نفائس ومخطوطات نادرة يعود بعضها للقرن الأول الهجري في خزانة العتبة العلوية بالنجف

بين الموجودات مصحفان أحدهما بخط الإمام علي والآخر كتبه ابنه الحسن

هدايا ونفائس داخل ضريح الإمام علي في النجف («الشرق الأوسط»)
TT

ضمت خزانة العتبة العلوية في النجف نفائس ومخطوطات نادرة يرجع تاريخ البعض منها إلى القرن الأول الهجري. وتحوي الخزانة أيضا أصغر مصحف بطول 3 سنتيمترات، فضلا عن قطع السجاد والسيوف المرصعة باللؤلؤ والذهب وغيرها من الأشياء التي لا تقدر بثمن حسب القائمين عليها.

«الشرق الأوسط» اطلعت على قرص مدمج صور عام 1988 لمحتويات خزانة العتبة العلوية عندما تم فتحها لأول مرة قبل نحو 50 سنة. القرص المدمج يحتوي على تصوير لفتح الخزانة التي أغلقت بواسطة الطابوق والإسمنت بحضور رجال دين ووجهاء المدينة، بالإضافة إلى محافظ النجف عام 1988. وكانت الخزانة تحوي صناديق خشبية وخزانات حديدية تحوي لؤلؤا موضوعا في علب مختلفة الأحجام بالإضافة إلى سيوف مرصعة بالذهب والجواهر. وبعد جرد جميع محتويات الخزانة تم غلق بابها مجددا بالطابوق والإسمنت.

ومن يطلع على هذه الهدايا والنفائس والتحف النادرة يخيل إليه أن يتغلغل عبرها إلى عمق التاريخ، لأنها مهداة عبر أزمان مضت، فمعظم هذه التحف المهداة مؤرخة ومكتوب عليها اسم مهديها وتاريخ الإهداء ومنزلته، ومعظم هؤلاء من الملوك والأمراء والسلاطين أو من كبار رجال الدولة ورجال الأعمال ممن حفل التاريخ بذكرهم وذكر أعمالهم كما حفل بترجمة حياتهم.

ويرجع تاريخ أقدم الهدايا إلى القرن الرابع الهجري، وهذه التحف كثيرة ومتنوعة، من بينها مصاحف مخطوطة وتحف معدنية ومنسوجات وسجاد وتحف زجاجية وخشبية.

وفي الفترة الأخيرة قامت الأمانة العامة للعتبة العلوية بتشكيل لجنة لجرد محتوى الخزانة وما فيها من نفائس، وباشرت اللجنة عملها فقامت بجهد مضن لجردها وتنظيفها والمحافظة عليها وفق أحدث الطرق العلمية.

ويقول علي زهير هاشم مسؤول وحدة الفهرسة في العتبة العلوية لـ«الشرق الأوسط» إن «خزانة العتبة أنشئت مع نشوء المدرسة النجفية الإسلامية في نهاية القرن الثالث الهجري على يد كبار علماء الدين»، مضيفا «الخزانة أهديت لها مجموعة من الصحف والكتب من قبل الملوك والعظماء حيث كانوا يهدون أنفس ما يملكون من النوادر وبأجمل حلة وزخرفة». وتابع هاشم يقول «في عام 755هجرية أصيب مرقد الإمام علي بن أبي طالب بحريق هائل وذهب على أثره كثير من التحف، وكان من جملة ما أصاب الحريق المكتبة الموجودة في الصحن، لكن بقي البعض منها إلى الآن وما زالت آثار الحريق على البعض منها، وقد أعيد تأسيس الخزانة عام 760 هجري».

وأضاف هاشم «كما تعرضت الخزانة إلى سرقات كثيرة وإهمال شديد من قبل السلطات السابقة، حتى إن المخطوطات الموجودة قبل سقوط النظام السابق كانت موضوعة ومبنية تحت جدران الصحن لمنع الأيادي غير الصالحة من العبث بمحتويات الخزانة».

وقال هاشم «يوجد أقدم مصحفين؛ الأول بخط الإمام علي، والثاني بخط الإمام الحسن ثاني أئمة الشيعة الاثني عشر، بالإضافة إلى مصحفين قديمين من الجلد يعود تاريخ الأول إلى القرن الأول الهجري، والثاني يعود إلى القرن الثاني أو الثالث، وخطا بالخط الكوفي القديم»، مضيفا «كما تضم الخزانة مصحفا كتب على الورق يعود تاريخه إلى سنة 301 هجرية وخط بالخط الكوفي، كما وجدنا أكثر من 30 مصحفا ملكيا أهديت من الملوك الصفوية والقاجريين والهند وغيرهم من ملوك الدول الإسلامية».

رضوان الكلدار عضو مجلس النواب أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «خزانة العتبة العلوية تحوي الكثير من الأشياء النادرة وبعضها لا يقدر بثمن، حيث كان الملوك والأميرات من الطائفتين الشيعة والسنة يهدون بحلي ذهبية نادرة وتحف وسيوف»، مضيفا «هناك الكثير من السجاد الفاخر ومنها سجادة مرصعة بالماس والجواهر وكذلك منقلة نار مرصعة باللؤلؤ وتوجد وسطها ياقوتة حمراء كبيرة بالإضافة إلى أبواب خشبية يرجع تاريخها إلى مئات السنين»، مشيرا إلى «وجود حبة من الأرز كتب عليها سورة التوحيد يعود عمرها إلى مئات السنين».