«رياح السماء» في انتظار «أسطول الحرية» على مشارف سواحل غزة

البحرية الإسرائيلية استدعت الاحتياط وستشوش البث الفضائي

TT

بينما انتهت في قطاع غزة الاستعدادات النهائية لاستقبال «أسطول الحرية»، الذي انطلق من دول مختلفة في مقدمتها تركيا، في محاولة لكسر الحصار على القطاع، ويفترض أن يصل اليوم، أنهت إسرائيل استعداداتها كذلك لاستقباله، ولكن بطريقة أخرى، تنطوي على اختطاف الأسطول برمته وهو على مشارف سواحل القطاع. أما المتضامنون فقالوا إنهم سيواجهون أي محاولة لوقفهم في عرض البحر. وأكد ائتلاف «أسطول الحرية»، أمس، أن جميع السفن المشاركة في رحلته المقررة إلى غزة التقت عصرا قبالة المياه الإقليمية لقبرص، من دون الرسو في موانئها، ويفترض أن تكون قد انطلقت إلى غزة، لكي تصل اليوم إلى شواطئها.

وكان «أسطول الحرية» يتكون من ثماني سفن انطلقت من تركيا واليونان وأيرلندا، وتسمى إحداها «القارب 8000» نسبة إلى عدد الأسرى في السجون الإسرائيلية، لكن هذه السفينة تعطلت أمس، ونقل ركابها الـ30 إلى السفن الأخرى السبع التي أبحرت نحو غزة، وتحمل أكثر من 750 متضامنا من أكثر من 40 دولة، من بينهم 44 شخصية رسمية وبرلمانية وسياسية أوروبية وعربية، بينهم 10 نواب جزائريين.

كما تحمل السفن أكثر من 10 آلاف طن من المساعدات الطبية ومواد البناء والأخشاب، و100 منزل جاهز لمساعدة آلاف السكان الذين فقدوا منازلهم في الحرب الإسرائيلية على غزة مطلع عام 2009، كما تحمل 500 عربة كهربائية جاهزة لاستخدام المعاقين حركيا.

وترافق السفن تغطية إعلامية واسعة، إذ يوجد على ظهر هذه السفن 36 صحافيا يعملون في 21 وكالة أنباء ووسيلة إعلام عالمية، تستعد لنقل ما يحدث مباشرة من عرض البحر، إذ تم تجهيز إحدى السفن بأجهزة بث فضائي.

لكن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي تعتقد أن الأسطول يخطط للوصول إلى المياه الإقليمية قبالة غزة في ساعات الضوء لإفساح المجال أمام بث عملية الاستيلاء الإسرائيلية على السفن للتسبب في الإحراج، وضعت خطة للاستيلاء على هذه السفن من دون ضجة، وذلك بالتشويش الإلكتروني وحجب البث من هذه السفن.

ونشرت الصحف الإسرائيلية أمس، تفاصيل خطة سلاح البحرية للاستيلاء على «أسطول الحرية» وجره إلى إسرائيل. وسميت عملية الاستيلاء التي سيقودها قائد سلاح البحرية الميجر جنرال اليعيزر ماروم بـ«رياح السماء»، وسينفذ المهمة مغاوير البحر، وأفراد وحدة «ميتسادا» التابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية. وحسب الخطة، سيتلثم منفذو العملية للحيلولة من دون التعرف على هوياتهم وسيستعينون بكلاب مدربة على اكتشاف المتفجرات تقوم بعد الاستيلاء على السفن بالتمشيط والتفتيش الدقيق.

وتدربت قوات «رياح السماء»، على الهبوط فوق متن السفن من طائرات هليكوبتر عسكرية، وتم إلغاء عطلة نهاية الأسبوع وجميع الإجازات في سلاح البحرية، كما جرى استدعاء جنود احتياط من الكوماندوز البحري. وتقرر في نطاق المحاولات الهادفة إلى منع إحراج إسرائيل إعلاميا، تشويش البث الإعلامي من سفن القافلة بواسطة الحجب الإلكتروني.

وفي التفاصيل، ستنتظر البحرية الإسرائيلية السفن حتى وصولها إلى «خط محدد» على مشارف سواحل قطاع غزة، وحينها سيتم إبلاغ هذه السفن بالعودة، فإذا لم تستجب سيتم الاستيلاء عليها وجرها إلى ميناء أسدود الذي نصبت فيه خيمة كبيرة للقيام بإجراءات تسجيل ركاب السفن الذين سيطلب منهم تعبئة استمارة يوافقون فيها على إبعادهم وإعادتهم إلى الدول التي انطلقوا منها. ووفق الخطة، فإن من يوافق يبعد على نفقة إسرائيل، ومن لا يوافق يتم اعتقاله في سجن «بئر السبع» وربما في سجون أخرى، على أن يعرضوا على القضاء تمهيدا لطردهم.

وتقول إسرائيل إنه لا أزمة إنسانية في القطاع. وقال الناطق بلسان الجيش البريغادير افي بناياهو أمس: «لا أزمة إنسانية في عزة وسكانها لا يعانون من المجاعة، ورحلة قافلة السفن الدولية تستهدف الاستفزاز وليست المساعدة الإنسانية».

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، أمس: «إن قافلة السفن الدولية التي تتجه إلى قطاع غزة تشكل مساسا بالسيادة الإسرائيلية وإن هذه العملية لا تعدو كونها عملية دعائية». وأضاف وهو يتفقد غرفة العمليات التي أنشئت لهذا الغرض في مقر وزارة الخارجية: «إن إسرائيل تسمح بنقل آلاف الأطنان من المؤن والمنتوجات إلى قطاع غزة يوميا على الرغم من استمرار الاعتداءات الصاروخية من جهة القطاع في اتجاه النقب الغربي». وردت الحملة الأوروبية على التهديدات الإسرائيلية باعتراض السفن، بقولها إن ذلك «لن يؤثر على خطط الأسطول في المضي قدما نحو تنفيذ تلك المهمة الإنسانية والأخلاقية». وقال درور فيلر، أحد النشطاء الموجودين على متن إحدى سفن الأسطول: «إذا حاول جنود الكوماندوز الإسرائيلي اقتحام السفن فسنقيد أنفسنا بسلاسل حديدية».