إيفانوف لـ «الشرق الأوسط»: طالبان نجحت فيما لم تنجح فيه قوات التحالف الدولي في أفغانستان

موسكو تدعو إلى تشكيل تحالف دولي لمكافحة المخدرات

TT

على غرار التحالف الدولي المضاد للإرهاب، دعت موسكو إلى تشكيل تحالف دولي لمواجهة تصاعد أخطار المخدرات التي أعلنها الكرملين خطرا يهدد الأمن القومي للدولة الروسية. وأعلن فيكتور إيفانوف رئيس جهاز مكافحة المخدرات والمعروف بعلاقته القريبة من فلاديمير بوتين الرئيس السابق ورئيس الحكومة الروسية الحالية، عزم موسكو على عقد المنتدى الدولي تحت شعار «المخدرات الأفغانية تتحدى العالم» في العاصمة الروسية في التاسع والعاشر من يونيو (حزيران) من العام الحالي تحت رعاية الرئيس ديمتري ميدفيديف والكنيسة الأرثوذكسية والمنظمات الدينية الإسلامية واليهودية في روسيا. وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن المخدرات التي يجري تهريبها من أفغانستان تشكل خطرا مباشرا على أمن الدولة الروسية وهي التي تنتج نسبة 90% من إنتاج العالم من الأفيون، فيما تظل المصدر الوحيد لما يقرب من 90% من المخدرات التي تصل إلى روسيا. واستعرض إيفانوف تصاعد حجم إنتاج المخدرات خلال السنوات التسع الأخيرة، مشيرا إلى ما سبق ونجحت فيه طالبان في أفغانستان من تقليص لمزروعات المخدرات هناك وانهيار مثل هذه التوجهات في أعقاب غزو قوات التحالف لأفغانستان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001. وقال إن هذه القوات التي يبلغ عددها اليوم ما يزيد على 550 ألف جندي أجنبي تغض الطرف عن استئناف بارونات المخدرات لنشاطهم في أفغانستان وزيادة مزروعات المخدرات هناك. وانتقد بشكل غير مباشر قوات الناتو التي ترفض تدمير هذه المزروعات ولا تقبل العمل من أجل استبدال الحاصلات الزراعية بها مثل القمح على اعتبار أنها زراعات تحتاج إلى رعاية وموارد مالية. أما مزروعات القنب المنتجة للأفيون فهي مزروعات تدر دخولا عالية ولا تكلف الكثير مما تحتاجه الحاصلات الزراعية والتي سبق ونجحت طالبان في تدميرها استجابة لطلب الحد من شرور المخدرات. وكشف إيفانوف عن أن أفغانستان تنتج 95% من هيروين العالم، مؤكدا ضرورة اتخاذ مجلس الأمن لقراره الذي يدعو إلى إنقاذ العالم من شرور الإدمان الذي يهدد ما يقرب من مليوني نسمة!. واستشهد إيفانوف بتقرير الأمم المتحدة الصادر عام 2009 تحت عنوان «الإدمان والجريمة والمتمردون»، والذي كشف عن أنه يجري تهريب ما يقرب من 900 طن من الأفيون و375 طنا من الهيروين من أفغانستان كل عام فضلا عن وجود مخزون يزيد على 12 ألف طن من الأفيون في أفغانستان وهي كمية تكفى لتلبية احتياجات مدمني العالم خلال مائة عام. وقال إن المخدرات تدر ما يزيد على 65 مليار دولار سنويا تدفع منها روسيا وحدها 13 مليار دولار هي مكاسب بارونات المخدرات وتنظيمات المافيا من ترويج هذه الشرور التي تودي بحياة مائة ألف مواطن كل عام منهم 30 ألفا من أبناء الدولة الروسية. وأشار إلى تصاعد عدد المدمنين في روسيا بمقدار عشرين ضعفا خلال السنوات العشرين الأخيرة. وأماط إيفانوف اللثام عن تسعة من كبار بارونات المخدرات قال إنهم يتحركون بين أفغانستان وطاجيكستان وأوزباكستان وقرغيزستان، مؤكدا ضرورة التعاون من أجل اعتقالهم والحد من نشاطهم. ورفض إيفانوف تأكيد أو نفي ما يقال حول علاقة عدد من كبار القيادات وزعماء القبائل الأفغانية بهذه التجارة غير المشروعة وتغاضي قوات الناتو عن نشاطهم، مكتفيا بالقول بضرورة أن يعي الجميع أن المخدرات أكثر خطرا من الإرهاب الدولي. ويبقى أن نقول إن الجنرال إيفانوف المسؤول الأول عن مكافحة المخدرات في روسيا سبق وعمل في جهاز أمن الدولة «كي جي بي» بعد تخرجه في معهد الإلكترونيات في لينينغراد عام 1977 وتدرج في وظائفه القيادية حتى نائب رئيس الجهاز في عام 1998 - 1999 وكان آنذاك يشغل هذا المنصب فلاديمير بوتين الذي كان سبق واستدعاه للعمل إلى جانبه رئيسا للجهاز الإداري لبلدية لينينغراد 1994. وعاد بوتين ثانية لدعوة إيفانوف للعمل نائبا لرئيس ديوان الكرملين في عام 2000 ثم مساعدا لرئيس الدولة الروسية في عام 2004 وحتى تعيينه رئيسا لجهاز مكافحة المخدرات في أبريل (نيسان) 2008.