طهران تعلن إعدام شقيق زعيم جماعة جند الله في سجنه بمدينة زاهدان

التنظيم يتوعد بالانتقام لعبد الحميد ريغي

TT

تعهد تنظيم جند الله السني المناوئ للسلطات الإيرانية بالانتقام لإقدام طهران صباح أمس على تنفيذ حكم الإعدام شنقا بحق عبد الحميد ريغي شقيق عبد المالك ريغي زعيم التنظيم، وأكد أن إيران ستدفع ثمنا باهظا لما وصفه بـ«هذه الفعلة النكراء».

وكان إبراهيم حميدي، رئيس دائرة العدل بمحافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران، قد أعلن أنه تم تنفيذ حكم الإعدام شنقا بحق شقيق ريغي بمدينة زاهدان مركز المحافظة، وذلك بحضور بعض عائلات الضحايا التي تقول السلطات الإيرانية إن شقيق ريغي متورط في عمليات إرهابية أدت إلى مقتلهم.

وجاء إعدام شقيق ريغي بعد تأجيل مرتين، حيث تم إرجاء إعدامه في شهر يوليو (تموز) الماضي ثم للمرة الثانية في شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي بهدف إتاحة الفرصة أمام مختلف الأجهزة الأمنية الإيرانية لاستخلاص مزيد من المعلومات منه حول نشاطات تنظيم جند الله الذي يشن منذ سنوات حرب عصابات ضد السلطات الإيرانية للدفاع عن حقوق القومية البلوشية والسنة المسلمين. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية إنه تم تنفيذ حكم محكمة الثورة الإيرانية بحق شقيق ريغي بعد المصادقة عليه من قبل السلطات القضائية العليا في البلاد. لكن ناطقا باسم تنظيم جند الله أكد أمس لـ«الشرق الأوسط» أن عبد الحميد ريغي لم يخضع لمحاكمة عادلة ونزيهة قبل إعدامه، معتبرا أن إقدام السلطات الإيرانية على قتله بما وصفه بهذه الطريقة البشعة لن يمر دون عقاب. وقال الناطق، الذي تحدث مشترطا عدم تعريفه في اتصال هاتفي من مكان ما شرق إيران، إن تنظيم جند الله يعتزم الانتقام لإعدام شيق ريغي لكنه رفض الإفصاح عن المزيد من المعلومات. وأضاف «عليهم في طهران أن يتوقعوا ردنا في أي وقت وأي مكان، ما حدث سنرد عليه متى سمحت الظروف، قريبا سترى السلطات الإيرانية على الأرض انتقامنا لاغتيال عبد الحميد». وأدين عبد الحميد ريغي بالانتماء لتنظيم جند الله الذي يتزعمه شقيقه المعتقل أيضا من مطلع العالم الجاري في العاصمة الإيرانية طهران والضلوع في عمليات أسفرت عن مصرع عشرين مدنيا وعدد من قوات الشرطة بالإضافة إلى ارتكاب عمليات سرقة استخدمت فيها أسلحة نارية وتهريب المخدرات وزرع القنابل.

واعتبر حميدي، رئيس دائرة العدل بمحافظة سيستان وبلوشستان، أن عبد الحميد ريغي أدين بالإعدام بتهمة المحاربة والإفساد في الأرض عن طريق الانتماء والعمل المؤثر في الفرع العسكري لتنظيم جند الله.

وبينما لفت إلى أن السلطة القضائية قررت عدم تنفيذ الإعدام على الملأ لاعتبارات أمنية، فقد عرض التلفزيون الحكومي صورا لشقيق ريغي على موقعه الإلكتروني عبر شبكة الإنترنت. وقال «أكدت اعترافات سابقة أدلى بها عبد الحميد أن واشنطن ساعدت الشبكة الانفصالية المسلحة (جند الله) على تنفيذ أنشطتها الإرهابية في إيران». كما نشر موقع «عصر إيران» صورا لعبد الحميد بعد شنقه يبدو فيها معلقا من رقبته بحبل ويرتدي ملابس السجن.

يشار إلى أن إيران أعلنت عن اعتقال عبد الملك ريغي زعيم جند الله بعد أربعة أشهر من إعلان جماعته مسؤوليتها عن تفجير أودى بحياة عشرات منهم ضباط كبار من الحرس الثوري، مشيرة إلى أنها تمكنت من ريغي بعد تحويل وجهة طائرة كان على متنها متجهة من دولة الإمارات إلى قرغيزستان إلى مطار إيراني.

لكن مسؤولين في التنظيم شككوا في المقابل لـ«الشرق الأوسط» في صحة الرواية الرسمية الإيرانية حول ملابسات اعتقال ريغي، وأوضحوا أن المخابرات الباكستانية قامت بتسليمه إلى إيران في إطار التعاون الثنائي بين البلدين. ولم تعلن إيران حتى الآن عن إحالة ريغي إلى المحاكمة كما لم تفصح عن نواياها بشأنه، علما بأن تنظيم جند الله عين نائبه الحاج محمد ظاهر بلوش كأمير للحركة في محاولة لتأكيد بقائها ونشاطها السياسي والعسكري.