الأسد: إسرائيل تعرف أن لا سلام مع سورية دون إعادة الجولان

في مقابلة صحافية أكد فيها أن حل مشكلات المنطقة من مسؤولية دولها

TT

قال الرئيس السوري بشار الأسد «إن أي اتفاق محدود بين سورية وإسرائيل سيبقي المشكلة الفلسطينية دون حل» وإنه «سيكون هدنة أكثر منه سلاما». وعن دور الدول الأخرى للتوصل إلى حلول لمشكلات المنطقة، قال الأسد إن «حل مشكلات المنطقة يقع على عاتق دولها، ولم نعد نؤمن بدور الدول الأخرى، وإذا أراد أحد أن يساعدنا فأهلا وسهلا».

وجاء ذلك خلال مقابلة مع صحيفة «لاريبوبليكا» الإيطالية نشرتها وكالة الأنباء السورية (سانا) أمس. وردا على سؤال حول استعداد إسرائيل لإنجاز المفاوضات مع سورية، أم إنها تريد اتفاقا موسعا يشمل الدول العربية، قال الأسد إنه «إذا كانت إسرائيل مستعدة لإعادة الجولان لا يمكننا أن نقول لا لاتفاقية سلام، ولكن السلام الحقيقي لا يمكن أن يضمنه سوى اتفاق شامل، وإن أي اتفاق محدود بين سورية وإسرائيل سيبقي المشكلة الفلسطينية دون حل، وسيكون هدنة أكثر منه سلاما». لافتا إلى أنه «مع وجود 5 ملايين لاجئ فلسطيني مشتتين في الدول العربية سيبقى التوتر شديدا». وأضاف الأسد «أن إسرائيل تعرف تماما متطلبات السلام، وتعرف أن السلام مع سورية لن يتحقق دون إعادة الجولان حتى آخر سنتيمتر.. وأن الأرض لا يمكن المساومة عليها ولا بد من إعادتها بالكامل». وعبر عن قناعة سورية بـ«أن إسرائيل ليست جاهزة الآن لعقد اتفاق سلام ولا تستطيع فعل ذلك» لأن «المجتمع الإسرائيلي تحول كثيرا نحو اليمين». ورأى أن «الأمل بتحقيق السلام يعود لفقدان إسرائيل واحدا من روادعها الأساسية حيث كانت حتى الآن تعتمد على قوة السلاح، مرددة لا يهمني أن يحبوني المهم هو أن يخافوني، والآن وعلى الرغم من قوتها العسكرية فإن العرب لا يخافونها». وأوضح الرئيس الأسد أن «حل مشكلات المنطقة يقع على عاتق دولها، ولم نعد نؤمن بدور الدول الأخرى، وإذا أراد أحد أن يساعدنا فأهلا وسهلا».

وحول التحالفات الجديدة في المنطقة، قال الأسد إن «هناك تغيرا تاريخيا ليس فقط في الشرق الأوسط بل في دول أخرى مثل الصين والبرازيل التي لم تعد تنتظر استلام أدوارها من قبل أميركا.. وفي منطقتنا هناك ولادة تحالف تفرضه المصالح المشتركة، أي فضاء تتوافق ضمنه السياسات والمبادئ والمصالح، وهي خارطة جديدة يعززها أيضا الجوار الجغرافي، وعلى هذه الأرضية تتحرك القوى الإقليمية وتلك الصاعدة»، مشيرا إلى «أن سورية وإيران وتركيا وروسيا أيضا دول تعمل على الترابط فيما بينها، حتى عمليا من خلال أنابيب الغاز والنفط والسكك الحديدية وشبكات المواصلات وأنظمة نقل الطاقة الكهربائية، وهو إطار كبير واحد يجمع ضمنه 5 بحار، ونتحدث هنا عن مركز العالم من الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب، ولا بد لكل من يتحرك من أن يمر في هذه المنطقة».

وحول الاتفاق الإيراني - التركي - البرازيلي وموقف أميركا والغرب المشكك فيه، قال الرئيس الأسد: «إن ذلك يجعلنا متشككين بأن الغرب لا يود حل المشكلة، ونحن قلقون في المنطقة، لأن ما سيتم فرضه على إيران سيسري أيضا على الآخرين». وأضاف مؤكدا «الواقع أن الطاقة المستقبلية هي النووية، فضلا عن المصادر المتجددة، ونحن أيضا سوف نملكها من أجل إنتاج الطاقة على الأقل، وذلك من حقنا، الحق الذي تضمنه معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية».

وعن العلاقات مع أميركا والمؤشرات المرسلة من إدارة الرئيس أوباما، لفت الأسد إلى وجوب التمييز بين شخص الرئيس أوباما وأميركا كدولة، وقال «للرئيس أوباما نوايا طيبة، والمناخ قد تحسن بالتأكيد، وتم رفع الحظر عن انضمام سورية إلى منظمة التجارة العالمية، ولكن هناك أيضا الكونغرس واللوبي اللذين يتدخلان في علاقاتنا بشكل إيجابي تارة وسلبي تارة أخرى، مؤكدا أن المهم في النهاية هو النتائج».