ميتشل يؤكد أهمية تحديد موعد نهائي لإتمام اتفاق سلام في المنطقة

المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط يتحدث عن إحراز تقدم في مساعيه

TT

أكد المبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل أهمية تحديد موعد نهائي لإتمام اتفاق سلام في الشرق الأوسط، على أمل أن وضع الجدول الزمني سيدفع كل طرف إلى التحرك بصورة أكثر انضباطا تجاه السلام.

وفي خطاب مطول حول السلام وإنهاء الصراعات ألقاه في واشنطن الليلة قبل الماضية، قارن ميتشل بين تجربته في أيرلندا الشمالية وإنهاء الصراع الأيرلندي وفرص نجاح إنهاء الصراع في الشرق الأوسط. وقال إنه يعي الاختلافات الكبيرة بين الحالتين، مضيفا أن «البشر يخلقون الصراعات وهم قادرون على إنهائها». وأضاف أنه واجه مشككين في عمله في حل الصراع الأيرلندي في أواخر التسعينات من القرن الماضي وهو يواجه مشككين مماثلين، لكنه أكد إصراره على مواصلة عمله، موضحا أنه خلال فترة المحادثات مع الأيرلنديين «كثيرا ما بدا وكأننا لا نحرز أي تقدم ولكن واصلنا العمل».

ولفت ميتشل النظر إلى 5 نقاط أساسية يعتمدها لحل الصراعات، أبرزها وضع موعد نهائي للانتهاء من محادثات السلام بعد بدئها. وشرح أنه خلال العمل على عملية السلام الأيرلندية «كنت مقتنعا بأن عدم وجود موعد نهائي كان يعني ضمان الفشل، بينما وجود موعد نهائي لا يضمن النجاح ولكنه على الأقل يعطيه فرصة».

كان ميتشل قد أعلن سابقا أنه يتوقع إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال عامين من بدء مفاوضات السلام المباشرة بينهما.

وأولى النقاط التي أشار إليها ميتشل هي أنه «لا يوجد نزاع لا يمكن حله، فكل النزاعات تبدأ وتستمر من قبل البشر ويمكن الكف عنها». وأضاف: «علينا أن نعمل على عكس الشعور باليأس لخلق جو من النجاح والشعور بأنه يمكن حل المشكلات».

أما النقطة الثانية فهي «التحلي بسياسة معتمدة لعدم الرضوخ إلى العنف، والتحلي بصبر لا حدود له بغض النظر عن صعوبة الأمور»، مضيفا: «من الخطأ القول إن حالات العنف ستعني إنهاء المحادثات، لأن ذلك يدعو الرافضين للسلام للقيام بأعمال عنف». وأضاف أن النقطة الأخرى هي «الاستعداد للتنازل»، مضيفا: «نحن بحاجة إلى استعداد حقيقي لتفهم وجهة رأي الطرف الآخر والتنازل، وهذا أمر يسهل قوله ولكن يصعب فعله». وتابع أن من الأساسي «الإقرار بأن التطبيق بنفس أهمية الاتفاق، من المهم أن لا نتخاذل في التطبيق بعد الحصول على نجاح مؤقت».

وتحدث ميتشل عن حالة «انعدام الثقة» و«التشكيك» التي تصعب حل نزاع الشرق الأوسط، لكنه عبر عن ثقته بالتوصل إلى حل. وشرح: «النقطة الأساسية الالتزام المتبادل للطرفين والدور الأميركي الفعال» في المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية. وأضاف أن ذلك الآن «هدف أميركي أساسي»، مؤكدا في الوقت نفسه «نعلم أنه لا يمكن فرض الحل». وتابع أن من أهم الخطوات حاليا «بناء المؤسسات الفلسطينية والتنمية الاقتصادية» ضرورية للاستعداد لإعلان الدولة الفلسطينية بعد التوصل إلى حل سلمي للنزاع. وعدد ميتشل بوادر النجاح التي ظهرت منذ توليه منصبه قبل نحو 16 شهرا، وهي إقرار حكومة يمينية إسرائيلية إقامة دولة فلسطينية مستقبلية وتجميد البناء في المستوطنات في الضفة الغربية لمدة 10 أشهر بالإضافة إلى عمل السلطة الفلسطينية على وقف التحريض على العنف.

وألقى ميتشل خطابه بمناسبة إحياء ذكرى السياسي الأميركي الشهير دين أتشيسون الذي ساهم في بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. ويذكر أن ظهور ميتشل الإعلامي نادر جدا وطلب من منظمي الندوة عدم فتح المجال للصحافيين بطرح الأسئلة، مفضلا عدم الخوض في تفاصيل حول المحادثات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. واكتفى بالقول إن «أجواء المحادثات غير المباشرة أكثر ايجابية من الماضي القريب»، مشددا على حرصه على الانتقال إلى المفاوضات المباشرة بأسرع وقت ممكن. واختتم بالقول: «الوضع معقد وخطير ومضطرب لكنه ليس من دون أمل»، موضحا: «السلام يتطلب أن نجد طريقة لإنعاش الأمل».