اليمن: ضربة جوية خاطئة ضد «القاعدة» تعصف بمأرب

تدمير أنبوب نفط ومحطة الكهرباء ولجنة رئاسية تتوصل إلى هدنة * إطلاق الزوجين الأميركيين

TT

قالت مصادر محلية في محافظة مأرب اليمنية إن لجنة التحقيق الرئاسية التي شكلها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للتحقيق في حادثة مقتل نائب محافظ المحافظة في غارة جوية، جابر الشبواني، تمكنت، مساء أمس، من التوصل إلى اتفاق مع قبائل عبيدة التي ينتمي إليها الصريع، بإبرام هدنة حتى يوم الجمعة المقبل لإجراء تحقيق في القضية.

وعاش اليمن، أمس، يوما عصيبا ما زالت تداعياته تتواصل، وذلك بعد مقتل أمين عام المجلس المحلي لمحافظة مأرب (نائب المحافظ)، جابر الشبواني في غارة جوية أخطأت هدفها فقتلته و5 من مرافقيه أثناء عودته من منطقة يعتقد أن عناصر من تنظيم القاعدة يوجدون فيها.

وفور شيوع خبر مقتل الشبواني، تحركت قبائل عبيدة وفي مقدمتها آل شبوان وقام مسلحون قبليون بتفجير أحد أنابيب النفط في المنطقة، في حين قام آخرون بإطلاق النار على الكابلات الكهربائية التي تنقل التيار الكهربائي إلى العاصمة صنعاء، ليقطع التيار عن أحياء كثيرة في الأخيرة.

وقالت مصادر محلية وشهود عيان إن مسلحين حاولوا اقتحام القصر الجمهوري ومبنى المجمع الحكومي بمدينة مأرب، إلا أن الجيش تصدى لهم ونشر الدبابات حول المواقع المستهدفة، قبل أن يشتبك المسلحون مع أفراده لتخلف تلك الاشتباكات 12 جريحا بينهم جنديان، وقد سارع عدد من قبائل مأرب للتدخل لتهدئة الأوضاع.

وأعربت الحكومة اليمنية عن أسفها للنتائج التي أسفرت عن استهداف عناصر من تنظيم القاعدة في منقطة وادي عبيدة مساء أول من أمس الاثنين. وقال بيان صادر عن اللجنة الأمنية العليا إنها وإذ «تعبر عن أسفها وتعازيها ومواساتها لأسرة الشهيد ومرافقيه، فإنها تظل ملتزمة بنهج مكافحة الإرهاب ومتابعة العناصر الإرهابية المتطرفة من تنظيم القاعدة التي أضرت بمصالح الوطن والمواطنين».

وجددت اللجنة الأمنية أنها لن تسمح بأن يكون اليمن «ملاذا آمنا لأي عناصر إرهابية في أي زمان ومكان وتحت أي ظرف»، في الوقت ذاته، دعت المواطنين في مختلف مناطق الجمهورية إلى «الإبلاغ عن أي وجود للعناصر الإرهابية والمتطرفة»، وإلى عدم «الوجود بالقرب منهم وذلك حرصا على آمنهم وسلامتهم».

ولتلافي، على ما يبدو، تداعيات الحادث وامتصاص ردود الفعل، شكل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي عاد إلى صنعاء، أمس، من جولة في المحافظات، لمتابعة الموقف، لجنة رئاسية للتحقيق في ملابسات الحادث. وفي وقت لاحق علمت «الشرق الأوسط» أن اللجنة تكونت من وزير الداخلية اللواء الركن مطهر رشاد المصري، ووكيل جهاز الأمن القومي، وعدد من الشخصيات الحكومية والعسكرية. وقالت المصادر إن اللجنة وصلت إلى محافظة مأرب، بعد ظهر أمس، وباشرت مهامها.

وإلى جانب ردود الفعل القبلية المشار إليها سابقا، كانت للحادث تداعيات وردود فعل منددة من قبل الفعاليات السياسية ومنظمات المجتمع المدني، فقد نددت منظمات حقوقية ومجالس قبلية وأحزاب سياسية وحركات جماهيرية، بالحادثة وأدانتها ووصفتها بعدة صفات منها أنها «بشعة» و«جبانة»، وحذرت تلك الأوساط من مخاطرها على الأمن والاستقرار في اليمن ومن جره إلى احتراب أهلي.

على صعيد آخر، أعلن مصدر أمني يمني أمس أنه جرى الإفراج عن الزوجين الأميركيين المختطفين لدى قبائل شردة في مديرية الحيمة الداخلية بمحافظة صنعاء (غرب)، وذلك بعد وساطة قبلية لدى الخاطفين. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر قبلية مطلعة أن وعدا رئاسيا بالإفراج عن السجين المطلوب الإفراج عنه ونقله الوسطاء القبليون إلى الخاطفين، أدى إلى انفراج الأوضاع ونجاح الوساطة.

وكان مسلحون من بيت المهلهل، بني شردة، اختطفوا أمس الزوجين الأميركيين وسائقهما ومترجمهما للمطالبة بإطلاق سراح سجين اتهم بالقتل ثم حلت قضيته قبليا، لكنه لم يفرج عنه وحكم عليه بالسجن 10 سنوات.