ضابط مهتم بإصلاح التعليم في نيويورك مرشح لثاني أعلى منصب فيها

ازدياد الاهتمام الأميركي بمنصب نائب الحاكم

كومو (يمين) أثناء إعلانه اختيار دوفي ضمن بطاقته لانتخاب حاكم نيويورك (نيويورك تايمز)
TT

كان إطلاق الرصاص على ضابط شرطة من قبل طالب الصف السادس المنقطع عن الدراسة، بالنسبة لروبرت دوفي عمدة روتشيستر بنيويورك، رسالة عاجلة بأن مدينته لن تتمكن من النهوض ما لم تعمد إلى إصلاح نظامها التعليمي الواهن. وقال دوفي في أعقاب إطلاق المراهق الرصاص على رأس الشرطي، في واحدة من حوادث إطلاق الرصاص التي قام بها عدد من الأحداث في السنوات الأخيرة: «يجب أن نعيد التفكير لندرك الخطأ الذي ارتكبناه».

موقف دوفي الداعي إلى الإصلاح كان وراء إعلان المدعي العام لولاية نيويورك أندرو كومو عن اختياره كنائب له في الترشح لمنصب حاكم الولاية، وأنه اختار سياسيا شهيرا وضابط شرطة سابقا معروفا بجهوده من أجل السيطرة الأمنية على مدارس روتشيستر.

لقي اختيار كومو لدوفي إشادة بالغة من الديمقراطيين الذين عملوا إلى جانب دوفي على الرغم من أمل بعض الأعضاء داخل الحزب اختيار كومو مرشحا أميركيا من أصول أفريقية أو لاتينية إلى قائمته. اعترف كومو خلال المؤتمر الصحافي الذي قدم فيه دوفي كنائب له في الانتخابات والذي عقده في مانهاتن بالحاجة إلى التنوع لكنه أشار إلى أن عمدة روتشيستر سيحقق التوازن الجيوغرافي. وتساءل كومو في المؤتمر: «هل بإمكانك دائما أن تحصل على التنوع الذي ترغب فيه؟ كلا». اختيار نائب للحاكم لم يعد أمرا ثانويا في نيويورك بالنظر إلى أن الرجل الذي انتخب نائبا لحاكم الولاية قبل أربع سنوات، ديفيد إيه باترسون، صار حاكما بعد أن استقال إليوت سبيترز نتيجة فضيحة جنسية، وهو ما أثار التساؤلات حول حكمة اختيار سبيترز. ويرجع تفكير كومو في ترشيح دوفي كنائب إلى أواخر العام الماضي، عندما رأى فيه مرشحا قادرا على نقل سياسته في شمال الولاية إلى حكومة الولاية التي يهيمن عليها الديمقراطيون من مدينة نيويورك وحتى لونغ أيلاند.

إضافة إلى ذلك فإن دوفي يشارك كومي آراءه في الفلسفة المالية الوسطية ووجهات النظر الاشتراكية التي تميل تجاه اليسار، والرجلان يتبعان المذهب الكاثوليكي، ويؤيدان زواج المثليين وحق الإجهاض. وتمت الموافقة على ترشيح دوفي كنائب لكومو من قبل الحزب في أعقاب وقت قصير من الإعلان عن الاختيار.

تنافس مع دوفي مرشحان آخران غير معروفين نسبيا أعلنا رغبتهما في خوض الترشح لكنهما لم ينالا دعما من الحزب لمنصبي الحاكم والنائب، ومن ثم تأكد وجود دوفي في موقع نائب الحاكم.

سيقوم الجمهوريون أيضا بعملية اختيار من بين أربعة مرشحين لمنصب الحاكم خلال الأشهر الستة القادمة وهم ريك لاتزيو، النائب السابق في الكونغرس من لونغ أيلاند، وستيفي ليفي رئيس مقاطعة سوفلك كاونتي، وكارل بالادينو من بوفالو، ومايرز ميرمل رجل العقارات من مانهاتن. انتخب دوفي، 55 عاما، أحد أبناء روتشيستر، للمرة الأولى عام 2005 ولقي كثيرا من الدعم داخل المدينة، التي يبلغ عدد سكانها 200 ألف نسمة، ما جعله يفوز بالانتخابات العام الماضي بالتزكية. قضى دوفي أغلب حياته المهنية في سلك الشرطة التي انضم إليها عام 1976 وتولى قيادتها عام 1998. ومن بين الأمور الأخرى التي تعرف عن دوفي أنه أسهم في تطوير نسخة محلية من «كومب ستات»، وهو نظام لمحاربة الجريمة يعتمد على قاعدة بيانات. ويطبق هذا النظام في نيويورك كما تم تطبيقه في أماكن أخرى عبر البلاد.

ويتوقع أن يواصل دوفي المعروف بشخصيته الاجتماعية والقدرة على الفوز على الخصوم العمل كعمدة حتى نهاية العام. وأشار أخيرا إلى أنه سيواصل الدفع من أجل المزيد من السيطرة على منصب عمدة المدينة. وتقول ستيفاني إيه ماينز عمدة مدينة سيراكيوز التي حضرت خطاب حالة المدينة الذي ألقاه بداية العام الحالي إنه أخبرها أن «هذا جحيم أستعد للموت فيه».

لكن دوفي قال أخيرا إنه سيتمكن من القيام بالمزيد من أجل سكان مدينته وباقي مدن الولاية كجزء من إدارة كومو. وقال وهو يقف إلى جانب كومو في المؤتمر الانتخابي الذي عقد في ميدتاون: «لقد قبلت الترشيح لسبب واحد وهو أنني أؤمن بهذا الرجل. لقد شاهدت الفشل الذريع الذي شهدته الولاية، لكن ما يمكننا القيام به هو وضع المزيد من الأعباء الحكومية على كاهل الأفراد».

يأتي اختيار دوفي في أعقاب التوقعات بتقديم إدارة باترسون تشريعا يمنح العمدة دوفي المزيد من السيطرة الأمنية على مدارس روتشيستر ومن المتوقع أن يواجه القانون معارضة من القادة العماليين لكنه يجد دعما من كبار الديمقراطيين في ألباني، عاصمة الولاية.

وقال دوفي هذا العام، متحدثا عن الطريقة الكلية لمواجهة المشكلات المتعددة التي تواجه مدينته الآخذة في الانكماش: «بعد الاطلاع على الرابط بين فشل نظامنا التعليمي، والجريمة، وانخفاض عدد السكان، أستطيع أن أقول إن الوقت قد حان للقيام بأمر مختلف في مدارسنا».

يعتبر دور نائب الحاكم غامضا، لكن كومو قال إنه لا يريد «التقليل من شأن» تلك الوظيفة. وأشار إلى أن دوفي قد عمل على تطوير شمال ولاية نيويورك بصورة غير مسبوقة على الرغم من محاولات الحكام السابقين وفشلهم في القيام بتحول للفرص الاقتصادية في شمال الولاية.

وقال كومو عن دوفي «إنه خفض فعليا الضرائب في مدينة روتشيستر في الوقت الذي كانت الضرائب ترتفع في جميع أنحاء الدولة». وأضاف: «لقد فعل في روتشيستر ما يتعين علينا القيام به في ولاية نيويورك».

دوفي متزوج وله ابنتان في العشرينات من عمرهما، تلقتا تعليمهما في المدارس الكاثوليكية وتخرجتا من معهد روتشيستر للتكنولوجيا وبعد أن تولى رئاسة قوة الشرطة في المدينة حصل على درجة الماجستير من جامعة سيركيوز.

ويقول شيلدون سيلفر المتحدث باسم مجلس المدينة إنه عمل مع دوفي في عدد من القضايا وإنه يحترمه إلى درجة كبيرة. وقال: «أحب الطريقة التي يعمل بها مع فريقه والذين كان أغلبهم لا يدعمونه في الأصل». لكن سيناتور الولاية روبن دياز أحد الديمقراطيين البارزين قال إنه كان يفضل بايرون براون عمدة مدينة بوفالو الأميركي ذا الأصول الأفريقية. وقال ربما كان ذلك سيقيم التوازن في الترشيح.

* شارك مايكل بارارو وخافير هيرنانديز في إعداد هذا التقرير

* خدمة «نيويورك تايمز»