مصر: جدل حول دعوة البرادعي إلى إشراك «الإخوان» في الحكم

بعد أسابيع من تصريحات اعتبرتها الجماعة هجوما عليها

TT

بعد تصريحات للدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤسس الجمعية الوطنية للتغيير بمصر، دعا فيها إلى إشراك «الإخوان» في الحكم، طالبته قوى سياسية في البلاد بوضع رؤية واضحة للمستقبل، حيث أعادت تصريحات البرادعي أمس الجدل حول رؤيته وعلاقته بجماعة الإخوان المسلمين في مصر. ونسبت وسائل إعلام للبرادعي دعوته إلى «مشاركة الإخوان في الحكم»، وقوله إنه آن الأوان لدمج الجماعة في السلطة، معتبرا أن إشراكهم في الحكم سيعدل من سلوك الجماعة بالضرورة.

واعتبرت قوى سياسية مصرية الرأي الأخير للبرادعي، الذي أعلنه في حوار مع قناة «24» الفرنسية ونقلته عدة صحف محلية، أنه يأتي في سياق «تصريحات متضاربة» أطلقها الأخير، بما فيها تصريحات أغضبت جماعة الإخوان، قائلين إن هذا التضارب يشير إلى افتقاره إلى رؤية واضحة بخصوص الواقع المصري وافتقاره إلى مشروع سياسي محدد.

وقال أمين إسكندر، وكيل مؤسسي حزب الكرامة (تحت التأسيس)، إن البرادعي يفتقر إلى رؤية سياسية واضحة، معتبرا أن الجمعية الوطنية للتغيير، التي تضم طيفا واسعا من التيارات السياسية ومن بينها حزب الكرامة وجماعة الإخوان، هي تجمع اختياري لجماعات وأفراد بينها حد أدنى من التوافق على مطالب محددة دون أن يعني هذا وجود تطابق في الرؤى.

وتابع إسكندر: «لا يصح أن نتعامل في مثل هذه القضايا (مشاركة الجماعة في الحكم) بالقطعة.. لا نريد الحساب بالقطعة، وعلى الجماعة أن تطرح موقفا واضحا من قضية المواطنة وحقوق المرأة».

من جهته، قال الدكتور أسامة الغزالي حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية (المعارض)، إن التصريح المنسوب إلى البرادعي ربما يكون غير دقيق، وأضاف: «ربما أخطأ في التعبير»، بشأن دعوته إلى مشاركة جماعة الإخوان في الحكم، وأضاف حرب أن «القيادات الإخوانية الحالية لا تملك من الشجاعة وليس لديها القدرة على التوافق مع نظام عصري حديث، كما أنهم (قيادات الجماعة) غير قادرين على التكيف مع المطالب الديمقراطية المطروحة».

وأشار حرب إلى شعار الجماعة، الذي لا يزال كما هو منذ تأسيس الجماعة في عشرينات القرن الماضي، قائلا: «كيف يمكن تفسير هذا الشعار الآن»، نافيا في الوقت نفسه ما نسب إلى البرادعي، معتبرا أنه ربما أخطأ في التعبير.

وتابع حرب: «أنا أفهم توجه البرادعي في علاقته مع الإخوان.. فالرجل (البرادعي) ليس إخوانيا قطعا، بل هو علماني، وبصرف النظر عن تعبيراته فهو يرغب في دمج الإخوان ضمن الحياة السياسية المصرية لإصلاح العوار في الواقع السياسي المصري، الذي أفرز جماعة محظورة لها أكبر تمثيل برلماني معارض في البلاد».

من جانبه، أكد الدكتور حسن نافعة، المنسق العام لجمعية الوطنية للتغيير التي يترأسها البرادعي، أن ما تدعو إليه الجمعية وما يعتبره مقصد البرادعي هو ضرورة دمج الجماعة في الحياة السياسية في البلاد، لكنه استطرد قائلا إن هذا «يتطلب شروطا لا بد أن تلتزم الجماعة بها صراحة».

وتابع نافعة: «في تقديري، لن يحدث التغيير في مصر إلا بمشاركة الإخوان، لكنه لن يحدث على أرضيتهم.. وعلى الأطراف كافة أن تستوعب أن الجماعة جزء أصيل من الواقع المصري لا يجوز استبعاده، لكن مطلوب أيضا من الجماعة أن تغير برامجها».

وجاءت التصريحات المنسوبة إلى البرادعي بعد أقل من أسبوعين من تصريحات صحافية أدلى بها لمجلة فرنسية، اعتبرتها الجماعة هجوما عليها ووصفتها بغير الدقيقة.