كوريا الشمالية تهدد بفتح النار على الجنوبية.. وأوباما يأمر الجيش الأميركي بمساعدة سيول

سيول تعد بأن تجعل بيونغ يانغ «تدفع ثمن» إغراق البارجة

جنود كوريون جنوبيون في تمرين تعبوي قرب الخط الحدودي الفاصل بين الكوريتين أمس (رويترز)
TT

عبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس عن دعمه الكامل لسيول، وأمر الجيش الأميركي بالعمل بشكل وثيق مع العسكريين الكوريين الجنوبيين «لردع عدوان جديد» من قبل كوريا الشمالية المتهمة بإغراق بارجة كورية جنوبية في مارس (آذار). كما أمر أوباما حكومته بمراجعة السياسة الأميركية تجاه كوريا الشمالية، ورأى أن العقوبات التي فرضتها سيول على جارتها الشمالية «مناسبة تماما».

إلا أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أكدت في بكين أن الولايات المتحدة «تبذل جهودا شاقة لتجنب تصعيد» في شبه الجزيرة الكورية.

وقالت إن «الكوريين الشماليين يخلقون وضعا هشا جدا في المنطقة، يدرك كل بلد مجاور أو قريب من كوريا الشمالية ضرورة تطويقه»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأكد الناطق باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، في بيان أمس، أن «التزام الولايات المتحدة الدفاع عن كوريا الجنوبية لا لبس فيه». وأضاف أن أوباما «أمر القادة العسكريين بالتنسيق بشكل وثيق مع نظرائهم في كوريا الجنوبية ليكونوا على استعداد لردع أي اعتداء في المستقبل».

وتابع «سنبني على أسس قوية أصلا وتعاون ممتاز بين عسكريينا وندرس إمكانية تعزيز وضعنا في شبه الجزيرة في إطار الحوار الجاري بيننا».

وتنشر القوات الأميركية قوات قوامها 28 ألفا و500 رجل في كوريا الجنوبية، التي أكد وزير دفاعها كيم تاي يونغ أن بحريتي البلدين ستقومان بتدريب لغواصات قبالة السواحل في إطار الرد على كوريا الشمالية.

وتابع غيبس أنه «ردا على ميل كوريا الشمالية إلى الاستفزاز وانتهاك القانون الدولي، أمر الرئيس أجهزة الحكومة الأميركية بمراجعة السياسات القائمة المتعلقة بالجمهورية الشعبية الديمقراطية الكورية (كوريا الشمالية)».

وأضاف أن «إجراءات حكومة الجمهورية الكورية (الجنوبية) ضرورية ومناسبة تماما»، مؤكدا أن «جمهورية كوريا يمكنها الاعتماد على دعم الولايات المتحدة الكامل».

وستزور كلينتون سيول الأربعاء للقاء الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك وكبار المسؤولين.

وقال البيت الأبيض إن وزير الدفاع روبرت غيتس على اتصال مع نظيره الكوري الجنوبي وسيلتقيه في سنغافورة بين الرابع والسادس من يونيو (حزيران) مع نظرائه الآسيويين. كما اتفق أوباما والرئيس لي على الاجتماع في كندا على هامش قمة العشرين.

ومن جهته وعد الرئيس الكوري الجنوبي بجعل كوريا الشمالية «تدفع ثمن» غرق البارجة الكورية الجنوبية «تشيونان». وعلقت سيول المبادلات التجارية وطلبت خصوصا من مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات على بيونغ يانغ.

وهدد لي ميونغ باك في خطاب تلفزيوني طغت عليه الحدة، الشمال برد عسكري فوري إذا وقع أي عدوان جديد. وقال لي إن «كوريا (الجنوبية) لن تقبل بعد الآن بأي عمل استفزازي من الشمال وستبقي على مبدأ الردع الاستباقي». وفي خطاب حازم جدا، أعلن لي أيضا عن تعزيز «كبير» في الوسائل الدفاعية الكورية الجنوبية.

وقال إن الجنوب تساهل في الماضي مع «وحشية» الشمال، مشيرا إلى تفجير استهدف الرئيس الكوري الجنوبي في بورما وآخر ضد طائرة «بوينغ» تابعة لشركة الطيران الكورية في 1987.

وأضاف «لكن الأمور تغيرت الآن وستدفع كوريا الشمالية الثمن بحجم أعمالها الاستفزازية».

وطالب بيونغ يانغ باعتذارات فورية وبمعاقبة المسؤولين عن الهجوم على البارجة التي تزن 1200 طن وغرقت قبالة سواحل جزيرة بينيونغ. واتهمت بيونغ يانغ سيول بـ«فبركة» الأدلة، مؤكدة أن البلدين باتا «على شفير الحرب».

ونفت بيونغ يانغ باستمرار أي تورط من جانبها في هذا الحادث الذي يعد الأسوأ منذ مقتل 115 شخصا في 1987 في اعتداء على طائرة «بوينغ» تابعة لشركة الطيران الكورية، نسب إلى عملاء كوريين شماليين. وهددت كوريا الشمالية بفتح النار على أي معدات تضعها كوريا الجنوبية على الحدود المشتركة بينهما لبث دعاية معادية لها، كما هددت باتخاذ إجراءات أشد إذا صعدت سيول التوترات.

وأعلن وزير دفاع كوريا الجنوبية، كيم تاي يونغ، أن البحريتين الكورية الجنوبية والأميركية ستقومان قريبا بتدريب مشترك قبالة الساحل الغربي. كما أعلن عن استئناف الدعاية الإعلامية التي تجري انطلاقا من الحدود عبر مكبرات الصوت والمعلقة منذ 2004. وردت كوريا الشمالية بإطلاق النار على مكبرات الصوت.

ومن جهتها انتهزت الولايات المتحدة، التي تدعم بقوة سيول في الأزمة الكورية، فرصة في اليوم الأول من الحوار الصيني الأميركي لتحاول الحصول على تأييد الصين لكنها لم تحصل على التزام واضح من بكين.

واكتفت بكين بالقول إنها ستجري «تقييما» بنفسها ولم تنضم إلى جوقة الإدانات الدولية ضد نظام كيم جونغ إيل رئيس كوريا الشمالية الذي استقبلته بحفاوة الشهر الماضي في واحدة من رحلاته النادرة خارج بلده. في المقابل تبدي واشنطن أكبر تأييد لكوريا الجنوبية.