الإدارة الأميركية تؤكد للحريري رفضها توطين الفلسطينيين قسرا في لبنان

رئيس الوزراء اللبناني يلتقي أوباما وميتشل لبحث فرص السلام

رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري مجتمعا أمس في واشنطن بمساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان (دالاتي ونهرا)
TT

أكدت الإدارة الأميركية لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري التزامها بالسلام الشامل في الشرق الأوسط، بما في ذلك السلام بين لبنان وإسرائيل، وشددت على رفض المقترحات الخاصة بتوطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

جاء ذلك خلال اجتماعات الحريري في واشنطن في أول زيارة له للولايات المتحدة منذ توليه رئاسة الحكومة اللبنانية.

وأعلن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، جيفري فيلتمان، عقب لقائه الحريري أمس أن للبنان «دورا أساسيا في الجهود البعيدة الأمد لبناء سلام شامل في الشرق الأوسط، وتحقيق هذا الهدف سيساعد المنطقة على المضي قدما والتمتع بازدهار واستقرار». وأكد فيلتمان للصحافيين بعد لقائه الحريري أنه «لا يمكن التوصل إلى حل دائم على حساب لبنان».

وكان هذا موضع نقاش الحريري مع المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل في واشنطن أمس، كما كان محور حديثهما خلال اجتماعهما الأخير في بيروت في يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال فيلتمان: «مثلما أكد المبعوث الخاص، ميتشل لرئيس الوزراء الحريري في بيروت، الولايات المتحدة لن تدعم التوطين القسري للاجئين الفلسطينيين في لبنان». وأضاف «المبعوث الخاص ميتشل وفريقه يعملون جاهدين لضمان إبقاء المحادثات بناءة وتزويد طريق دائم للسلام». ويذكر أن مساعد ميتشل، فريد هوف، المسؤول عن المسارين السوري واللبناني يجري مشاورات دورية مع المسؤولين اللبنانيين حول إمكانية دفع السلام بين لبنان وإسرائيل، إلا أن الإدارة الأميركية تبقي ثقلها وراء المسار الفلسطيني - الإسرائيلي والمحادثات غير المباشرة بين الطرفين.

وكان من المرتقب أن يستقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما الحريري والوفد المرافق له في البيت الأبيض عصر أمس، قبل أن يعود الحريري ويلتقي ميتشل. وركزت الإدارة الأميركية خلال الاجتماعات على أهمية السلام في المنطقة لمنع أي نزاع مسلح جديد فيها. وكانت هذه أيضا رسالة رئيس الوزراء اللبناني. وقال مصدر أميركي مسؤول لـ«الشرق الأوسط» إن الإدارة الأميركية حريصة على طمأنة اللبنانيين بأن «السلام في المنطقة لن يكون على حساب لبنان». وأضاف: «نحن ملتزمون بمساعدة لبنان والحرص على استقلاله وسيادته».

واعتبر فيلتمان أن لقاءات الحريري في واشنطن تشكل «فرصة لإعادة التأكيد على التزامنا القوي بالشراكة والعمل معا»، موضحا: «منذ الأيام الأولى من هذه الإدارة، الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية (هيلاري) كلينتون أظهرا دعم الولايات المتحدة المتواصل والثابت للشعب اللبناني من خلال بناء وضمان لبنان مزدهر وديمقراطي ومستقر وسيادي». وتابع: «أتطلع إلى الشراكة الوثيقة المستمرة بين بلدينا لإنجاز السلام والاستقرار والازدهار والحرية في المنطقة وخارجها».

وبحث فيلتمان مع الحريري التطورات الأخيرة فيما يخص التحقيق الدولي باغتيال والده رفيق الحريري. وعبر فيلتمان خلال اللقاء عن «دعم الولايات المتحدة المستمر والالتزام بمحكمة الأمم المتحدة الخاصة بلبنان». وتعتبر الإدارة الأميركية أن التحقيق الدولي يسير بشكل منتظم ومنهجي وغير مسيس، مما جعل التصريحات حول التحقيق خلال الزيارة مقتضبة.

وشملت لقاءات الحريري بحث قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 وأهمية تطبيقه ليكون السلاح في أيدي الدولة اللبنانية فقط ومما يشمل نزع سلاح حزب الله ومنع إسرائيل من اختراق الأجواء اللبنانية. وقال فيلتمان: «بحثنا الحاجة للتطبيق الكامل لكل قرارات مجلس الأمن بما فيها قرارات 1559 و1680 و1701 بالإضافة إلى الحاجة إلى الدعم الدولي المستمر لقوات الأمم المتحدة (يونيفيل) التي قامت بعمل جدير بالثناء بظروف سياسية وأمنية صعبة».

وحضرت السفيرة الأميركية في لبنان ميشيل سيسون لقاء فيلتمان مع الحريري الذي استمر أكثر من ساعة في فندق «فور سيزونز» وسط واشنطن.

ويذكر أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تقوم بجولة آسيوية خلال زيارة الحريري، ليحل محلها في الاجتماعات مع الحريري وكيل وزير الخارجية جيمس ستاينبرغ. ويلتقي الحريري وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس اليوم.