أوباما: نظام عالمي جديد يعتمد على الدبلوماسية والتشاور

الرئيس الأميركي يحذر من أيام عصيبة في أفغانستان

TT

في خطاب رئاسي وفي ابتعاد واضح عن مبدأ الحرب الاستباقية الذي كان أعلنه الرئيس السابق بوش (الابن)، قال الرئيس باراك أوباما إن السياسة الخارجية الأميركية سوف تعتمد على التشاور مع المنظمات الدولية بقيادة الأمم المتحدة.

وفي خطاب في حفل تخريج في أكاديمية الجيش العسكرية في ويست بوينت (ولاية نيويورك)، ابتعد أوباما عن نظرية كان يكررها بوش عن «أميركان اسكبشناليزم» (خصوصية أميركية دولية)، وأعلن نظرية «إنترناشيونال أوردر» (نظام عالمي) يعتمد على الدبلوماسية والتشاور. وقال أوباما: «نعم، نعرف نحن تقصيرات النظام الدولي. لكن، لم تنجح أميركا عندما تصرفت خارج هذا النظام، خارج تيارات التعاون الدولي الحالي، لكننا نجحنا في تغيير تلك التيارات نحو الحرية والعدل، لتواجه كل دولة مسؤولياتها، ولتتحمل العواقب إذا لم تفعل ذلك».

وأضاف: «يقدر النظام الدولي الجديد الذي نريده لحل تحديات عصرنا: مواجهة التطرف العنيف والتمرد، ووقف انتشار الأسلحة النووية، ومواجهة المناخ المتغير، ودفع النمو الاقتصادي العالمي، ومساعدة الدول لإطعام شعوبها، وعلاج مرضاها، وتضميد جروحها، ومنع العنف».

لكن، في نفس الوقت، وهو يخاطب عسكريين ستذهب أغلبيتهم إلى أفغانستان، تعهد بأنه يدعمهم «دعما قويا، باسم أمة فخورة وممتنة». وبينما عبر عن ثقته بتحقيق النصر في أفغانستان، حذر من «قتال صعب» في المستقبل القريب. وقال: «حملنا الأمل للشعب الأفغاني، ويجب أن لا نترك وطنهم ليسقط في أيدي عدونا وعدوهم. ستكون هناك أيام صعبة أمامنا. لكن، سنتأقلم وسنصمد. لا أشك بأننا، مع شركائنا الأفغان والدوليين، سننجح في أفغانستان».

وقال إنه على الرغم من تغير طبيعة الحرب خلال الأعوام التسعة التي استغرقتها، تظل الحرب على نفس القدر من الأهمية كما كانت الحال بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) على الولايات المتحدة. وأضاف «أطحنا بنظام طالبان. والآن، علينا كسر مقاومة طالبان، وتدريب قوات الأمن الأفغاني». وعن احتمال توقيت نهاية الحرب في أفغانستان، قال أوباما: «الحرب بدأت لأن مدننا ومواطنينا تعرضوا لهجمات من قبل متطرفين عنيفين يخططون من على بعد. وفقط يستمر الأمر لأن التخطيط متواصل حتى يومنا هذا». وأشار أوباما إلى محاولة تفجير طائرة أميركية بواسطة النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب، ومحاولة الأميركي الباكستاني فيصل شاه زاد تفجير سيارة ملغومة في نيويورك. وشدد على أنه على الرغم من النجاحات في القضاء على قيادات تنظيم القاعدة مؤخرا، فإنها تواصل جهود تجنيد عناصر للانضمام إلى صفوفها. لكن، قلل أوباما من أهمية «القاعدة» والجماعات المتحالفة معها قائلا: «هؤلاء مجموعة من الرجال ضئيلي الحجم». لكنه استدرك بالتشديد على أن التهديدات التي يشكلونها «لن تزول قريبا». وقالت صحيفة «واشنطن بوست»: «قدم أوباما مقتطفات من استراتيجية أمنية جديدة، ويريد، كما قال في أوقات سابقة، أن يخلق تحالفات جديدة، وأن يحسن صورة أميركا في الخارج بعد قرابة عقد من سياسة بوش التي كانت أطراف كثيرة نظرت إليها في شكوك». وأضافت: «عبر القائد الأعلى لقواتنا العسكرية، وهو يخوض حربين، عن إيمانه بالتعاون لمواجهة المشكلات الاقتصادية والعسكرية والبيئية. لكن، في نفس الوقت، يكثف الحرب الأميركية في أفغانستان، ويواجه أخطار إرهاب إسلامي داخل الولايات المتحدة». ولاحظ مراقبون في واشنطن أن نظرية أوباما الجديدة أعلنت في نفس القاعة التي أعلن فيها، قبل 10 سنوات تقريبا، الرئيس السابق بوش نظريته. كان ذلك بعد شهور قليلة من هجوم 11 سبتمبر سنة 2001.

في حين لاحظ تلفزيون «سي إن إن» أن تصريحات أوباما «تزامنت مع قتل 3 من قوات المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) التابعة للناتو في هجومين منفصلين جنوب أفغانستان. وهجوم آخر استهدفت به ميليشيات الحركة المتشددة قاعدة للحلف الأطلسي في قندهار. وفي هجوم مشابه في الأسبوع الماضي، هاجم 20 انتحاريا قاعدة باغرام الأميركية».

وقال تلفزيون «سي إن إن»: «تواجه الولايات المتحدة وحلفاؤها في أفغانستان مقاومة شرسة من حركة طالبان التي لم ينجح التحالف الغربي في قمع قواها العسكرية أو تحييدها رغم قرابة 9 أعوام من الغزو والعمليات العسكرية المتواصلة».

وأضافت «سي إن إن»: «تأتي تصريحات أوباما إثر مخاوف من نقل حركة طالبان عملياتها ضد الولايات المتحدة إلى خارج الأراضي الباكستانية، بعدما رجحت أجهزة استخبارية أميركية بقوة أن حركة طالبان باكستان تخطط بنشاط وفاعلية لضرب مصالح أميركية وأهداف أميركية ما وراء البحار». ونقلت «سي إن إن» ذلك على لسان مسؤول أميركي طلب منها عدم نشر اسمه.