نتنياهو من باريس: نريد الانتقال لمفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين

اعتبر أن الخطر الأكبر أنظمة إسلامية متشددة تحصل على السلاح النووي

TT

تحولت محطة باريس التي وصلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمناسبة انضمام إسرائيل رسميا أمس إلى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، إلى زيارة رسمية لفرنسا استغلها لتحسين صورته وطرح نفسه كداعية سلام يشدد على ضرورة الإسراع في الانتقال للمفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين. أما الهدف الثاني لنتنياهو فهو، كما بدا من إشاداته المتكررة بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، إعادة الدفء للعلاقات الثنائية التي تدهورت في الأشهر الأخيرة بسبب إصرار إسرائيل على مواصلة الاستيطان في القدس المحتلة والضفة الغربية وتعطيل الجهود الأميركية فضلا عن استخدام جهاز الموساد جوازات سفر فرنسية لاغتيال محمود المبحوح المسؤول العسكري لحماس في دبي.

والتقى ساركوزي ونتنياهو الذي من المفترض أن يجتمع غدا مع رئيس الحكومة فرانسوا فيون ووزير الخارجية برنار كوشنير على مأدبة غداء كرست لتناول موضوعين رئيسيين: مفاوضات السلام والملف النووي الإيراني. وينتقل نتنياهو من باريس إلى كندا ومنها إلى العاصمة الأميركية للقاء الرئيس باراك أوباما يوم الثلاثاء المقبل. وأكد نتنياهو أنه لن يجتمع مع أبو مازن خلال وجوده في واشنطن.

غير أن «الشرق الأوسط» علمت من مصادر رسمية فرنسية أن ساركوزي طرح فكرة مواكبة عملية السلام وموضوع الضمانات فضلا عن اقتراح أن تنضم فرنسا إلى المحادثات عندما تنتقل إلى المفاوضات المباشرة بالنظر إلى أنها الوحيدة التي تمتلك علاقات جيدة مع كل الأطراف. ولم تتخل باريس عن مشروع المؤتمر الدولي لكنها لم تعد تطالب بأن يحصل في باريس.

وقالت مصادر الإليزيه لـ«الشرق الأوسط» إن ساركوزي حث نتنياهو على «القيام بمبادرات» لتسهيل المفاوضات، لأن الوقت يمر وأن الجانب الفلسطيني يريد السلام. ونقلت هذه الأوساط أن نتنياهو لم يشكك في رغبة أبو مازن بالسلام.

وحرص نتنياهو، في حديثه للصحافة في باحة قصر الإليزيه ولاحقا في مقر منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية كما في حديث مطول أجرته معه صحيفة «لو فيغارو» اليمينية ونشر أمس على تلميع صورة إسرائيل مؤكدا أنها لم تتلق من الفلسطينيين معاملة بالمثل، ردا على ما قامت به من إزالة مئات الحواجز ونقاط التفتيش من الطرقات والمساعدة على تحسين الوضع الاقتصادي فضلا عن وقف بناء المستوطنات وهو ما وصفه بأنه «تدبير غير مسبوق».

وعوض أن يستجيب الفلسطينيون، فإنهم، كما قال نتنياهو، سعوا إلى عرقلة انضمام إسرائيل إلى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لا بل طالبوا بطردها من الأمم المتحدة و«رفضوا لمدة عام أي مفاوضات وهم يضعون اليوم شروطا للبدء بمفاوضات مباشرة». وشدد رئيس الوراء الإسرائيلي على الحاجة إلى هذه المفاوضات «لأن طبيعة المشكلات الموجودة بيننا وبين الفلسطينيين لا يمكن أن تسوى من غير أن نجلس معا»، فضلا عن أنه «لا يمكن تصور شعبين مدعوين للعيش جنبا إلى جنب إذا لم يتحادثا. وخلاصته أنه يتعين الإسراع في الانتقال إلى المرحلة اللاحقة للوصول إلى السلام».

ونفى نتنياهو أن يكون الاحتلال أو الاستيطان سببا للصراع، ووضع شرطين للحل «أن يعترف الفلسطينيون بيهودية إسرائيل ما يعني حل موضوع اللاجئين خارج أراضي الدولة الإسرائيلية، والثاني قبولهم دولة منزوعة السلاح».

أما بخصوص سورية، فقد عزا امتناع إسرائيل حتى الآن عن العودة إلى التفاوض معها إلى أن دمشق «تريد أن تنتهي المفاوضات قبل أن تبدأ»، معتبرا أن هذا التناول يعكس «طريقة غريبة في مفهوم معاهدة السلام. وكان نتنياهو يشير بذلك إلى مطالبة السوريين بقبول إسرائيل سلفا مبدأ الانسحاب من الجولان لبدء المفاوضات. وفي الموضوع الإيراني كان التوافق أسهل ما بين نتنياهو وساركوزي حيث يلتزم الرئيس الفرنسي موقفا متشددا من طهران. وشدد نتنياهو على اتفاقهما على ضرورة منع إيران من حيازة سلاح نووي حيث إن الجميع يعي اليوم خطورة تطور كهذا إذ سيكون تهديدا للسلام في العالم وليس فقط لإسرائيل أو للشرق الأوسط. وقال لصحيفة «لو فيغارو» إن أكبر تهديد يواجه العالم هو أن تمتلك أنظمة إسلامية متشددة أسلحة نووية، ويتعين على المجموعة الدولية أن تمنع مثل هذا التطور بكل الوسائل. وبرأيه فإن هذه الأنظمة يمكن أن تزود حركات إرهابية بالسلاح النووي.