أوباما أشار في لقائه مع الحريري إلى خطر نقل الأسلحة إلى لبنان وخرق القرار 1701

رئيس الوزراء اللبناني أنهى اجتماعاته في واشنطن وتوجه إلى نيويورك

رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، يوقع على سجل الزوار في مبنى الكونغرس بواشنطن أمس وإلى جانبه رئيسة المجلس النيابي نانسي بيلوسي (إ.ب.أ)
TT

ركزت زيارة رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، إلى العاصمة الأميركية على تأكيد الإدارة الأميركية حرصها على سيادة واستقلال لبنان من جهة، وأهمية العمل على التوصل إلى حل للنزاع العربي – الإسرائيلي من جهة أخرى. وأفاد البيت الأبيض بعد استقبال الرئيس الأميركي باراك أوباما للحريري، مساء أول من أمس، بأن أوباما أعاد التأكيد للحريري أن تواصل الولايات المتحدة الإقليمي «لن يأتي أبدا على حساب لبنان» وأنه أعاد تأكيد مواصلة الولايات المتحدة الدعم القوي للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وهذا التأكيد يأتي في سياق الانفتاح الأميركي على سورية والعمل على إعادة السفير الأميركي لدمشق بعد مصادقة مجلس الشيوخ الأميركي على المرشح لهذا المنصب. وأضاف البيت الأبيض في بيان حول الاجتماع أن أوباما «عبر عن عزمه مواصلة جهود الولايات المتحدة لدعم وتقوية المؤسسات اللبنانية، مثل القوات المسلحة، وقوات الأمن الداخلي، والإسهام في النمو الاقتصادي وتنمية لبنان».

ومن جهته، شدد الحريري على أهمية دعم استقرار وسيادة واستقلال لبنان خلال اجتماعه مع أوباما، موضحا أن التوصل إلى السلام في المنطقة عامل أساسي لمستقبل لبنان. وأبلغ الحريري أوباما بأن الدول العربية تدعم جهود الإدارة الأميركية لإحلال السلام على الرغم من الشكوك الحقيقية في إمكانية نجاح تلك الجهود. وحذر الحريري بعد اجتماعه مع أوباما في البيت الأبيض أول من امس: «دقات الساعة تسير ضد كل من يؤمن بالسلام العادل». وأضاف: «عبرت عن قناعتي القوية بأن لبنان مستقر ومزدهر، يعتمد في النهاية على التوصل إلى حل سلمي عادل في المنطقة، وحرص الرئيس أوباما على عملية السلام والحاجة للتوصل إلى حل للنزاع العربي - الإسرائيلي كان واضحا». وتابع: «أبلغت الرئيس أوباما بأننا نقدّر بقوة وندعم قيادته ونعلق الكثير من الآمال على جهوده للتوصل إلى حل شامل».

وناقش الحريري قضية السلام مع المبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل أيضا. وقال ميتشل في بيان بعد اللقاء: «نعلم أهمية السلام الشامل للبنان وشعبه، وخلال العقود الأربعة الماضية عانى لبنان للبقاء على قيد الحياة كمنارة للتعددية والتسامح في منطقة تزداد تقلبا وخطورة، وبينما نعمل على جلب السلام الشامل في الشرق الأوسط، نفكر في مستقبل لبنان وشعبه». وأضاف: «في رؤيتنا للسلام الشامل، سيكون لبنان منتفعا أساسيا. لقد أوضحنا، وكررت ذلك لرئيس الوزراء، أنه لا يمكن التوصل للسلام الشامل على حساب شعب لبنان أو سيادة الجمهورية اللبنانية». وكرر ميتشل الموقف الأميركي أن «السلام الشامل لا يمكن أن يشمل ويجب ألا يشمل التوطين القسري للاجئين الفلسطينيين في لبنان».

وساد لقاءات الحريري مع المسؤولين الأميركيين جو ودي، خاصة بعد طمأنته على حرص واشنطن على استقرار لبنان وعدم التحرك في المنطقة على حسابه. وأفاد البيت الأبيض في بيان حول اللقاء في المكتب البيضاوي بأن «الرئيس أشاد برئيس الوزراء لقيادته ولمواصلة إرث والده». وأضاف أن «الرئيس ورئيس الوزراء أعادا التأكيد على التزامهما في تقوية سيادة لبنان واستقلاله ولمواصلة الشراكة الواسعة والبعيدة الأمد بين الولايات المتحدة ولبنان». وتم بحث العلاقات الثنائية والإقليمية في الاجتماع، بما فيها أهمية تطبيق قرارات مجلس الأمن 1701 و1680 و1559. وأشار أوباما إلى «خطر نقل الأسلحة إلى لبنان وخرق قرار مجلس الأمن 1701».

وحرص المسؤولون اللبنانيون والأميركيون على عدم التعليق مباشرة على التقارير التي أفادت سابقا بأن حزب الله حصل على صواريخ سكود عبر الحدود السورية. وردا على سؤال حول ما إذا كانت هذه القضية قد أثيرت مع رئيس الوزراء اللبناني، اكتفت مصادر أميركية ولبنانية بالإشارة إلى مناقشة قرار مجلس الأمن 1701 «في جوانبه كافة» وضرورة تطبيقها. وكانت لقاءات الحريري واسعة ومطولة في واشنطن، شملت مستشار الرئيس الأميركي دينيس روس واتصالا مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، ولقاء وزير الدفاع روبرت غيتس، ومستشار الأمن القومي جيم جونز. والتقى وكيل وزيرة الخارجية الأميركية جيمس ستاينبرغ الحريري مجددا أمس في لقاء حضره مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان، الذي التقى الحريري مرتين أول من أمس. وتوجه رئيس الوزراء اللبناني إلى نيويورك، أمس، لحضور سلسلة اجتماعات أبرزها ترؤس جلسة في مجلس الأمن بحكم ترؤس لبنان دورته الحالية. وتواجه الحريري ملفات مهمة في مجلس الأمن، أبرزها الملف النووي الإيراني وسعي واشنطن لإصدار قرار من مجلس الأمن بفرض عقوبات جديدة على إيران. وقد أثار أوباما خلال اجتماعه مع الحريري قضية الملف النووي الإيراني وضرورة صدور ذلك القرار. وأفاد البيت البيض بأن أوباما هنأ الحريري على «فترة لبنان في ترؤس مجلس الأمن، حيث يسهم لبنان في السلام والأمن الدوليين». وأضاف أن «الرئيس شدد على أهمية الجهود لضمان تطبيق إيران التزاماتها الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية بي جي كرولي: «استخدمنا زيارة رئيس الوزراء الحريري إلى واشنطن للتشديد على أهمية كل الدول التي تلعب دورا الآن في مجلس الأمن»، مؤكدا مواصلة العمل على محاسبة إيران على عدم الالتزام بمعاهدة منع الانتشار الدولية. وقبل مغادرته واشنطن، التقى الحريري أعضاء الجالية اللبنانية في حفل استقبال، ليل أول من أمس، حضره دبلوماسيون وإعلاميون.

وقال الحريري خلال الحفل: «لبنان بخير ما زلتم أنتم بخير»، مضيفا أنه يخاطب الجالية «كمواطن لبناني» يؤكد أهمية تواصلهم مع بلدهم الأم.