بغداد: 14 قتيلا في أكبر عملية سطو مسلح على محلات للصاغة

مقتل أحد المنفذين واعتقال اثنين.. وتقارير عن تورط أشخاص يعملون في مؤسسات حكومية

مسدس مزود بكاتم صوت استخدم من قبل مسلحين مجهولين في عميلة سطو استهدفت محلات بيع ذهب في بغداد أمس (رويترز)
TT

بعد أقل من أسبوع على تحذيرات كان قد أطلقها المتحدث باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا، بوجود مخططات لتنظيم القاعدة للقيام بعمليات سطو على مصارف ومحال بيع الذهب بهدف تمويل عملياته في العراق، شهدت منطقة البياع في بغداد صباح أمس أكبر عملية سطو على محال المجوهرات قضى فيها 14 شخصا.

وقالت مصادر أمنية عراقية إن نحو «عشرة مسلحين اقتحموا 11 محلا لبيع الذهب والمصوغات في شارع العشرين في البياع وسرقوا محتوياتها قبل أن يقتلوا 14 شخصا، غالبيتهم من أصحابها، بإطلاق النار عليهم»، وتابعت أن «المهاجمين وضعوا عبوات ناسفة في المحلات عمل خبراء المتفجرات على تفكيكها».

وأوضحت قيادة عمليات بغداد أن أحد المسلحين قتل واعتقل اثنان آخران فيما يجري البحث عن آخرين. وأضافت أن قواتها قد طوقت مكان الحادث في منطقة البياع جنوب غرب بغداد لتقوم بحملة بتفتيش المنازل في المنطقة ودعت السكان إلى التعاون معها. وأضافت أنه تم العثور على سيارة تركها المنفذون وضبطت فيها أسلحة كاتمة للصوت ودروع واقية من الرصاص. كما نقل مصدر أمني عن ضابط رفيع قوله، دون تفاصيل، إن «بعض النساء متورطات في الحادث، وكذلك أشخاص يعملون في مؤسسات حكومية»، حسبما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية».

وجاءت عملية أمس بعد أقل من أسبوع على تحذيرات أطلقها اللواء عطا من أن الأجهزة الأمنية نجحت «في قطع منافذ تمويل الجماعات الإرهابية وبخاصة تنظيم القاعدة، وأنهم يعانون حاليا من نقص حاد في التمويل مما يجعلهم وبحسب معلومات استخباراتية يبحثون عن مصادر بديلة تتمثل بالسطو على مصارف حكومية وأهلية ومحال بيع الذهب للحصول على الأموال، وأن قوات بغداد وضعت خطة محكمة لتكثيف وجودها في المناطق المستهدفة».

إلى ذلك، قال أحد أصحاب محال صياغة الذهب في منطقة بغداد الجديدة لـ«الشرق الأوسط» إن أغلب المتخصصين ببيع الذهب والمجوهرات، وبعد تحذيرات قيادة عمليات بغداد «اتخذوا إجراءات معينة منها تقليل كمية الذهب المعروض في المحال وأيضا الأموال، وأيضا تأمين سلاح خفيف في المحل لكن رغم ذلك فهي إجراءات لا يمكن لها صد هجمات بهذا الحجم، وهنا على الأجهزة الأمنية تكثيف نشر قواتها في المناطق التجارية». وأوضح التاجر أن هكذا هجمات يمكن أن تحدث في العاصمة لكنها شبه مستحيلة في مدن العراق الأخرى فأغلب مدن العراق مغلقة ومسيطر عليها من قبل الأجهزة الأمنية وهي اصغر من بغداد.

يشار إلى أن صاغة الذهب في بغداد كانوا محصورين سابقا بشكل شبه تقريبي في أبناء طائفة الصابئة المندائيين الذين رحلوا بإعداد كبيرة إبان أعوام الفوضى التي تلت الاجتياح الأميركي للعراق ربيع العام 2003. وقد تعرضت محلات الصاغة إلى العديد من الهجمات في بغداد في الآونة الأخيرة. يذكر أن سبعة أشخاص لقوا مصرعهم، بينهم ثلاثة من الصابئة، خلال السطو على محل للمجوهرات في سوق الطوبجي في شمال بغداد في أبريل (نيسان) 2009.