«الشرق الأوسط» تنشر بنود مسودة القمة الفرنسية ـ الأفريقية المرتقبة

قادة الدول المشاركة يلتزمون بمحاربة الإرهاب والجريمة وتهريب السلاح والقرصنة

TT

تلتئم في مدينة نيس الفرنسية يومي 31 من مايو (أيار) والأول من يونيو (حزيران)، القمة الفرنسية - الأفريقية الـ25 بمشاركة 52 وفدا أفريقيا إلى جانب فرنسا فضلا عن ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمة «الفرنكفونية» ومنظمة «الفاو».

وكانت القمة مقررة أصلا في شرم الشيخ بداية العام الحالي، غير أنه تم نقلها إلى فرنسا لتحاشي إحراج مصر بسبب اضطرارها إلى دعوة الرئيس السوداني عمر حسن البشير لحضورها فيما لو حصلت على أراضيها وهو ما رفضته باريس قطعا. واعتبرت فرنسا وقتها أنه «من غير المقبول» دعوة الرئيس السوداني بسبب مذكرة التوقيف الصادرة بحقه في شهر مارس (آذار) من العام الماضي من قبل المحكمة الجنائية الدولية.

وحتى أمس، لم تكشف فرنسا عن مستوى تمثيل السودان في قمة نيس علما أن دعوة وجهت إلى السودان وليس إلى الرئيس البشير لحضورها. وينتظر حضور رؤساء مصر والجزائر وتونس فيما لم يتأكد بعد حضور ملك المغرب ولا الزعيم الليبي معمر القذافي.

وسيسبق القمة اجتماع لوزراء خارجية الدول المعنية يوم الأحد وستكون مهمتهم تمهيد الطريق لمناقشة المواضيع السياسية التي سيتناولها رؤساء الدول والحكومات يومي الاثنين والثلاثاء والموافقة على مسودة البيان الختامي. وسيكون موقع أفريقيا في المنظمات الدولية والحرب على الإرهاب في أفريقيا وموضوع الأمن والسلم والنزاعات الإقليمية وسبل حلها والمخدرات والهجرة فضلا عن الملفات الاقتصادية التي تشغل أفريقيا وسائل التمويل المتجددة التي تحتاج إليها المحاور التي ستدور حولها المناقشات.

وحصلت «الشرق الأوسط» على نص مقررات قمة نيس التي تتشكل من 18 فقرة و4 صفحات. وحتى أمس، كانت بعض الفقرات والصياغات موضع مشاورات بين العواصم المعنية للاتفاق على صيغ نهائية. وتشدد الفقرة الثانية على الحاجة «لإصلاح عاجل» لمجلس الأمن الدولي «لمنح مقاعد أعضاء دائمين» لدول أفريقية فيما تدعو الفقرة الثالثة إلى تمثيل أفريقيا في إطار مجموعة العشرين. وجاء في التوصيات التزام فرنسا التي سترأس مجموعة العشرين في الشهور القادمة دعوة رئاسة الاتحاد الأفريقي للمشاركة في قمة العشرين. وتلتزم فرنسا بموجب الفقرة الرابعة على أن تنحصر مهمة قواتها المرابطة في أفريقيا بدعم عمل الدول الأفريقية والاتحاد الأفريقي والمنظمات الإقليمية لتحسين نظام الأمن الجماعي ودعم القوة الاحتياطية الأفريقية لإدارة أزمات القارة. وتلتزم فرنسا بتوفير 300 مليون يورو لأمن أفريقيا وتأهيل 12 ألف جندي أفريقي لمهمات حفظ السلام في القارة من الآن وحتى عامين. وتنص الفقرة الخامسة من التوصيات على التزام المشاركين بالاهتمام «بشكل أولي» بالتهديدات العابرة للحدود مثل الإرهاب والقرصنة واللصوصية البحرية وتهريب السلاح والجريمة المنظمة والمخدرات والاتجار بالبشر. وعبر المشاركون عن عزمهم على «التعاون الإقليمي لمكافحة هذه الجرائم بشكل شمولي».

وتكرس التوصيات 3 فقرات للموضوع البيئي ومكافحة التغيرات المناخية التي تعاني منها أفريقيا بالدرجة الأولى وتشير إلى الاتفاق على إنشاء منظمة عالمية للبيئة يكون مقرها في نيروبي واستصدار قرار من الأمم المتحدة العام القادم إبان ترؤس فرنسا لمجموعتي الثمانية والعشرين وفقرة لحث البلدان الأفريقية على التعامل الجماعي مع مشكلة الطاقة بالاستناد إلى استغلال الطاقة الشمسية.

وتفرد التوصيات فقرة مطولة عن موضوع الهجرة والحاجة إلى التعامل معها عن طريق المساعدة على تنمية البلدان الأفريقية وبالاستناد إلى الميثاق الأوروبي للهجرة ولخلاصات الحوار الأوروبي - الأفريقي كما صدرت عن مؤتمري الرباط وباريس.

وترصد التوصيات فقرتين لتوفير التمويل للمشاريع الاقتصادية والاجتماعية والاستثمارية في أفريقيا. وتلتزم باريس وفق هذه التوصيات بالسعي إلى إنشاء صندوق أوروبي لضمان الاستثمارات في أفريقيا. وترصد التوصيات مكانا بارزا للأمن الغذائي في أفريقيا. وفي هذا الإطار، تلتزم باريس بالاستفادة من رئاستها لمجموعتي الثمانية والعشرين بالعمل لإيجاد آلية دولية لمواجهة تقلبات أسعار المواد الأولية وتعزيز الأمن الغذائي عبر إنشاء صندوقين، أحدهما للمستثمرين والآخر لدعم المشاريع الزراعية في أفريقيا. ونصت الفقرة الأخيرة على اتفاق رؤساء الدول والحكومات على الاجتماع مرة كل 3 سنوات على أن يجتمع وزراء الخارجية قبل نهاية العام القادم لمراجعة تنفيذ التوصيات الصادرة عن قمة نيس.