نتنياهو يستغل رغبة أوباما في لقائه للضغط على الفلسطينيين

البيت الأبيض يحدد 9 يونيو المقبل موعدا للقمة مع أبو مازن

طفل فلسطيني يتحدى جنودا اسرائيليين في قرية النبي صالح قرب رام الله، امس (رويترز)
TT

مع التقديرات الإسرائيلية القائلة إن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، دعا رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى قمة مفاجئة في البيت الأبيض لأنه بحاجة إليه لتحسين وضع الحزب الديمقراطي في الانتخابات القادمة للكونغرس، كشف النقاب أمس أن نتنياهو ينوي استغلال هذا اللقاء الذي سيتم يوم الثلاثاء المقبل ليتقدم بسلسلة طلبات بينها أن يتراجع أوباما عن التفاهمات التي توصل إليها مع مصر بخصوص مسودة قرارات مؤتمر منع انتشار الأسلحة النووية في العالم، وأن يمارس أوباما الضغوط على الفلسطينيين.

في غضون ذلك أعلن البيت الأبيض رسميا أن أوباما سيستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في البيت الأبيض في 9 يونيو (حزيران) المقبل. وقال الناطق باسم الرئيس الأميركي روبرت غيبس إن «الرئيس يتطلع إلى الاطلاع مع الرئيس عباس على التقدم الذي تحقق حتى الآن في إطار المفاوضات غير المباشرة والوسائل التي يمكن أن تعمل عليها الولايات المتحدة مع الأطراف للانتقال إلى مفاوضات مباشرة». وتابع غيبس أن أوباما وعباس «سيبحثان جهودنا المتواصلة للتعاون من أجل تطوير المؤسسات التي يتطلع إليها الشعب الفلسطيني ودعم قيام دولة فلسطينية».

وتأتي زيارة أبو مازن بعد 8 أيام من دعوة نتنياهو المفاجئة، التي سلمها رئيس ديوان العاملين في البيت الأبيض رام إيمانويل. وأجمع الإسرائيليون على أن هدف هذه الدعوة هو صد الانتقادات الشديدة الموجهة للرئيس الأميركي وطواقمه بسبب العلاقات السيئة مع نتنياهو والتوجه السلبي إليه وبث الشعور بأن الإدارة الأميركية تمارس ضغوطا عليه حتى يتقدم في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. واتخذت إدارة أوباما عدة خطوات لصد هذه الانتقادات حتى الآن، فقررت دعما بقيمة 205 ملايين دولار لإسرائيل لتمويل مشروع «القبة الحديدية» (نظام صواريخ مضاد للصواريخ البسيطة وقصيرة المدى، طورته إسرائيل لمواجهة صواريخ حزب الله وحركة حماس)، هذا إضافة إلى الدعم السنوي الذي يصل إلى 3 مليارات دولار. والتقى أوباما شخصيا ومساعدوه قادة التنظيمات اليهودية الأميركية وعشرات أعضاء الكونغرس المؤيدين لإسرائيل، وأطلعوهم على أسرار الدعم الأميركي العسكري لإسرائيل الذي تصاعد منذ تولي أوباما الرئاسة بنسب عالية جدا.

وتوقع الإسرائيليون أن يقدم أوباما على خطوات أخرى تثبت أنه لا يمارس ضغوطا على إسرائيل فحسب، بل أيضا على الفلسطينيين، من أجل الانتقال فوراإلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل».

وأمس، تقدم مساعدو نتنياهو خطوة أخرى في هذا الزهو، فأطلقوا تصريحا بأنهم يتوقعون من أوباما أن يتراجع خلال ساعات عما جرى التوصل إليه مع المصريين بخصوص التسلح النووي، في المؤتمر الذي ينهي أعماله في نيويورك. فقد كانت هذه التلخيصات قد تحدثت عن دعوة لمؤتمر إقليمي يعقد في الشرق الأوسط سنة 2012 من أجل تطهيرها من السلاح النووي. وحسب الاتفاق المصري الأميركي، يدعو المؤتمر إسرائيل وباكستان والهند للانضمام إلى الميثاق الدولي لمنع انتشار السلاح النووي، حتى تكون هناك رقابة للوكالة الدولية للطاقة النووية على أسلحتها ومفاعلها النووي. وفي هذا تغير في الموقف الأميركي المتبع منذ سنة 1969، الذي تتصدى فيه واشنطن لمحاولات فتح الملف النووي الإسرائيلي في المؤسسات الدولية. ففي حينه قبلت الإدارة الأميركية أن يظل موضوع امتلاك أو عدم امتلاك إسرائيل للسلاح النووي غامضا وضبابيا. فلا تؤكد ولا تنفي وجود سلاح نووي، وبهذا لا تخضع للرقابة الدولية. لكنها تترك الانطباع أنها دولة نووية.