متطرفون يهود يطاردون رئيس موظفي البيت الأبيض خلال زيارته لإسرائيل

يجرون تحقيقا حول نفقاته الشخصية بترتيب مع اليمين الأميركي

متعصب يهودي يحتج على تدمير قبور في يافا امس (رويترز)
TT

منذ وصوله في زيارة خاصة لإسرائيل، نهاية الأسبوع الماضي، يخضع رام عمانوئيل، رئيس طاقم العاملين في البيت الأبيض لملاحقة عدد من نشطاء اليمين اليهودي المتطرف. يزعجونه ويسمعونه الشتائم، ويتهمونه بخيانة شعبه اليهودي. ويدققون في تفاصيل نفقاته الشخصية في محاولة لإيجاد ممسك جنائي ضده، يوقعه تحت طائلة القانون الأميركي الذي يمنع كبار الموظفين من تلقي الهدايا. وكشف النقاب، أمس، أن المتطرفين لا يعملون وحدهم، بل ينسقون هذا النشاط مع قوى في اليمين الأميركي من حركة «المسيحيين الصهيونيين».

يذكر أن رام عمانوئيل هو يهودي إسرائيلي الأصل. ويتعرض منذ تعيينه كبيرا للموظفين في البيت الأبيض، لهجوم من اليمين الإسرائيلي ونسبت إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تصريحات ضده في حينه، واتهم بخيانة مصالح شعبه اليهودي وإسرائيل. وقرر أن يجري حفل البلوغ لابنه الطفل في باحة حائط البراق (المبكى). ومنذ أن عرف أمر الزيارة المقررة، قبل أربعة شهور، بعث قائدا حركة «أرض إسرائيل لنا»، باروخ مارزل وإيتمار بن جبير، برسالة إليه يدعوانه للامتناع عن باحة حائط المبكى، «لأنك تسعى إلى تسليم القدس للعرب بما فيها هذا الحائط». واحتوت الرسالة على تعبيرات مهينة واتهامات جارحة، وجاء فيها: «أنت وضعت نفسك كآخر الناشطين ضد شعب إسرائيل وأرضها. لأسفنا، طيلة السنة الأخيرة من حكم الرئيس باراك أوباما، كنت تهمس في أذنه ضدها. تحرض وتعمل كطابور خامس في البيت الأبيض ضد إسرائيل والشعب اليهودي. وفي الآونة الأخيرة قلت أمام القنصل الإسرائيلي في لوس أنجليس.. مللنا الإسرائيليين. رام عمانوئيل، أنت لست اليهودي الأول في التاريخ الذي يقدم مصالحه على مصالح شعبه، فقد سبقك خونة آخرون مثل يوفوس بلافيوس (مؤرخ وقائد عسكري يهودي وقع في أسر الرومان خلال التمرد الكبير، فاتهمه شعبه بالخيانة) وآخرون. ولكنهم لقوا في النهاية مصيرهم كخونة، أسهموا في الإضرار بشعبهم لقاء المال والجاه». واختتمت الرسالة بالقول: «سنسعى لتذكيرك طيلة الزيارة بأن إسرائيل رغم أنفك ستواصل العيش. فقد عبرنا فرعون، وسنعبرك أنت وأوباما».

وفي أعقاب هذه الرسالة، قرر المسؤولون في البيت الأبيض، إلغاء حفل البلوغ لنجل عمانوئيل في باحة البراق وإجراءه في قاعة مغلقة في قلعة داوود، قريبة من باب الخليل. فأعرب مارزل وبن جبير عن فرحة النصر.

ومنذ أن حضر عمانوئيل إلى إسرائيل، مستهلا زيارته في إيلات، وهذه المجموعة تلاحقه إلى كل مكان. وتهتف ضده وتشتمه من وراء حاجز بشري لرجال الشرطة الإسرائيلية والمخابرات.

ويقف وراء هذه المطاردة، عضو الكنيست ميخائيل بن آري، من حزب الاتحاد القومي اليميني المعارض. ومارزل المذكور أعلاه، وهو المساعد البرلماني للنائب بن آري. وبعث بن آري برسالة إلى المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية يكشف فيها أن عمانوئيل تناول وجبة غداء في مطعم في إيلات على حساب وزارة الخارجية الإسرائيلية ويتساءل عن سبب ذلك: «وحسب التقاليد فإن وزارة الخارجية لا تدعو مسؤولا إلى الغداء إذا كانت زيارته شخصية، فكم بالحري، عندما يجري الحديث عن شخصية من نوع عمانوئيل، الذي يدير سياسة لا سامية في البيت الأبيض». ويضيف بن جبير صراحة أن عناصر في اليمين المعارض في الولايات المتحدة اهتمت بحكاية الدعوة إلى الغداء وهي تحقق فيما إذا ارتكب مخالفة جنائية بقبوله هذا الغداء.

وقال بن جبير، في حديث مع إذاعة المستوطنين، إن عمانوئيل ليس فقط ضد إسرائيل، بل يعمل ضدها. ويهمس بأذن أوباما أمورا شريرة ضدها. وهو الذي تسبب في تجميد البناء الاستيطاني (الجزئي المؤقت). فسألوه: وهل نشاطكم ضده يساعد على تغيير موقفه أم أنه يشدده؟ فأجاب: «وهل النفاق الذي تبديه الحكومة الإسرائيلية والمسؤولون والصحافة سيساعد على تغيير مواقفه؟».