نصر الله في «معادلة اليوم» يهدد بحصار بحري للموانئ الإسرائيلية

أكد في الذكرى العاشرة للانسحاب الإسرائيلي قدرة حزب الله على استهداف «الجبهة الداخلية»

لبنانيون يستمعون لخطاب حسن نصر الله في جنوب بيروت أمس (إ ب أ)
TT

هدد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله بفرض حصار بحري على الموانئ الإسرائيلية في أي مواجهة مقبلة، مشيرا إلى قدرة الحزب على استهداف أية سفينة تدخل إلى الموانئ الإسرائيلية على البحر الأبيض المتوسط. ورفض نصر الله أن ينفي أو يؤكد حصول الحزب على صواريخ «سكود»، مشيرا إلى أن «كل الكلام عن (باتريوت) و(القبة الحديدة) لا يقدم شيئا مع صواريخنا»، معتبرا أن «تطور التكنولوجيا يجعل كل مدينة وبلدة ومستعمرة ومنشأة في داخل الكيان الصهيوني مهددة. وهذا ما لا يطيقه الإسرائيليون».

وسعى نصر الله في كلمة متلفزة ألقاها في حشد من أنصاره في ضاحية بيروت الجنوبية ليل أمس احتفالا بالذكرى العاشرة للانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان إلى التأكيد على «معادلة الرعب» مع إسرائيل في أية مواجهة مقبلة، وقال إن الحزب «لا يريدها، لكنه لا يخشاها، ويعتقد أنها ستغير وجه المنطقة»، وأكد أن «الإسرائيلي كان يقوم بحروبه وجبهته الداخلية آمنة، ولكن هذا المشهد انتهى إلى غير رجعة»، مشيرا إلى أنه «بعد الـ2006 نحن لدينا جبهة داخلية وهم لديهم، واليوم مرحلة جديدة نُقصف ونقصف، ونُقتل ونقتل، ونُهجر ونهجّر»، معتبرا أن «هذه نقطة ضعفهم الاستراتيجية اليوم».

وقال نصر الله في كلمته إن «عدة عوامل أساسية أدت لهذا الانتصار (الانسحاب)؛ أولا إرادة الناس.. صمود أهلنا وتحملهم بجانب المقاومة، وهنا لا أتحدث عن إجماع شعبي، بل عن أكثرية لأن الإجماع لم يكن موجودا يوما. ثانيا، الاستقرار السياسي والأمني في البلد وانتشار الجيش في كل المناطق وهدوء الساحات الداخلية، وهذا كان من أهم أعمدته الجيش. ثالثا، التعاون والتنسيق بين المقاومة والجيش وتوزيع الأدوار، المقاومة لم تتدخل في عمل الجيش وكان وجودها سريا. رابعا، صمود السلطة السياسية في لبنان في ذلك الحين أمام الضغوط والتهويلات الأميركية، ودعم سورية ودعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية المتنوع والمتعدد، الذي نعتز به ونشكره، وصولا إلى العامل الرئيسي الذي هو المقاومة المضحية والجهادية والمستنفدة للعدو».

واستبعد نصر الله حصول عدوان إسرائيلي جديد على لبنان، معتبرا أن «مناورات (تحول 1 و2 و3 و4) قام بها الإسرائيليون بعد (حرب) عام 2006 ليبحثوا كيفية التصرف عندما تتعرض الجبهة الداخلية للقصف والهجوم، ويوما بعد يوم تضاف أسئلة جديدة إلى كيفية التصرف في حال الحرب»، وسأل: «لماذا إسرائيل لأول مرة في تاريخها تقوم بهذا النوع من المناورات؟ لأن هذا من نتائج حرب تموز (يوليو)». وأردف قائلا: «دائما كان الإسرائيلي يقوم بحروبه وجبهته الداخلية آمنة، وهذا المشهد انتهى إلى غير رجعة، بعد 2006 انتهى هذا الموضوع، نحن لدينا جبهة داخلية وهم لديهم. واليوم مرحلة جديدة؛ نُقصف ونقصف، ونُقتل ونقتل، ونُهجر ونهجّر، وهذه نقطة ضعفهم الاستراتيجية اليوم (...) جبهتهم الداخلية التي كانت محمية في أغلب المواجهات والحروب السابقة.. هذه المرحلة انتهت. اليوم الإسرائيليون من خلال المناورات يريدون طمأنة الجبهة الداخلية من خلال القول: نحن أقوياء وأشداء ومستعدون أن نواجه في أي حرب مقبلة. هناك من يسخر من هذه المناورات ويقول: فلنر نتيجة هذه المناورات عندما تسقط الصواريخ على كل فلسطين المحتلة، كل الضجيج عن الـ(سكود) الذي لا أنفيه ولا أؤكده، ليأتوا بـ250 مليون دولار أميركي من الكونغرس ليساعدوا إسرائيل في (القبة الحديدة) التي لم يثبتوا جدواها، وهذا يري أن الإسرائيليين قلقون بشكل جدي.. هم خائفون من الإقدام على حرب وخائفون من نتائجها، لذلك كل التصريحات الإسرائيلية تريد الهدوء في الشمال».

وأشار نصر الله إلى أن الكلام عن حرب في لبنان «هو لإخافة الناس من جهة ولتطمين الشعب الإسرائيلي داخل الكيان»، وأوضح: «إننا نجد أن إسرائيل، في الوقت الذي تقوم فيه بمناورات، ترسل وفودا إلى كل مكان في العالم وتعرض إغراءات للحيلولة دون أن تبيع هذه البلاد سلاحا لدول الممانعة خشية أن تصل للمقاومة». وحول زيارات الوفود الأجنبية والعربية إلى لبنان، قال إن «لبنان بلد مضياف ونعتز به ولكن أغلب الوفود الأجنبية وبعض الوفود العربية تأتي إلى لبنان لأن فيه مقاومة»، مشددا على أنهم «يأتون ليطمئنوا على إسرائيل وليس على لبنان». ولفت إلى أن «المرة الأخيرة كانت أعصاب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير مرتاحة لأنه اطمأن إلى أن الـ(سكود) لم يدخل إلى لبنان، وبالتالي اطمأن على إسرائيل».

وختم نصر الله خطابه بما وصفه بـ«معادلة اليوم»، قائلا: «أنا أعبر عن إرادة جديدة؛ أنه لو حصلت الحرب التي لا نريدها ولكن لا نخشاها، نعتقد أنها ستغير وجه المنطقة وكلينتون توافقني. في السابق قلنا إن الجبهة الداخلية كلها باتت مكشوفة ونحن نعرف كل شيء عنها وأين يجب أن نستهدف، الإضافة اليوم هي التالية، في الـ2006 وقبلها كانت تمر مناسبات يعمد العدو الإسرائيلي لمحاصرة الساحل اللبناني ومنع أي سفينة أن تصل إلى لبنان، كان ينتشر في المياه الدولية ويقوم بحصار على الشواطئ اللبنانية والموانئ اللبنانية، اليوم نضيف المياه إلى اليابسة، لا أكشف سلاحا جديدا، في الـ2006 استهدفنا السفينة (ساعر 5) رغم إنكار الإسرائيلي الذي اعترف لاحقا أنها أصيبت إصابات بالغة، وما أقوله ليس أننا سنرسل سفنا للمقاومة إلى المياه الدولية، إنما أضيف أنه في أي حرب مقبلة إذا حاصرتم ساحلنا وشواطئنا وموانئنا فإن كل السفن العسكرية والتجارية التي تتجه إلى فلسطين على امتداد البحر الأبيض المتوسط ستكون تحت مرمى صواريخ المقاومة الإسلامية، الآن نتكلم عن البحر الأبيض المتوسط»، واستدرك قائلا: «لم نتحدث عن البحر الأحمر بعد»، وأضاف: «مصممون على أن ندخل هذا الميدان الجديد إن شاء الله، ولن يجرؤ أحد على الذهاب إلى أي ميناء في فلسطين كما سيمنعون من المجيء إلى موانئنا، ويمكن أن نسمح إذا كانت سفينة خارجة من فلسطين المحتلة وتحمل أناسا معها، أن نسمح لها بالمرور». واختتم خطابه بعبارة: «الحرب المقبلة سنواجهها وننتصر فيها ونغير وجه المنطقة».