صنعاء: قراصنة إريتريون يحتجزون 10 قوارب صيد يمنية

مسلحون يفجرون ثاني أنبوب نفط في مأرب خلال أسبوع

TT

عادت موجة العنف إلى جنوب اليمن رغم اتفاق التهدئة الذي توصلت إليه لجنة حكومية مع قيادات الحراك. فقد قتل، أمس، جندي وجرح 3 جنود آخرين، في منطقة الملاح في ردفان بمحافظة لحج، في اشتباكات عنيفة شهدتها المنطقة بين أطقم عسكرية ومسلحين يعتقد أنهم ينتمون إلى الحراك الجنوبي. وقال شهود عيان في المنطقة إن المسلحين اعترضوا طريق الأطقم التي كانت ترافق مواد تموينية كانت في طريقها إلى أحد المعسكرات المرابطة في المنطقة، واشتبكوا مع الجنود، قبل أن يقوم الجيش بقصف المنطقة، مما أدى إلى إصابة امرأة بجروح.

وتأتي هذه التطورات الأمنية في ظل مساع تبذل من قبل لجنة رئاسية، تمكنت من التوصل إلى اتفاق مع قوى الحراك الجنوبي، جرى بموجبه سحب المسلحين من مدينة الحبيلين، مركز مديريات ردفان في لحج، ودخول قوات الأمن إليها، أول من أمس، كما أن هذه الأحداث الأمنية تزامنت مع المظاهرات الأسبوعية التي تنظمها قوى الحراك كل يوم خميس، إحياء لما تطلق عليه «يوم الأسير الجنوبي»، وترفع خلاله مطلبين أساسيين وهما: الإفراج عن المعتقلين و«فك الارتباط» بين شطري البلاد. وشهدت، أمس، محافظات يمنية جنوبية كلحج والضالع وأبين تلك المظاهرات التي شارك فيها الآلاف رغم الحصار الأمني، ورفُعت فيها شعارات وأعلام شطرية.

على صعيد آخر، فجر مسلحون قبليون، أمس، أنبوب نفط على بعد 10 كيلومترات من مدينة مأرب شرق البلاد، وذلك بعد 4 أيام من تفجير أنبوب آخر، ما زال النفط يتسرب منه حتى اللحظة، بمعدل 158 برميلا في الساعة، بحسب مصدر نفطي يمني. وفي الوقت الذي لم تتوافر فيه معلومات كافية حول تفجير الأمس، فإن المراقبين يعتقدون أن الحادث يرجع إلى ردود الفعل المتواترة على مقتل نائب محافظة مأرب الشيخ جابر الشبواني، في ضربة جوية خاطئة، في وقت متأخر من مساء الاثنين الماضي، كانت تستهدف موقعا يعتقد أن عناصر من تنظيم القاعدة توجد فيه.

إلى ذلك، تنتهي اليوم الهدنة التي أبرمت بين لجنة تحقيق رئاسية وقبائل عبيدة التي ينتمي لها الشبواني، وقضت بإيقاف أعمال العنف حتى يجري التحقق من طبيعة الخطأ الذي حدث وأدى إلى مصرع الشخصية القبلية والحكومية البارزة. في هذه الأثناء، أكدت مصادر محلية في محافظة مأرب أن وفودا قبلية كبيرة من محافظات مأرب وشبوة والجوف بدأت في التوافد على وادي عبيدة، وذلك لتقديم العزاء إلى قبلية آل شبوان وإعلان التضامن معها، في حين لا يعرف ما يمكن أن تقدم عليه قبائل مأرب بعد انتهاء الهدنة.

على صعيد آخر، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أن قراصنة إريتريين احتجزوا، يوم أمس، 10 قوارب صيد يمنية خاصة. وقالت الوزارة إن عملية القرصنة تمت في المياه الدولية، وإن القراصنة اقتادوا القوارب والصيادين إلى منطقة (عد) الإريترية، قبل أن يقوموا بمصادرة 9 قوارب وترحيل الصيادين اليمنيين والبالغ عددهم 69 صيادا، على متن القارب العاشر، وفي حين سجلت شرطة خفر السواحل اليمنية إفادات الصيادين الذين عادوا إلى محافظة الحديدة على البحر الأحمر، فلم يسجل، حتى اللحظة، أي موقف رسمي يمني.

وهذه هي المرة الأولى التي تتهم فيها السلطات اليمنية قراصنة إريتريين بالضلوع في مثل هذه الحوادث، فخلال السنوات القليلة الماضية اتهمت صنعاء أسمرة رسميا بالضلوع في احتجاز عشرات القوارب اليمنية ومئات الصيادين لأشهر كثيرة، في إطار الخلاف بين البلدين حول تفسير حكم محكمة التحكيم الدولية، بشأن النزاع على الحدود البحرية بين اليمن وإريتريا ومناطق الاصطياد المحدودة لصيادي البلدين.

وتشهد العلاقات بين اليمن وإريتريا ما يشبه الفتور منذ احتلال الأخيرة جزيرة حنيش الكبرى في البحر الأحمر في منتصف ديسمبر (كانون الأول) عام 1995، قبل أن يستعيدها اليمن بقرار محكمة التحكيم الدولية في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1998، وبعد شهر رفع العلم اليمني على الجزيرة في حفل رسمي.