مقتل 80 في أعنف هجوم ينسب إلى التمرد الماوي

الحصيلة قد تدفع الحكومة إلى تغيير خطتها ضد «أكبر خطر على الأمن الداخلي»

TT

قتل ثمانون شخصا على الأقل في أعنف هجوم ينسب إلى حركة التمرد الماوي النشطة في الهند. وسقط هؤلاء نتيجة عملية تخريبية أسفرت عن خروج قطار كان في رحلة بين كالكوتا ومومباي، عن سكته في منطقة بشرق البلاد. وتحدثت معلومات عن إصابة أكثر من مائتي شخص بجروح، إصابات بعضهم خطيرة جدا، ما يعني أن حصيلة القتلى قد ترتفع. واعتبر محللون أن هذه الحصيلة الثقيلة قد تدفع الحكومة لمراجعة استراتيجيتها لمواجهة المتمردين الماويين الذين وصفهم رئيس الوزراء بأنهم يشكلون أكبر خطر على الأمن الداخلي.

ووقع الحادث في مقاطعة غرب ميدنابور معقل الماويين التي تبعد نحو 135 كلم غرب كالكوتا، كبرى مدن البنغال الغربية. وخرج القطار الذي كان مكتظا بالركاب النائمين عن سكته واصطدم بقطار لنقل البضائع. ولم تحدد أسباب الحادث. فقد تحدثت وزيرة النقل بالسكك الحديدية ماماتا بانيرجي عن «انفجار قنبلة قوية»، لكن الشرطة أعلنت أنها تحقق في احتمال أن تكون أجزاء معدنية تستخدم في تثبيت سكك الحديد قد نزعت من مكانها. وقال قائد شرطة البنغال الغربية بوبيندر سينغ: «إنها عملية تخريب نفذها بالتأكيد الماويون». وقبل ذلك أكد أنه تم العثور على منشورات دعائية ماوية في الموقع.

وكانت بانيرجي التي تفقدت مكان الحادث أشارت إلى الاشتباه في تورط اليسار المتطرف في العملية. وقالت إن «السكك الحديدية هدف سهل، لقد هاجموها في الماضي ويبدو أنهم كرروا ذلك اليوم». وأكد رئيس هيئة السكك الحديدية في الهند اس اس خورانا، أن هذه المؤسسة تعتزم «توقيف الرحلات الليلية لقطارات الركاب في المناطق التي ينتشر فيها المتمردون الماويون».

ومن جهته، قال الناطق باسم «لجنة الشعب ضد فظاعات الشرطة» المدعومة من حركة التمرد الماوية اسيت ماهاتو: «لسنا متورطين بأي شكل من الأشكال. هذا ليس عملنا»، حسبما نقلت عنه وكالة «برس تراست أوف إنديا».

وقد تواجه الحكومة ضغط الرأي العام لمراجعة استراتيجيتها في مكافحة التمرد التي فشلت حتى الآن. وقد رفضت الدولة حتى الآن اللجوء إلى الجيش مفضلة الشرطة والقوات شبه العسكرية. وينتشر المتمردون الماويون الذين ينشطون منذ 1967، في شمال الهند وشرقها ويقدر عددهم بما بين عشرة إلى عشرين ألف متمرد يقولون إنهم يكافحون من أجل الدفاع عن الفلاحين الذين لا يملكون أراضي والأقليات المحلية. وفي محاولة لإخراجهم من معاقلهم شنت الحكومة قبل بضعة أشهر عملية واسعة في ست ولايات شارك فيها 56 ألف عنصر من القوات شبه العسكرية مدعومين بالشرطة المحلية وأطلق عليها اسم «الصيد الأخضر»، في إشارة إلى الأدغال التي يختبئون فيها.

وقال رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ إن حركة التمرد الماوية أو «المتمردين الحمر» تشكل أكبر خطر على الأمن الداخلي. وتسيطر الحركة على مناطق واسعة لا سيما المناطق الريفية التي لم تستفد من التنمية الاقتصادية التي شهدتها الهند في الفترة الأخيرة. وقتل أكثر من 600 شخص السنة الماضية في هجمات نسبت إلى الماويين. وحظرت الحكومة الحركة سنة 2009، وباتت تعتبر أنها «إرهابية».