«سي آي إيه» سعت لفبركة أشرطة فيديو لابن لادن

خططت لإسقاط صدام حسين بشريط إباحي مزيف

TT

في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأميركي لتنظيف سمعة وكالات الاستخبارات الأميركية، بعد أن حظر أساليب الاستجواب القاسية التي كانت تُستخدم في إطار الحرب على الإرهاب إبان حقبة الرئيس جورج بوش، كشف عميلان سابقان أنها خططت لشن حملة على الرئيس الأسبق للعراق صدام حسين عبر شرائط فيديو إباحية مزورة قبيل حرب العراق. وقالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن وكالات الاستخبارات الأميركية خططت لإسقاط صدام حسين عام 2003، عبر وسائل منها نشر شريط جنسي مفرك له، أو اختراق التلفزيون العراقي بإعلان سقوط النظام. وأوضحت الصحيفة أنه «تم التفكير في عمل شريط جنسي لصدام حسين مع طفل، بحيث يظهر وأنه قد تم تصويره من زاوية سرية في غرفته، مما سيؤدي إلى صراع بينه وبين أركان نظامه، وأما الطريقة الأخرى فهي اختراق التلفزيون الرسمي بإعلان يقول إن السلطة انتقلت إلى نجله عدي». وأضافت الصحيفة أن «القادة الكبار في جهاز الاستخبارات الأميركية المركزية رفضوا هذه الأفكار»، وتتابع «لكن هذا لم يمنعهم من تصميم شريط فيديو مزور لزعيم القاعدة أسامة بن لادن وهو يشرب الخمر وحوله مجموعة من الشواذ.. والذي بدوره لم يتم نشره حتى الآن».

وتحدثت صحيفة «الغارديان» البريطانية في عددها الصادر أمس عن الحيل التي اقترحها عملاء وكالة الاستخبارات الأميركية لتقويض سمعة ونظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين تمهيدا لشن الحرب عليه عام 2003. وقالت إن الهدف كان شن حملة لجلب العار للرئيس العراقي صدام حسين، حيث تبين أنها كانت تخطط سرا لإغراق العراق بشرائط فيديو مزيفة، تظهر الرئيس العراقي الراحل كما لو كان يمارس الجنس مع صبي في سن المراهقة. وأوضحت الصحيفة في مستهل حديثها أن المخابرات الأميركية وضعت في هذا الإطار مجموعة من الأفكار لتشويه سمعة صدام حسين في نظر شعبه، وكانت حيلة «الشريط المزيف» هذه واحدة من الطرق التي كانت تعتزم تنفيذها، بحسب ما أكده اثنان من المسؤولين السابقين بالـ«سي آي إيه» ممن كانت لديهم دراية بذلك المشروع. ونقلت الصحيفة في هذا السياق عن أحد هذين المسؤولين قوله «كان من المخطط أن يبدو المقطع المصور كما لو كان قد تم التقاطه في الخفاء بوساطة كاميرا، وكان الأمر سيبدو وكأنه تصوير سري لجلسة جنسية، ومن ثم يتم إغراق العراق بتلك المقاطع». كما كانت هناك فكرة أخرى تقضي بأن يتم قطع البرامج التلفزيونية العراقية لبث نشرة إخبارية وهمية، يقوم فيها أحد الممثلين بلعب دور صدام حسين، ليقوم بالإعلان عن تنحيه لصالح ابنه عدي. وتشير الصحيفة هنا كذلك إلى أن مكتب الخدمات التقنية التابعة للوكالة الاستخباراتية قد تعاون في صياغة تلك الأفكار، التي اشتملت أيضا على إدخال رسائل وهمية في الجزء السفلي من الشاشة في نشرات الأخبار العراقية. وهي الحيلة نفسها التي كانت تعتزم الوكالة انتهاجها أيضا مع زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، حيث تبين - وفقا لما ذكرته الصحيفة - أن المخابرات الأميركية «سي آي إيه» صممت بالفعل مقطعا مصورا، يظهر أسامة بن لادن ورفاقه، وهم جالسون حول شعلة من النار، ويحتسون زجاجات من الخمور، ويتلذذون بمغامراتهم مع مجموعة من الصبية، على حسب ما ذكره أحد المسؤولين السابقين بوكالة الاستخبارات المركزية، الذي أضاف قائلا «تم اختيار الأشخاص الذين ظهروا في ذلك المقطع من بعض الموظفين الذين يعملون معنا ويتميزون بكون بشرتهم داكنة». بينما كشف المسؤول الثاني عن أن جميع تلك المشروعات قد توقفت لعدم الاتفاق بالإجماع على إقرارها. وتابع بقوله «واجهنا أيضا معارضة شديدة من جانب جيمس بافيت، رئيس قسم العمليات آنذاك في الوكالة، وكذلك من نائبه، هيو تيرنر. وقد كانت تلك الأفكار مثيرة للسخرية بكل وضوح. فقد تم اقتراحها من قِبل أناس قضوا حياتهم الوظيفية في أميركا اللاتينية أو شرق آسيا، دون أن تكون لديهم دراية بالظلال الثقافية للمنطقة». ونقلت الصحيفة في هذا السياق عن مسؤول ثالث سابق بالـ«سي آي إيه» اتفاقه مع هذا الرأي، حيث قال «إن تصوير صدام وهو يلعب مع صبية لن يكون له أي صدى في الشرق الأوسط، ولن يهتم أحد. وبمحاولتنا شن مثل هذه الحملة، سوف يتضح أن هناك سوء فهم تاما للهدف المقصود». ويعود المسؤولان السابقان ليكشفا عن حقيقة أن الوكالة لم يكن لديها في واقع الأمر ما يكفي من المال والخبرات اللازمين لتنفيذ المشاريع. وبحسب ما تظهره الوثائق التاريخية لغزو العراق عام 2003، فإن أنجع مشاريع «الحرب المعلوماتية»، كان ذلك المتعلق بإرسال فاكسات ورسائل عبر البريد الإلكتروني إلى قادة الوحدات العراقية مع بدء الأعمال القتالية، لإخبارهم بأن موقفهم ميئوس منه، وحثهم على الاستسلام، والعودة إلى ديارهم، لأنه كان محكوما عليهم بالهزيمة.