنف اليوم في مبنى آخر. وقالت رئيسة البورصة باتاريا بنجابولتشاي «أنظمتنا جاهزة للتشغيل غدا».

واستمر أمس تنظيف بانكوك في شكل واسع النطاق، وتزودت فرق عمال البلدية والمتطوعين، ومن بينهم أجانب، بخراطيم المياه والمنظفات، لإزالة أطنان من الركام والمخلفات وتنظيف طرق «المنطقة الحمراء» سابقا، التي احتلها المتظاهرون ستة أسابيع. وارتدى عدد كبير منهم قمصانا قصيرة كتب عليها «معا يمكننا ذلك»، إلى جانب ألوان العلم التايلاندي. وتم تفكيك الحواجز، التي نصبتها قوى الأمن بالأسلاك الشائكة، بينما توافد السكان للاطلاع على الأضرار. واستغل البعض المناسبة للتعبير عن غضبهم مما انعكس انقساما في صفوفهم، على غرار نخب بانكوك المؤيدة لابهيسيت، وكذلك الأوساط الريفية والشعبية التي تعتبر أنها تتعرض للازدراء، وتؤيد فئة منها رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا الذي أطيح به في انقلاب عسكري عام 2006.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن تيراوات تيتسيسانغ، وهو مدرس في الأربعين من العمر، قوله بغضب إن «تاكسين تلاعب بالحشود». أما نات تشولكاراتانا المتقاعد (61 عاما) فندد «بالحكومة التي ترسل الجيش وبنادقه لمهاجمة متظاهرين مسالمين».

غير أن ابهيسيت دافع في كلمته إلى الأمة عن إجراءات الجيش. وقال إن القوى الأمنية «استخدمت الأسلحة دفاعا عن النفس ولإعادة النظام العام». وتابع أن البعض «كادوا يفقدون حياتهم في الصدامات مع أشخاص تهجموا على السلطات التي كانت تحاول نصب حواجز لضمان أمن المنطقة». كما أكد أن القوات الأمنية كانت عاجزة عن التدخل في أثناء أعمال الشغب، محملا «القمصان الحمر» مسؤولية الحصيلة الضخمة لأعمال العنف. وأوضح أن «الحرائق كانت مقررة بموجب خطط. وعجزت السلطات عن دخول مناطق عدة بسبب نيران مسلحين أو إرهابيين».

وتصاعدت أصوات معربة عن القلق من سلوك قوى الأمن، ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون السلطات التايلاندية إلى «إعادة النظام العام مع احترام كامل لحقوق الإنسان».

وبينما اتسعت الهوة في المجتمع، وعد ابهيسيت بأنه سيواصل تطبيق «خريطة الطريق» التي أعلنها من أجل المصالحة. غير أنه أحجم عن إعلان إجراء انتخابات كما أراد معارضوه. وقال: «سبق أن قلت إن الانتخابات المقبلة لن تجري إلا بعد انتهاء المظاهرات، شرط أن يسود السلام».