أرباح قياسية لـ«سي إن إن» رغم تراجع مشاهديها في الولايات المتحدة

كشفت عن تفاصيل اقتصادية للمرة الأولى

TT

كغيرها من الشركات الإعلامية حول العالم، تواجه شبكة «سي إن إن» الإخبارية تحديا في مواكبة التغيرات في صناعة الإعلام من سرعة الأخبار إلى تكاثر المنافسين. إلا أن شبكة «سي إن إن» ستستعد للاحتفال بعام عاشر من النمو المتواصل ومن المتوقع أن تصل إلى أرقام قياسية، بحسب مسؤولين في الشبكة. وعلى الرغم من أن قناة «سي إن إن» المحلية تواجه تراجعا ملحوظا في عدد المشاهدين لبرامجها في ساعات الذروة مساء (برايم تايم)، فإن القائمين عليها في شركة «ترنر» الأم التي تشرف على شبكة «سي إن إن» يؤكدون أن «سي إن إن» ستحصد أرباحا قياسية هذا العام أيضا. وخلال السنوات العشر الماضية، شهدت الشركة نموا بنسبة نحو 10 في المائة عاما بعد الآخر وهو ما يتوقع الإعلان عنه نهاية العام الحالي لعام 2010.

ومن الملفت أن «سي إن إن» عادة لا تعلن عن أرقامها، مكتفية كل عام بالإعلان عن نسبة النمو. وأفادت صحيفة «فاينانشال تايمز» أمس بأن «سي إن إن» تستعد للإعلان عن أكبر إيرادات في تاريخها على مدار 30 عاما على الرغم من أنها تعاني من أسوأ نسبة من المشاهدين داخل الولايات المتحدة.

وهناك عامل أساسي لنجاح شبكة «سي إن إن» وهو تنوع قنواتها في الخارج على الرغم من المنافسة الشديدة داخل الولايات المتحدة. وقالت «سي إن إن العالمية» جيم والتون في حوار مع «فاينانشال تايمز»: «بالطبع نشعر بالحيرة حول نسب المشاهدة في الولايات المتحدة»، لكنه عبر عن أمله في مواصلة نمو الشركة ككل. وأضاف: «نحن نشهد نموا قياسيا». وأنهت شبكة «سي إن إن» عام 2009 بنحو 500 مليون دولار من الأرباح التشغيلية، الأعلى في تاريخها، وتتوقع الشبكة أن تزداد هذه الأرباح مجددا هذا العام.

وتعتمد شركة «سي إن إن» على مصادر عدة لنموها المتواصل، أبرزها الاعتماد على قنوات مختلفة تتماشى مع مشاهدين مختلفين حول العالم، مثل «سي إن إن» الدولية لنحو 190 دولة، و«سي إن إن تورك» في تركيا و«سي إن إن» المحلية التي يشاهدها نحو 80 مليون أميركي بحسب شركة «نيلسون» لرصد أعداد المشاهدين الأميركيين للتلفزيون.

وأكد التقرير السنوي لشركة «تايم وارنر» التي تملك «ترنر» الأسبوع الماضي أن موقع «سي إن إن» الإلكتروني هو الموقع الإخباري الأول على شبكة الإنترنت. إلا أن «سي إن إن» المحلية فقدت 42 في المائة من مشاهديها في وقت الذروة المسائية منذ بداية العام. وتحتل «سي إن إن» المرتبة الثالثة في الولايات المتحدة بين القنوات الإخبارية مثل «فوكس نيوز» و«إن بي سي». وبينما «فوكس نيوز» تتبنى نهجا يمينيا، تعتبر «إن بي سي» قناة اللبراليين في الولايات المتحدة، إلا أن ليس لدى «سي إن إن» توجه سياسي واضح في البلد الذي يشهد انقسامات سياسية داخلية شديدة. وهناك نقاش داخلي حول كيفية معالجة تراجع عدد المشاهدين لبرامج «سي إن إن» الرئيسية، مثل برنامج «لاري كينغ لايف» الذي يحتفل بعامه الـ25 هذا العام. وتقول صحيفة «نيويورك تايمز» إن عدد مشاهدي المذيع المشهور لاري كينغ تراجعوا إلى 725 ألفا في الليلة، وهو نصف عددهم في 2008.

وبينما يركز المسؤولون في «سي إن إن» على الشبكة العالمية لزيادة نموها، تشهد «سي إن إن» المحلية فترة من المراجعة الداخلية حول أفضل طريقة لكسب المشاهد الأميركي مجددا.