أفغانستان: تأجيل افتتاح مؤتمر «جيركا السلام» 3 أيام

انفجار لغم بحافلة يقتل 5 مدنيين ويجرح 8 أشخاص

طالبات أفغانيات يحتفلن بيوم المعلم في العاصمة كابل أمس، وكانت حركة طالبان الأصولية قد حرمت الفتيات من التعليم خلال فترة حكمها ما بين 1996 وحتى سقوطها نهاية عام 2001 (أ.ف.ب)
TT

قال مسؤولون أفغان أمس إن تجمعا لزعماء القبائل ووجهاء العشائر في أفغانستان لبحث سبل تحقيق السلام سيبدأ متأخرا عما كان متوقعا لإتاحة مزيد من الوقت أمام أعضاء الوفود للسفر إلى العاصمة كابل وتسجيل حضورهم في المؤتمر. وكان من المتوقع أن يبدأ التجمع المعروف باسم «الجيركا» في 29 مايو (أيار). وقد تأجل رسميا الآن ليعقد في الفترة من الثاني إلى الرابع من يونيو (حزيران). ودعا الرئيس الأفغاني حميد كرزاي لعقد مؤتمر «الجيركا» لطرح اقتراحات لمحادثات السلام مع بعض أعضاء حركة طالبان التي تواصل تمردا ضد الحكومة وأكثر من مائة ألف جندي من القوات الأجنبية التي تساعدها. وكان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي دعا إلى عقد جيركا السلام في إطار «عملية مصالحة وطنية» هدفها إنهاء ثماني سنوات من تمرد طالبان. وقال نجيب أمين، أحد منظمي المؤتمر، لـ«رويترز»: «أعضاء الوفود سيصلون إلى كابل في 29 مايو (أيار) ونحتاج إلى ثلاثة أيام على الأقل من أجل إجراءات التسجيل وبرامج التوجيه. وعلى الرغم من عدم توجيه الدعوة لأعضاء طالبان أنفسهم فإن من المرجح أن يكون هناك متعاطفون مع الحركة من بين آلاف من زعماء القبائل وقادة المناطق الذين سيحضرون المؤتمر. ومن المتوقع أن يتم تقسيم الحاضرين إلى مجموعات والسعي إلى إجماع بينها، وفي بعض الحالات إنهاء عداوات قديمة، بينما يدور النقاش حول مقترحات كرزاي قبل أن يقدم المشاركون له ردا يمكن أن يوفر أساسا لبدء محادثات سلام رسمية مع بعض أعضاء طالبان.

ويساور الغرب القلق من انفتاح كرزاي على طالبان ولا يرى مكانا لقادة الحركة أو من لهم صلات بتنظيم القاعدة في صياغة مستقبل أفغانستان، ولكنه يريد أيضا تجنب المزيد من الانزلاق إلى حرب مكلفة في هذا البلد. وبعد زيارته لواشنطن الأسبوع الماضي قال كرزاي إن الغرب بدأ يدرك الحاجة إلى التواصل مع مسلحي طالبان الذين ينبذون العنف ويقبلون بالدستور الأفغاني. وتجري الحكومة أيضا محادثات مع مجموعة منفصلة من المتمردين يقودها قائد الميليشيا السابق قلب الدين حكمتيار الذي قاتلت جماعته ضد الاحتلال السوفياتي لأفغانستان عام 1979. ويتوقع أن يشارك في الاجتماع 1200 مندوب يمثلون الشعب الأفغاني و200 ضيف بينهم أعضاء السلك الدبلوماسي وممثلون عن منظمات دولية.

ومن المقرر أن يبدأ وصول زعماء القبائل من مختلف مناطق أفغانستان إلى كابل في 29 مايو (أيار) للتسجيل. وتبدأ أعمال الاجتماع في الثاني من يونيو (حزيران).

وكان هذا الاجتماع مقررا في الأصل في أبريل (نيسان) قبل تأجيله إلى 29 مايو (أيار).

وتم توزيع المشاركين الأفغان في 13 فئة بينها خصوصا البرلمانيون وعلماء الدين ومسؤولو الأقاليم وممثلو المجتمع المدني واللاجئون والنساء والقطاع الخاص. كما دعيت حركة طالبان إلى المشاركة في الاجتماع. وتهدف خطة كرزاي للمصالحة إلى منح مقاتلي طالبان أموالا وفرص عمل في حال تخلوا عن السلاح. ويدخل تمرد طالبان عامه التاسع وشهد تصاعدا كبيرا في العامين الماضيين في أفغانستان حيث يكبد المتمردون القوات الأجنبية خسائر فادحة يوميا.

ووعد الرئيس الأميركي باراك أوباما في ديسمبر (كانون الأول) بإرسال تعزيزات قوامها نحو 30 ألف جندي أميركي في مسعى لهزم التمرد. إلى ذلك أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية أن خمسة مدنيين قتلوا وأن ثمانية أصيبوا بجروح صباح أمس بانفجار قنبلة يدوية الصنع لدى مرور حافلتهم الصغيرة في إقليم فرح غرب أفغانستان. وقد وقع الحادث على طريق بين إقليمي بوشت رود وخاكي صفد. واتهمت السلطات «أعداء أفغانستان» بالضلوع في الانفجار. ويشير هذا التعبير إلى متمردي حركة طالبان. وذكرت السلطات أن بعض الجرحى هم في حالة حرجة. وتعتبر الألغام يدوية الصنع السلاح المفضل لدى حركة طالبان. وتقول الأمم المتحدة إن حصيلة المدنيين الذين قتلوا في 2009 كانت الأكبر خلال سنوات الحرب الثماني، وبلغت 2400، بزيادة 14% مقارنة بـ 2008. ويفوق متوسط ما يقتله المتمردون من المدنيين ثلاث مرات ما تقتله القوات الدولية والأفغانية، كما تقول الأمم المتحدة. ونصب عناصر من طالبان أيضا كمينا لقرويين في إقليم فرياب شمال البلاد. وقتل مدني، وأصيب اثنان بجروح في حين اعتبر أربعة آخرون في عداد المفقودين. وشنت حركة طالبان تمردا داميا منذ أطاحها عن السلطة أواخر 2001 تحالف دولي قادته الولايات المتحدة.