روسيا: تصريحات إيران «انفعالية».. وجهودنا لحل الأزمة لاقت تجاهلا متكررا من طهران

أردوغان يقوم بزيارة غير مسبوقة إلى البرازيل * أنقرة: أميركا أوجدت «وضعا عبثيا»

أردوغان مع الرئيس البرازيلي قبل بدء مباحثاتهما في برازيليا أمس وذلك في أول زيارة لرئيس وزراء تركي للبرازيل (رويترز)
TT

اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أنه على إيران أن «تلتزم التزاما تاما» بتطبيق الاتفاق الموقع مع البرازيل وتركيا حول تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج لكي ينجح.

وقال لافروف للصحافيين: «ليست هناك ضمانات بنسبة مائة في المائة. عدد هائل من الأمور سيتوقف على الطريقة التي ستفي بها إيران بواجباتها. إذا نفذت هذه الالتزامات بدقة فإن روسيا ستدعم فعليا تطبيق الخطة التي قدمتها تركيا والبرازيل». ووقعت إيران في 17 مايو (أيار) اتفاقا ينص على تبادل 1200 كلغ من اليورانيوم القليل التخصيب في تركيا مقابل 120 كلغ من الوقود المخصب بنسبة 20 في المائة قدمتها القوى الكبرى مخصصة لمفاعل الأبحاث في طهران. وقال لافروف «نرحب بهذا التقدم. في الواقع يفترض أن يضع إذا طبق، بوادر حل لمشكلة محددة - تسليم وقود المفاعل - وأن يحسن الأجواء لاستئناف المفاوضات». ورفضت روسيا انتقادات إيران للكرملين لدعمه مسودة العقوبات وقالت إن المحاولات الروسية لحل الأزمة المتعلقة ببرنامج إيران النووي لاقت تجاهلا متكررا من طهران. وردا على سؤال من صحافي حول انتقادات أحمدي نجاد لموسكو قال لافروف أمس إنه يعتبر التصريحات «انفعالية». وتابع: «نأسف بشدة، لأن استجابة إيران وعلى مدى سنوات وليس شهورا فقط لهذه الجهود كانت وبأقل ما يقال غير مرضية».

كما أوضح أن تصريحات نجاد في حال دقة ترجمتها إلى اللغة الروسية والتي تدعو روسيا إلى عدم الانقياد وراء الآخرين «هي ما نرد عليه بتأكيد أن موسكو لم تنصع يوما إلا لمصالحها الوطنية ومسؤوليتها كدولة كبرى تجاه كل القضايا المصيرية ومنها القضية الإيرانية». واستطرد قائلا إن بلاده رحبت بالاتفاق الثلاثي، لكنه عاد لينوه بأن روسيا لا تملك الضمانات الكاملة بنسبة مائة في المائة على أن الاتفاق سوف يتم تنفيذه.

إلى ذلك، شددت تركيا أمس على أنه سيكون «من غير المعقول» رفض الاتفاق مع طهران، وأخذت على حليفها الأميركي أنه اوجد «وضعا عبثيا» عندما طلب فرض عقوبات جديدة على طهران خلال الأيام الماضية. وقال المتحدث باسم الخارجية التركية براك اوزوغيرجين أن الاتفاق النووي لا يقترح حلا شاملا للأزمة الإيرانية «لكنه يشكل خطوة إلى الأمام لتسوية مسالة تبادل (الوقود) التي تمثل أحد العناصر الأساسية في الملف». وأعلن: «صحيح أن نصف الكأس فارغ.. لكننا نرى أنه ينبغي القيام بخطوات أخرى لملئه»، مضيفا: «من غير المعقول رفض الاتفاق عبر التأكيد أن نصف الكأس فارغ». وانتقد الدبلوماسي التركي واشنطن التي طرحت في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يتضمن عقوبات جديدة ضد إيران، فور الإعلان عن الاتفاق الإيراني البرازيلي التركي. ولفت المتحدث إلى أن «طرح القرار غداة الخطة يعني أنكم تفضلون تجاهل بعض التطورات»، متحدثا عن «وضع عبثي». وأضاف المتحدث التركي: «إذا ما استمرت الشبهات حول التخصيب، فإنه يتعين على الأطراف أن تتباحث. وأننا نطلب منهم وضع خطة (تبادل اليورانيوم) على حدة ومتابعة» المباحثات.

من جانبه، أشاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارة لا سابق لها إلى البرازيل أول من أمس، بالعلاقات المتنامية بين تركيا وأكبر بلد في أميركا اللاتينية وخصوصا التعاون الدبلوماسي في الملف النووي الإيراني. وقال رئيس الوزراء التركي خلال مؤتمر مع رؤساء شركات من البلدين العضوين غير الدائمين في مجلس الأمن الدولي، إن البلدين «يملكان الشجاعة للتصدي لملف دبلوماسي كان يقلق الأسرة الدولية». وقال أردوغان إن الشراكة التركية البرازيلية في مجالات أخرى «تظهر أننا نعمل معا بشكل جيد». ودعا أرباب العمل في البلدين إلى «الاستفادة من هذه العلاقة لسبر الفرص»، مشددا على الجو الاستثماري القوي في بلده.

وزيارة أردوغان هي الأولى لرئيس وزراء تركي إلى البرازيل، وتندرج في إطار جولة تشمل الأرجنتين وتشيلي أيضا، بعد أن يحضر مؤتمرا حول حوار الحضارات في ريو دي جانيرو. وتبلغ قيمة المبادلات التجارية بين تركيا والبرازيل 1.5 مليار دولار ولكن أردوغان دعا إلى زيادتها. وأضاف أنه يتوقع أن يلعب اتفاق تجاري بين تركيا ومجموعة دول أميركا الجنوبية (ميركوسور) يجري التفاوض بشأنه «دورا مهما في العلاقات بين البلدين»، تركيا والبرازيل. من جهته، أكد وزير التجارة البرازيلي ميغيل جورجي على عمق العلاقات بين البلدين. وقال إن «تركيا والبرازيل تعيشان لحظة استراتيجية».

وعلى صعيد متصل وفي المنامة أكدت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل أمس أن بلادها تريد حلا سلميا ودبلوماسيا لأزمة الملف النووي الإيراني، داعية إيران إلى «التفكير» مليا في ما تعرضه عليها الدول الغربية، كما شددت على أهمية إرساء الاستقرار في اليمن. وقالت ميركل في خطاب ألقته في العاصمة القطرية الدوحة: «هنا في قطر أنتم جيران إيران المباشرين ولذا أقول بشكل مباشر إن هذا النزاع يجب أن يتم حله بطريقة سلمية ودبلوماسية وألمانيا تريد المساهمة في هذا السياق».

وأضافت بحسب الترجمة المباشرة الرسمية لخطابها: «لكن نحن في رأينا أن إيران لا تتمتع بالشفافية الضرورية تجاه الوكالة الذرية، ولذا نحن نعمل على تشديد العقوبات ضد إيران في إطار مجلس الأمن». وأعربت ميركل عن السرور لأن «روسيا والصين قررتا أن تتخذا مسارا بناء في هذا النقاش ونحن الآن نعمل على تطوير هذه العقوبات وحققنا تقدما». وقالت: «أكرر أن إيران عليها التفكير مليا في قبول عرض المجتمع الدولي، وهدفنا واضح جدا، وهو إلا تمتلك إيران أسلحة نووية». من ناحيته كرر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس أن اتفاق الوقود النووي الذي يستهدف تخفيف المخاوف الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني قد يكون خطوة إيجابية. وقال أثناء وجوده في ريو دي جانيرو إن قيام إيران بتخصيب الوقود النووي «يثير شكوكا دولية».