البصرة: القوات العراقية والأميركية تنفذ إنزالا مشتركا قرب البصرة بحثا عن أسلحة

مراقبون عسكريون: العمليات رد فعل افتقر إلى عنصر المباغتة

TT

في الوقت الذي تشهد فيه محافظة البصرة، جنوب العراق، منذ تفجير سيارتين مفخختين مطلع الشهر الحالي وحتى الآن عمليات عسكرية واسعة في مناطق مختلفة من المحافظة بحثا عن مطلوبين وأسلحة محظورة، يرى مراقبون عسكريون أن العمليات عبارة عن ردود أفعال تفتقر إلى عنصر المباغتة.

فبعد عمليات عسكرية في مناطق حمدان وجزيرة مجنون المحاذية للحدود الإيرانية ومنطقة صفوان على مقربة من الحدود الدولية للكويت، نفذت قوات عراقية وأميركية مشتركة عملية إنزال جوي في منطقة العزير، وهي الفاصلة من الناحية الإدارية بين محافظتي البصرة والعمارة، شارك فيها ما يقارب من 250 جنديا عراقيا وأميركيا.

وقال بيان عسكري أميركي إن «جنود الفريق (52) الأميركي لنقل المهام العسكرية إلى القوات العراقية، بالاشتراك مع قوة من جنود الفرقة (14) في الجيش العراقي.. نفذوا مؤخرا عملية تفتيش أمنية عن طريق إنزال جوي مشترك في منطقة العزير في أطراف محافظة البصرة».

وذكر البيان أن «هذه المهمة تطلبت استخدام 6 طائرات من طراز (تشينوك) العمودية العملاقة التابعة للطيران الحربي الأميركي جاءت بطواقمها انطلاقا من كل من قاعدة المطار في البصرة، وقاعدة طليل قرب الناصرية».

وأكد البيان الأميركي أن «الجنود العراقيين والأميركيين قاموا بتسيير دوريات في إحدى مناطق العزير التي أشارت المعلومات إلى أنها تأوي عصابات إجرامية تقوم بنشاطات تهريب الأسلحة والعتاد. وقد تمكنت القوات العراقية خلال العملية من مصادرة عدد من البنادق الآلية كلاشنيكوف نوع (AK - 47)، بالإضافة إلى 20 قذيفة هاون».

وأكد النقيب سعد عزيز، آمر السرية الرابعة من الفوج الثاني، الملحق بـ«اللواء 52» عقب انتهاء العملية أن «مهمتنا كقوات جيش عراقي تتمثل في فرض الأمن وحماية المواطنين. وقد وصلتنا معلومات تفيد بحصول عمليات اختطاف وتهريب أسلحة في هذه المنطقة. حيث عثرنا خلالها على كمية من الأسلحة والعتاد»، مشددا: «الأهم من ذلك فقد حصلنا على معلومات حول من يقف وراء تنفيذ مثل تلك الأعمال»، من دون الإفصاح عنها. ووصف مراقبون عسكريون من ضباط الجيش العراقي السابق تلك العمليات العسكرية بأنها ردود أفعال على أحداث التفجيرات الأخيرة، افتقرت إلى عنصر المباغتة الذي يعد أهم عوامل تحقيق الحسم العسكري. وأكدوا لـ«الشرق الأوسط» أن العناصر الإرهابية المشاركة في أعمال العنف المطلوبة للعدالة اعتادت على مثل تلك العمليات بعد كل عمل إرهابي، ولذا كان المفروض القيام بها (العملية العسكرية) بشكل مفاجئ، حسب المعلومات الاستخباراتية المتوافرة.

وأوضحوا أن «عثور القوة المشاركة في هذه العملية العسكرية الواسعة على عدد محدود من الأسلحة والذخيرة في منطقة تعد من أكثر المناطق الرخوة من الناحية الأمنية لاتصالها بالأهوار المشتركة بين العراق وإيران، يدلل على غياب عنصر المباغتة، واستعداد وتحسب المطلوبين للعدالة ومهربي الأسلحة لها مما مكنهم من إخفاء الأسلحة وهروبهم إلى خارج المنطقة».